ثقافة وفنون

أغاني البنات.. الانتشار بالرجال


دائما ما تدندن البنت برفقة صويحباتها بغنيوه أثناء تجمعاتهن النهارية في الزمن الجميلة يتشاركن في تأليفها وغالبا ما تكون اللمه في البيوت الكبيرة والأسر الممتدة التي تشمل الجيران وكل الحي بصلة القرابة في ظل وجود الحبوبات وقعدة الجبنة فهي نقطة البداية للحالة المزاجية التي تخرج منها كلمات مموسقة على إيقاع تنتنة البن وهز الفناجين ويسرح الخاطر تتزاحم الذكريات عبر رسائل لتناجي من فرق بينهم الزمن والظروف بل حتى الموت بحكم القدر وبإمكان الحبوبة الإضافة أو الحذف وفي اقرب مناسبة أيا كانت ختان أو عرس يرددن النديدات غنيواتهن التي تتضمن تلبية طموحاتهن المستقبلية والآنية كالحرمان من التعليم والزواج من الغريب وغيره وتنتشر الأغاني وتأخذ أبعاد كل حي ومجتمع تردد فيه الى أن عمت أرجاء القرى والمدن فلم يحتكرها جيل ولم تنسبها حكامه لها فسمها المجتمع بـ(أغاني البنات )وأصبحت مواكبة لتطلوعات الطبقات المجتمعية وبروز مواصفات فرسان أحلامهن فكان المدرس المغترب على رأس الهرم أيام هجرة الشباب الى الخارج وظهرت على السطح أغنية (يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس ..)وحبة حبة ارتفعت التطلعات وقفز المهندس الى أعلى وظهرت (بلالي أنا المهندس جاء ورسم البنا وسعيد العرس بتنا..) وبعدهم ارتفعت أسهم الأطباء وزيهم الأبيض الجاذب وخاصة في العصريات وزمن الوردية فتغنت أغنية (البي.. العصر مرورو ..) وحتى التمرجية (بأغنية البانسلين يا تمرجي نادوا الحكيم يا تمرجي ..)هذا على صعيد المدن فأما الأقاليم وأريافها بشتى بيئاتهم ظهرت أغاني أخذت أقاعات مختلفة عن الوسط وبدأت أغاني البنات تأخذ أسماء مختلفة بعد ان تقبلها المجتمع بشكل أكثر انفتاحية عن سابقتها وعرفت في فترة من الفترات بأغاني( السباته )وأخذت حيز من ليالي المناسبات في بيوت الأعراس بل تربعت وتسيدت بما يعرف بأغاني السيرة والشكر والرميات التي يبتدر بها بعض الفنانون أعمالهم الفنية في الغناء الشعبي ولم تكن أغاني البنات وقتها أقل من الوسائل التي ساعدت في إرساء وتغير بعض القيم لحقب وأزمنة حوت تفاصيل دقيقة جدا في تركيبة المجتمع السوداني من إحداث وطنية كالاستقلال والمعاركة وأبطالها أمثال ود حبوبة ودينية بل حتى الأزمات كفترة إغاثة ريغن وظلت باقية من جيل لآخر الى فترة الاحتراف بها وترديدها من خلال فنانات اشتهرن بهذا النوع من الغناء باصطفاء بصمة تختلف من مطربة لأخرى مع مواكبة قوالب موسيقية مستحدثة بل ظهرت برامج وثقت لهذا الغناء وساعدت على انتشاره بالداخل والخارج مع التحفظ على بعض المفردات والعادات الدخيلة على المجتمع السوداني وهناك من يرددن أغاني البنات بالآلات الشعبية كـ(الرق والدلوكة )الى زماننا هذا وأحيت أغاني كانت على وشك ان تندثر فكل حبوبات الجيل الجميل وبعض أمهات اليوم رقصن على هذه الأغاني في زمن كان يعد فيه (رقص العروس من مراسم العرس الأساسية)وكذلك حنة العريس والجرتق الذي يتم بأغاني البنات كالعديل والزين وأشهر المغنيات في الفترة الماضية لهذا النوع الراحلة والمناضلة حواء الطقطاقة والساحة الحالية مليئة بمغنيات كالمطربة ندى القلعة وحنان بلوبلو وإنصاف مدني حتى الفنانين الشباب يرددون تلك الأغاني بالرغم من احتفاظها بمسمى أغاني بنات وهذا غير لائق فيجب ان يكف الفنانين الشباب عن ترديدها ليس من باب الجندر فحسب بل لان لونيتها تتماشى مع الأصوات النسائية فقط ولا غضاضة ان يرددوا الأغاني التي تصنف تراثية التي تحوي قيم سمحة المعاني وجميلة الخصال، إلا ان الملاحظ للساحة حاليا تشوه عقيم لهذا النوع من الغناء ولكن هناك من استطاع توصيل أغاني السيرة والحماس بطريقة ربما تشابه جيل رائدات هذا الفن فأغنية (سمح العلم سمحة الشهادة..حليلنا نحن زمن فات..) التي اشتهرت بها الفنانة حرم النور نسائية بحتة وأيضا أغنية البي العصر مرور)وأحسن من ترددها بالإيقاع الحديث الفنانة آمال النور و(أغنية راجل السترة )لندى القلعة ولا اظن سينج شاب في أدائها على عكس أغنية (جناي البريدو)لطه سليمان التي تقبل الغناء من الجنسين
اااااالسطور هناك أغاني لا ترتقي بأن نصنفها ضمن أغاني البنات فهي محسوبة عليهن ليتها تزول و غناء السباتة موروث جميل يعبر عن كينونة البنات وكفى..!

بتول الفكي
الوان