الطاهر ساتي

توفيق أوضاع ..!!


:: يأتون من أرياف البلد المكتوية بنار الحرب والفقر، ثم يختارون أقرب الأماكن إلى أحياء المدينة، ويشيدون فيها بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم كيفما إتفقت مساحاتها ومسارات الشوارع، ثم يطلقون الأسماء الغربية والعربية على الأماكن، وينتخبون لجانهم الشعبية .. ولاتنتبه السلطات الحكومية إلى عشوائية هذه القرى إلا بعد أن تصلها المركبات العامة وتشتهر بكثافتها السكانية لحد التأثير في الإنتخابات..وعند إكتشاف تأثيرها الإنتخابي، تسارع السلطات إلى توفيق أوضاعها – بالتخطيط – لتحويلها من قرى عشوائية إلى ( قاردين سيتي)..!!
:: وقلت قبل أسابيع بأن نجم المبارة ليس بالضرورة أن يكون من الفريق الفائز، بل قد يكون أحد الفرق مهزوماً (3/ صفر)، ومع ذلك يكون نجم المباراة أحد لاعبيه..وقلت أن هذا حال وزارة العدل في التشكيل الحكومي الراهن ..نعم، وزارة العدل – في كل قضايا الساعة وأحداثها وأخبارها- تكاد تكون (نجم المباراة)، ولا تبالي بأن فريقها – أي حكومتها – مهزوم (6/ صفر)..وأمس الأول، كشفت وزارة العدل بأنها تجتهد في توفيق أوضاع بعض الملفات – بالتخطيط – لتحويلها من ملفات عشوائية إلى ( إصلاح سيتي)..!!
:: قضية أحداث سبتمبر ..تقول وزارة العدل أن عددهم (83 شخصاً)، لهم الرحمة والمغفرة، وأن منهم أربعة أشخاص – فقط لاغير- هم الذين لقوا حتفهم برصاص الشرطة والأمن، وسوف يتم رفع الحصانة عن المتورطين في قتلهم (إذا عُرفوا)..وهذا يعني أن (79 شخصا) ماتوا برصاص مجهول المصدر، وأن بلاغاتهم تم تقييدها ضد مجهول..وحتى الأربعة الذين ماتوا برصاص معلوم المصدر، سوف يتم رفع الحاصة عن المصدر (إذا عُرفوا)..هكذا الأوضاع.. ولتوفيق هذه الأوضاع – بحيث تكون إصلاح سيتي – وافق رئيس القضاء بتحديد قاض في محاكم الخرطوم وبحري وأمدرمان لتسليم الديات لأهل الضحايا ..!!
:: قضية خط هيثرو .. قالت وزارة العدل أن عدد المتهمين في هذه القضية ثلاثة، وهم مدير الخط الذي انتقل الى رحمة مولاه والأخرون أجانب غادروا الشركة والبلاد بعد أن باعوا خطها..ثم تحدثت الوزارة بوضوح عن مسؤولية شركة عارف في بيع الخط ..وعليه، من ينتظر نتائج الجانب الجنائي في القضية – من الأجانب والمرحوم – بعد المساءلة والتحقيق والعقاب، فلينتظر، ولكن سوف يمتد الإنتظار إلى يوم القيامة.. أما توفيق أوضاع هذه القضية – بحيث تكون إصلاح سيتي – فهو إلزام شركة عارف بدفع التعويض، وهذا ما أسماه وزير العدل بالجانب المدني في القضية..!!
:: قضية مكتب الوالي السابق..تقول وزارة العدل لقد تحللوا بأسترجاع الأراضي من المتهمين – 8 الى 10 قطع – وتم تسجيلها في اسم حكومة السودان..وكذلك تحللوا، حسب قانون الثراء الحرام – باسترجاع المبالغ المالية مقابل التخفيضات، وأنه في هذه الحالة لايجوز فتح بلاغات في مواجهة المتحللين.. ولتوفيق أوضاع هذه القضية – بحيث تكون إصلاح سيتي – لاتزال عمليات التقصي جارية من قبل وزارة لإسترداد المبالغ المالية مقابل التخفيضات ..و ..هكذا .. كل القضايا، توفيق أوضاع ليس إلا.. ومايحدث لايشبه تخطيط القرى العشوائية فقط، بل يشبه زواج البعض في الغرب أيضاً..هناك يتعرف الشاب بالفتاة و يُعاشرها وينجب منها سفاحاً، ثم – لاحقا – يُعلن الزواج و ..(توفيق الأوضاع)..!!


تعليق واحد

  1. مقال هادف وفي الصميم .. طيب المراة الغربيه لو رفضت توفيق الاوضاع مصير الولد شنو ؟