عمر الشريف

دورة فى كيفية الحوار


مؤتمر الحوار الوطنى الذى يعقد هذه الأيام من أجل سودان مستقر ومتطور ومترابط الأطراف ومتعدد الثقافات ومتنوع الأعراق ليكون نموذجا إسلامينا وعربيا وإفريقيا وديمقراطيا فى العدالة والمساواة للجميع والإستقرار والأمن يحتاج الى حكمة ووطنية صادقة . هذا المؤتمر الذى حضره من حضره وغاب عنه من لايريد إستقرار السودان أو فضل مصلحته الشخصية أو مصالح غيره على بلدة او من لم تتم دعوته لهذا المؤتمر أو لسبب خاص به كان يجب عليهم جميعا وضع مصلحة السودان وشعبه فوق كل شىء ونطالبهم جميعا بالدعم بشتى الطرق والوسائل للإنجاج المؤتمر والخروج بنتائج تكون دستورا ملزما للجميع . الذى يعرف شعب السودان يستغرب لطريقة طرحهم ومناقشتهم لقضايا بلدهم ، حيث أن الشعب السودانى فيه الكثيرون من ذوى الحكمةً والإصلاح بين الناس وأهل العلم الأكاديمى والإسلامى وفيه من ربى وعلم الأجيال فى الداخل والخارج وشهد له بذلك .

أكثر الذين حضروا المؤتمر لهم وزنهم ومكانتهم وعلمهم لكن طريقة تناولهم وطرحهم لمشاكل السودان لا تتوافق مع مكانتهم وما يتطلع له الشعب وينتظره الوطن . قضايا السودان الرئيسية والأهم هى العدالة ثم العدالة و التنمية والإستقرار فقط . فإذا تحققت الأولى تحققت الباقية . طريقة الحوار المتبع حاليا فى هذا المؤتمر هى نفس طريقة الحوار فى المؤتمرات السابقة التى تكون نتيجتها لا شىء سوى مزيدا من التفرقة والمعاناة . نقول للذين حضروا هذا المؤتمر أنتم تمثلون مجموعة أو طائفة أو قبيلة أو وزارة لكن تتحدثون بأسم الشعب بأكمله وتضعون المقترحات والحلول لهذا الشعب حيث جمعكم وطن واحد يحتاج منكم الوحدة والترابط كما أمركم ربكم جلا وعلا بأن لا فرق بين عربى ولا أعجمى ولا أبيض ولا أسود و الناس سواسيا عند الله وهم سواسيا فى القانون والحقوق والواجبات .

المجتمعون وغير المجتمعون يحتاجون الى دورة فى كيفية إدارة الحوار عامة والحوار الوطنى خاصة . لأن الوطن الذى عرفه الراعى والمزارع والمغترب من أجل لقمة العيش وسكان البادية هم الذين حبوا هذا الوطن وعرفوا قيمته وعاشوا أحواله أكثر من المجتمعين اليوم . نخب المجتمع وقادة الأحزاب ومسئولى الدولة ومندوبى الإتحادات أكثرهم لا يعانون كما يعانى المواطن العادى وهم يسمعون ويشاهدون صور الفساد والإفساد لكن مكبرات صوتهم مفصوله أو مقطوعة مثل إنقطاع الماء والكهرباء إذا عادت نسي الناس همهم وأقبلوا عليها بإسراف .

المناقشات عن الهوية وعن السلطة والحكومة الإنتقالية ليست هى الإستقرار وحل مشاكل السودان ولنا فيها تجربه سابقه وإنما تكوين لجنة عدالة مستقلة تستمد حكمها من الشرع ودعمها من الشعب لتقف على الفساد الحاصل وقطع جزوره لتتساقط أوراقه وتجف سيقانه وينضب عوده ويموت . هؤلاء المجتمعون نتمنى أن يخرج منهم رجل رشيد أو رجال ويتولى ذلك ويتم تشكيل تلك اللجنة وتمنح فترة ستة أشهر لتعمل بإخلاص وخوف من الله لا تنظر لرئيس أو مرؤس وتضع الناس سواسيا أمام المحاسبة والقانون . ووالله إن كانت هذه اللجنة تخاف الله وتحكم بالحق لوجدنا السودان بعد تلك الفترة يعيش فى أمن وإستقرار وتنمية وعدالة لم يشهدها العالم اليوم ولا يحتاج لمؤتمر حوار وطنى .