الصادق الرزيقي

ليتها لم تفعل!!


> ماذا لو سمحت الحكومة لبعض قيادات المعارضة بالسفر إلى باريس لحضور اجتماعات ما تسمى قوى نداء السودان..؟ فهؤلاء مهما فعلوا لن يحركوا شعرة ولن يقتلوا ذبابة..؟ هل تخشى الحكومة جلاء الأزهري ومحمد الخطيب وبعض الأشخاص الذين لا وجود لهم إلا في صفحات الصحف ووسائط الإعلام؟.. كان على السلطات الحكومية ألا تفسد أجواء الحريات، فالبلاد أكثر اطمئناناً من ذي قبل، وهناك الكثير من التفاؤل بأن الحوار الوطني سيقود إلى نتائج إيجابية في نهاية الأمر، وقد عزل المقاطعون أنفسهم، فمساحة الحوار تتسع كل يوم ومساحة الممانعة والمقاطعة تنحسر يوماً بعد يوم، يربح الحوار مع إشراقة كل شمس حركة أو حزباً أو جماعة أو شخصية وطنية، بينما تبقى المعارضة الرافضة منكفئة على وجهها تلوك عباراتها السمجة وتروِّح عن نفسها بالاجتماعات في هواء باريس وبرلين وأديس أبابا، دون أن تتفق على شيء أو تحقق نصراً أو تحرك شارعاً.
> لو تريثت الحكومة قليلاً، لسمحت لكل قادة ما يسمى نداء السودان بالسفر إلى «الواق واق» وليس باريس، فما اجتمع أهل المعارضة، إلا وكان أبليس بينهم، وإلا وقعت بينهم الخلافات العاصفة والفتنة وتمزَّق جمعهم وتفرَّق شملهم.. فقد تعودنا عليهم أكثر من خمس وعشرين سنة يرعدون ولا يمطرون، تسمع تهديداتهم وعنترياتهم ولا تحس لهم ركزاً على الأرض. فهل تخشى الحكومة هذه التهديدات الصوتية والادعاءات الخواء التي يطلقونها دون عناء وهم ينتظرون اليوم الذي يصحون فيه ليجدوا أن الحكومة قد رحلت وتركت لهم الجمل بما حمل!!
> من الأجدى للحكومة أن توزن الأشياء بقدرها. فالقيادات السياسية التي كانت ستغادر إلى باريس، ليست أخطر من قادة الجبهة الثورية وعناصرها المسلحة وجيوشها المتربصة، فهؤلاء لا يملكون من أمرهم شيئاً، لا وزن لهم في الشارع العام ولا تأثير لديهم على تطورات الأوضاع على الأرض، فماذا يضير لو ذهبوا واجتمعوا وخاضوا مع الخائضين وتاهوا في تيه الحركات المسلحة والأحزاب المنافقة؟.. ماذا يضير؟!
> فلو كانت الحكومة تعلم أن كل ملتقى للمعارضة يساوي تراجع لسنة ضوئية عن النضال المسلح واقتلاع الإنقاذ من جذورها، لشجعت الخطيب وجلاء الأزهري وبقية الرهط المعارض على السفر وحضور الاجتماعات حتى يعودوا بخفي حنين يحملونها على ظهورهم كما يحملون الخيبات على وجوههم واليأس في قلوبهم!!
> ليس هناك من ينتظر المعارضة السياسية او المسلحة.. لا في الداخل ولا في الخارج.. نحن عامة الشعب في الداخل لا شأن لنا ببيانات ونداءات المعارضة وإعلاناتها من العواصم المختلفة، فهي لا تخاطب قضايا الشعب وهمومه فكلها منصبة على الصراع السلطوي والتنافس على كراسي الحكم وكيفية وراثة الحكومة.. وفي ذات الوقت ليس هناك من ينتظر شيئاً من اجتماعات معارضتنا السنية في الخارج، فحتى العواصم التي تُجرى فيها الاجتماعات، أشاحت بوجهها عنهم وتركتهم حكوماتها للمنظمات والناشطين في جمعياتهم يتلهون بها ويقامرون على فشلها أو نجاحها.
> على حكومتنا أن تفهم جيداً، أن الرهان على الحوار أفضل ألف مرة من الإجراءات التي تتخذها حيال المعارضين. فمع قدوم قيادات بارزة وذات وزن ثقيل من أبناء ولاية جنوب كردفان، ومن أشهر أبناء النوبة من بلاد المهجر للمشاركة في الحوار الوطني، ستتغير الكثير من الأوضاع ويزداد الحوار كيل بعير، وستكون للحوار قيمة أكبر، إذ يمثل القادة الذين جاءوا من الخارج إضافة نوعية خاصة في الملفات الشائكة المتعلقة بالسلام ووقف الحرب والهوية والحريات وقضايا الحكم والإدارة، وتلك هي القضايا التي تقف حجر عثرة كما يقال أمام تقدم الحوار ووصوله إلى خاتمة المطاف.


تعليق واحد

  1. سلمت وسلمت يمناك يا الرزيقى كفيت واوفيت فى الرد على هؤلاء المرتزقة والعملاء والله هم لا يمثلون الا وجوهم الكالحه وتبا لهم جميعا وفى مقدمتهم الصادق المهدى الذى اصبح يلهث وراء كل رمه حولها الذباب