عبد الجليل سليمان

علي عثمان .. إذا ما البراري اعتراها الذبول 1-2


يعود الرجل الذي كان إلى وقتٍ (مُهماً جداً) فعلاً وكلاماً، قبل أن يُقصى عن الفعل فتُصيبه (هاء السكت) فيصمت، يعود علي عثمان إلى يومية (السوداني) ليتحدث، ويقول إن الحركة الإسلامية على مستوى الفكرة مفتوحة الذراعين لكل مسلم صادق يقيم أمر الدين في نفسه وفي مجتمعه وعلاقاته، ورغم أن علاقاته هذه تبدو زائدة ولا معنى لها، إذ يمكن فهمها ضمنياً في معنى (مجتمعه) الواسع، إلا أنها كانت بالنسبة لي كهبة من السماء، وإلى أن آتي عليها دعونا نتأمل في أقوال الرجل الأخرى.
قال علي: “لا مجال للقول بتراجع أو فشل الحركة الإسلامية، ومن يقولون بذلك يريدون أن تخرج قضية الدين كلها من دائرة الضوء في الحياة الإنسانية”, مهلاً يا علي، وكأنني بك تريد أن تقول إن الدين هو الحركة الإسلامية، ولأن الدين لا يفشل ولا يتراجع فإنه بالضرورة لن تفشل حركتك ولن تتراجع، وهذا لعمري عين ما يسمى بـ( تجارة الدين)، ليس ذلك فحسب بل هو أكثر وأعمق، ففكرة مثل هذه تمهد الطريق للقمع والتكفير والاعتقال والإقصاء باسم الدين.
تصوروا، مجرد قول يقود إلى الهاوية، فمن يقول بفشل الحركة الإسلامية يريد إقصاء الدين من الحياة الإنسانية، ولا حول ولا قوة إلا بالله! أبَعْدَ هذه التجربة الطويلة (الممتازة) من حكم الحركة الإسلامية، بزعامة (علي عثمان) نفسه، يأتي ليتحدث مجدداً عن أن الدين هو غاية حركته ومبتدأها ومتنها ومنتهاها، فمن يصدق ذلك؟ لا، بل من يخشى مثل القول؟ فقد أضحى لا معنى، بل صار كما الأكذوبة لا أحد يصدقها، لذلك فإننا سنقول دونما خشية إن الحركة الإسلامية السودانية فشلت فشلاً ذريعاً وتراجعت ونكصت، وإن الدين ليس غايتها الأسمى بل ادعاءها الأسمى، وها هي الآن بين يديها، هي ورموزها كلهم، كتب مفتوحة للجميع، إذ تم اختبارهم عملياً داخل أنبوب (السلطة)، وهذا انبوب اختبار قياسي ومثالي.
يريد علي عثمان، أن يعيد لحركته اخضرارها، هذا إذا ما تُرك ليفعل ذلك، ولكن لن يَقْدِر ولن يُتركْ أيضاً، فالمعطيات الماثلة والمتغيرات الجارية لا تسمح بإعادة ضخ تلك الأحلام وربما (الأوهام) المجربة مرة أخرى، فتصبح مثل هكذا عبارات: “من يقولون بتراجع أو فشل الحركة الإسلامية يريدون أن تخرج قضية الدين كلها من دائرة الضوء في الحياة الإنسانية”، مثيرة للسخرية والشفقة أكثر مما هي محفزة ومحرضة لـ(خم) الجماهير مرة أخرى ففسطاط الحركة كثير الثقوب.
ليس من بد للحركة الإسلامية، إلا إعادة هيكلتها كي تتصالح مع الواقع وتخاصم ماضيها وتنخرط في الأطر المدنية دونما التلويح بالدين كما يفعل الأتراك والماليزيين والتونسيين، ولكن علياً يصر على إعادة انتاج ذات الخطاب القديم، وعليه فلنسأله بطريقة بسيطة (هل يا علي يتمطر رعد السؤال الكسيح إذا ما البراري اعتراها الذبول)؟


تعليق واحد

  1. هم يريدوها شماعة. فبعد أن تمت مهاجمتها من أصحابها أنفسهم مثل الطيب زين العابدين وغازي والتيجاني عبدالقادر وعروة وغيرهم وعندما عجزوا عند الدفاع عن فشهلهم في كل المجالات ومصحوبا بفسادهم الذي ازكم النفوس وبعد أن يشيدوا القصور وامتطوا الفاره من السيارات وامتلكوا المزارع خمس نجوم في أطراف المدن على طريقة الرؤساء الامريكان عند التقاعد حيث الاقامة في المزرعة وبعد ما أكلوا وشربوا حتى تورمت وجناتهم فجأة دكه تذكروا أنه ما عندهم شيء يقدم للناس بعد 25 عاما من النوم في العسل فجأة كده قالوا ليه ما نطلع لينا بشعار جديد فكانت “فروا إلى الله”. يا جماعة الدين هو مكارم الأخلاق المتمثلة في السلوك الشخصي وليس هو الصلاة والصيام وقيام الليل والحج والعمرة كل عام. هذا ليس هو المقصود بالدين الغرض من هذه العبادات أن تأدبك حتى يرى الدين في سلوكك صدقا وإيثارا وأمانة وخشية وتواضعا