أبشر الماحي الصائم

من يجرؤ على الصمت


* ﻻ خبر هذه الأيام يعلو علي خبر تداعيات سقوط الطائرة الروسية على أرض سيناء المصرية، فلقد ظل هذا الخبر يراوح مكانه على صدر الأخبار العالمية منذ لحظة سقوط الطائرة وحتى كتابة هذا المقال، على أن هنالك عدة تقاطعات زادت من وتيرة احتدام تداعيات الخبر، فروسيا التي تدير حرباً على داعش في سوريا والمنطقة تتمنى ألا تكون داعش هي الفاعل المنتقم !! وفرنسا الجهة المصنعة للطائرة تأمل أن لا يكون هذا السقوط ناتجاً عن خلل فني يضر بسمعة هذا النوع من الصناعة، غير أن هنالك مصلحة مصرية باهظة وكبيرة في ألا يكون سقوط الطائرة بفعل عمل إرهابي، أن هذا كفيل بضرب السياحة كمصدر دخل رئيسي في البلاد، على أن واحدة من أشهر الإنجازات التي يفاخر بها عهد الرئيس السيسي ويراهن عليها في انتشال الاقتصاد المتراجع، هي إعادة انتعاش سوق السياحة الذي تراجع كثيراً علي أيام الثورات المصرية المتلاحقة، فضلاً عن تحميلهم عهد الرئيس مرسي مسؤولية تدني وتراجع هذه الصناعة السياحية !!
* ولسوء حظ النظام المصري أنه حتى الآن، كل الاحتمالات والافتراضات والقراءات تقول بأن هناك ثمة عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة، ليس هذا فحسب، بل بالفعل قد بدأت عمليات الهروب الكبير من (شرم الشيخ) ، فعلي الأقل أن الدولة الروسية قد أقامت جسراً جوياً قوامه أكثر من مائة طائرة لنقل ثمانين ألف سائح روسي إلى بلادهم، وقريب من ذلك فعلت بريطانيا ودول غربية، وحتى أن أقرب الأنظمة والدول العربية (لمصر السيسي)، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، قد غيرت اتجاه خطوطها الجوية بحيث ﻻ تطير فوق شرم الشيخ المصرية !!
* هنالك، تاريخياً، عداء بين الإسلاميين وهذا النوع من الصناعة، فإذا ما صحت رواية داعش بأنها وراء هذا الحادث، يكون التأريخ قد أعاد نفسه في أرض الكنانة، فما أشبه الليلة بالبارحة يوم كانت سيناريوهات الجماعة الإسلامية تتمحور عملياتها حول استهداف هذا القطاع الاقتصادي الحيوي !! .. فكما يقول المثل السوداني (مسك النظام من ايدو البتوجعو) !!
* أتاحت لنا بعض التغطيات الإعلامية أن نرى مشاهد لهوﻻء الخواجات في شرم الشيخ، وهم لحظتئذ (متبطحون) بالملابس الداخلية في شواطئ هذه المنطقة السياحية، يخيل إليك أن ﻻ علاقة لهذا المكان (بأرض الأزهر الشريف..) !! فهل ، والحال هذه ، تكون السماء هي التي غضبت !!
* على أية حال إن الفرصة مواتية من أي وقت مضى للدعوة من جديد للتكامل الزراعي بين دولتي وادي النيل مصر والسودان، ذلك لصناعة (الأمن الغذائي العربي)، ومن ثم تعويض الحبيبة مصر خسارة السياحة بكسب مورد (عيش مبارك) يرضاه ويباركه المولي عز وجل، ثم فليبحث هوﻻء الخواجات عن أرض غير أرض الأزهر الشريف.. أرض الحسين والسيدة زينب ليمارسوا فيها (سياحتهم) هذه !! .. على أن يسمو السودان فوق (هتيفة الإعلام المصري) وجراحات حلائب !!.. ويمد يديه إلى الحبيبة مصر في ظل تراجع كل الدعومات بما في ذلك الدعم الخليجي .. !! .. ثمة حمل ثقيل آخر تئن به السجون المصرية .. فعلي الأقل هنالك ألوف ممن يرفعون أيديهم في ساعات السحر .. !! .. إذن فلا سبيل وﻻ مستقبل إلا بالتصالح الاجتماعي .. !!


تعليق واحد

  1. السودان يسمو فوق جراحاته ويمد يديه الي الحبيبة مصر ،، وحبيبتكم دا متى مدت يديها للسودان ؟ ودايما جارين طالبين القرب من البيهرب منكم ،، يا شيخ فكنا من مصر ومن بلاوي مصر احسن نرجع و نشوف مصالحنا ومصالح شعبنات و امتنا ،،،