زاهر بخيت الفكي

ماذا يُريد هؤلاء..؟


لسنا قطيع من الأغنام تأكل فقط ما يُجلبه لها أصحابها من أعلاف..
بشرٌ نحن وقد فضلنا المولى عزّ وجل على الكثير من مخلوقاته..
ربع قرنٍ من الزمان وأكثر وسياسة اللت والعجن والتجريب ما زالت بيننا ، ذهبت المؤسسية والتخطيط المستقبلى المُتبع فى كل العالم للدولة الحديثة ، مؤتمرات لا تُحصى ولا تُعد جُمع لها الناس من كل مكان أنفقت عليها الدولة مبالغ طائلة من أموال الشعب وبُذل فيها من الجُهد الكثير ، خرجت بتوصيات نظرية على الورق أما فى الواقع فلا شئ تحقق ، مؤتمرات للاعلام والاقتصاد والاستراتيجية أين ذهبت توصياتها أم هى مجرد اجتماعات وحشود تناقلت أخبارها أجهزة الاعلام وانتهى الموضوع ..
فى أى مكان يقف العالم اليوم وأين نحن منه..؟
جاءت الانقاذ الثورة لتُنقذ الناس من ما هُم فيه وتُعيد للمواطن مكتسباته وترفع عنه تلك المُعاناة التى كانت عن كاهله المُثقل ، هكذا جاءت تُبشرالناس وقتها بانتهاء عهد الفوضى السياسية وبداية عهد الرفاهية واللحاق بمن سبق ، اجتمع الناس فى بلادى حولها وآمنوا بالشعارات السامية المرفوعة وقدم لها أهلنا كل غالٍ ونفيس عندهم بل قدموا أرواحهم وما من أسرة إلا ولديها(شهيد) أو أكثر من أجل اعلاء كلمة لا إله إلا الله والوطن ومستقبل أهله..
تبخرت أحلام الناس وذهبت مع كثير من الشعارات إلى غير رجعة..
مرت العقود وأحوالنا ما زالت فى تأرجحها والكفة الأسوأ هى الراجحة ، نحن على أعتاب العام 2016م نقف وفيه قد تجاوزت معظم دول العالم الفقيرة منها والغنى مُربعات ما يقتات به مواطنها من زمانٍ بعيد وما زلنا نحن فى وطننا (الغنى) بما وهبه الله سبحانه وتعالى من مواردوالفقير لمن يسوس نبحث عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة .
يتحدث أهلنا فى المشاريع المروية عن فشل موسم الزراعة الصيفى وبالتالى يتوقع أن تقل كميات الذرة المُنتجة هذا العام ، كما نقلت لنا الصحف كذلك عزوف مزارعى الجزيرة (المُدمر) وزهدهم فى زراعة القمح فى العروة الشتوية القادمة ، أيضاً هذا حال المشاريع المطرية الضخمة التى كانت تنتج كميات هائلة من الذرة وبسبب شُح الأمطار يشكوا أهلها من فشل الموسم ، رُبما تتجاوز قيمة جوال الذرة جوال القمح المستورد وهذا ما يتوقعه الناس كلما قلت الانتاجية لاعتماد أهلنا فى الريف على الذرة ..
رغم هذه الأخبار التى لا تُطمئن يُحدثنا أصحاب الأفكار (الفطيرة) بأن يجب خلط الذرة بالقمح تفادياً للتكلفة العالية لصناعة الخبز بالقمح فقط وكأن الذرة بلا قيمة عندنا ، رُبما لم يجتهد أحدهم بمجرد السؤال عن أسعار الذرة فى أسواق الخرطوم ومقارنتها بالقمح والجدوى الاقتصادية من هذه الفكرة عديمة الجدوى..
وهل يأكل أهلنا مثل هذا النوع من الخبز ..
ابحثوا عن حلول أخرى تُبقيكم على كراسيكم..
وقنابيرنا لم تعُد على الرؤوس..
الجريدة