رأي ومقالات

انا و أولاد الكلب


اخاف من الكلاب …وينتابني نوع من التوجس يكاد يصل الى مرحلة التوتر ..عندما اضطر الى المرور بشارع به كلب ايا كان عمره …حتى دراستي للعلوم البيطرية لم تستطع ازالة الحاجز النفسي تجاه هذا الحيوان ..وعندما كنت صغيرة ..اذكر ان اي صديقة تدعوني الى بيتها ..كان سؤالي الاول هو (عندكم كلب؟؟)…مضت حياتي بهدوء خالية من الكلاب ..حتى اخذتني المقادير الى بلاد تعتبر الكلاب من السادة المحترمين ..تجد احدهم يأخذ كلبه في نزهة ليلية لكي يرفه عن نفسه (الضمير راجع للكلب ) ..ويشتري أغلى وافخر انواع الطعام لكلبه …في القطار الصباحي ..تاتي احداهن برفقة كلب ضخم الجثة .عريض المنكبين شلولخ …ذو شعر غزير وشر مستطير ….وتجدها بكل بساطه تجلسه على المقعد بجانبها ..ومن ثم تبدأ في مداعبته والحديث اليه ..كانه يفهم شيئا ..(يا ربي يكونوا الكلاب بفهموا الماني ؟؟؟)…ينظر احدهم في اتجاهك ..اذا هششت لكلبه وقلت له اي كلمه تمدح جماله ..فاذا هو يهش ويبش وما بعيدة يعرض عليك شرب الشاي مساء …تذهب الى أي سوبر ماركت كبير ..ستجد ان هناك قسما ضخما مليئا بانواع واشكال ..وحاجات وشنو وشنو ..كلها خاصة بالسيد بوبي ..والانسة بسبوسة وهي القطة ..وهذه لها قصة اخرى

اليوم ..خرجت صباحا..سلكت طريقي المعتاد ..وبعد ان تجاوزت دكان ادم بخطوات ..اذا بي اسمع صوت كلب صغير ..هوهوة واهنة ..هززت رأسي طاردة أي افكار للتوقف ..ومشيت ..ولكنني توقفت بعد عدة خطوات ..ماذا لو كان جروا صغيرا يعاني ؟؟؟ …دعك من مسؤولية المهنة!! ..اين الانسانية ؟؟ …بحذر..وخوف .. بدأت اتتبع مصدر الصوت ..وجدت جروا صغيرا حديث الولادة ..تحت شجرة ..كان في حالة يرثى لها ..به بقية من سوائل ما بعد الولادة ..يبدو ان امه قد ولدته هنا واختفت …نظرت شذرا في اتجاه قسم الشرطة ..ولكن ارتد بصري حسيرا ..ذلك انني كنت من المؤيدين لحملة التخلص من الكلاب الضالة في الحي …فجأة وجدت نفسي ..اضع عتادي من شنطة ولاب توب أرضا ..واحاول البحث عن (جونتي ) داخل الحقيبة ..وبدأت بهدوء في تنظيف السوائل من رأسه وعينيه ..ومن حيث لا ادري بدأت بعض المياه تصب في يدي ..رفعت رأسي لاجد اسحق ابن اخ ادم وهو يحمل ابريق الوضوء ..ويساعدني في صمت في نظافة الجرو …بعد اكتمال المهمة ..اسرع الى الدكان وعاد وهو يحمل صحنا صغيرا به بعض الحليب ..سألني (يا هاجة ..دا بتاع بقر ..ينفع؟؟)..ضحكت وقلت له (ان شا الله ينفع ) ..وقفنا انا وهو… نراقب الجرو وهو يحاول ان يلعق ولا يستطيع ..ومن ثم اخذ اسحق يقطر له الحليب …بدأت ملامح الحياة تدب في اوصاله ..قال لي اسحق (خلاص ..انا بشيلو معاي في الدكان ..انت امشي شغلك يا هاجة).. قلت له ساعود نهاية اليوم للاطمئنان عليه
واصلت طريقي ..وانا مندهشة مما فعلته …كان تصرفا تلقائيا بدون ادنى تفكير …احسست بان هناك الفة حدثت بيني وبين ذلك المخلوق الصغير ..ربما حان الوقت للتصالح مع عالم الكلاب …لكن غايتو بعد دا ..حأفكر جديا في التقديم للجواز الالماني.

د. ناهد قرناص


‫3 تعليقات

  1. يا دكتورة ماذا تقصدين ب يا هاجة استخفاف بالذي ساعدك . اولا الموضوع عادي جدا ولكن الاستخفاف بالناس سىء

    1. ما استخفاف و لا حاجة .. هي كتبتها زي ما هو نطقها ، تعمل ليهو شنو .. بعدين هي ما قالت ليهو تعال ساعدني ، و في النهاية هو اللي ح ياخد الجرو

  2. الاخ بابكر
    سلام
    دكتوره ناهد زاتها من الناس البينطقو الحاء هاء فهي من وادي حلفا ولا اظن انها تتهكم علي اخو صاحب الدكان