تحقيقات وتقارير

«الدار» تزور اسرة القتيل رجل المباحث الشهير “مزمل بوب” وتخرج بالتفاصيل الحزينة


انتقلت (الدار) يوم الإثنين الي سوبا شرق للعزاء في فقيد الشرطة السودانية ورجل المباحث الفذ الشجاع (مزمل محمد دفع الله الزين) الشهير بـ(مزمل بوب) الذي عثر عليه قتيلا داخل المنزل الذي يسكنه بالسامراب ومدفونا داخل غرفته .. وقد كان

استقبال اسرته لنا استقبالا كبيرا وبكرم فياض.
تحدث اهله الذين لم يبارحوا منزل العزاء حزناً علي رحيله المر وقال شقيقه الصديق محمد دفع الله : يوم اكتشاف الجريمة اتصل علّي هاتفيا صديقه طارق صاحب مطعم الجعليين بحلة كوكو، وقال لي ان زملاء الشهيد مزمل حضروا اليه بحثا عنه بعد ان اخبروه ان مزمل متغيب عن العمل عدة ايام وهم منزعجون خاصة وان فترة غيابه امتدت خمسة ايام وهذا ليس من طباعه وتلفونه مغلق ذهبت اليهم وطلبوا مني ترك عربتي وبالفعل ركبت معهم واتجهنا الي المنزل الذي يسكنه بالسامراب وقفزوا عبر الحائط ورجعوا مسرعين واتخذوا اجراءات قانونية بفتح بلاغ وبعد حضور قوة من الشرطة وبعد كسر باب المنزل دخلنا ووجدنا الشهيد مزمل مقتولا ومدفونا تحت الرمال.. ومن هول المفاجأة المحزنة لم استطع التعرف عليه في تلك اللحظة، ذهبنا مع الجثمان حتي المشرحة بامدرمان وتمت مواراته الثري والحمد لله حوالي الساعة الرابعة وداخل المشرحة كان واضحا انه تعرض للضرب في الراس. وفي ختام حديثه شكر صحيفة الدار شكرا كثيرا.
وقال اخوه الاكبر لأمه محمد الامين بلل للدار: عملت انا ايضا في المباحث فترة طويلة وكان المرحوم يحب عمله كثيرا وقد تعرفت علي الجثمان بالمشرحة منذ النظرة الاولي وكان واضحا انه تعرض للضرب في الراس مرة واحدة. وعبر الدار شكر شرطة الولاية ومباحث الولاية علي سرعة التحرك في البلاغ والقاء القبض علي المتهم.

وتحدث ابن اخ المرحوم للدار ودموعه تسبق كلماته الحزينة وقال : ان المرحوم (مزمل بوب) ابن قبيلتين فهو مسلمي من جهة والده، ومغربي من جهة والدته وقال انه كان رئيسه عندما كان رئيس قسم شرطة حلة كوكو وكان يتعامل معه المرحوم كرئيسه والمرحوم بوب لايقبل سوي هذا التعامل ولا يتباهي ان رئيس القسم ابن اخيه وكان لا يرتشي ولا يدخل جيبه المال الحرام.

اما رؤي محمد عباس زوجة ابن شقيقة المرحوم وهو عم والدها ايضا قالت: اخر مكالمة بيني وبين المرحوم مازلت احفظها في جوالي فقد اتصل بي يوم الخميس ظهرا قبل وفاته بيوم ورد عليه طفلي محمد.. وعندما رجعت له قال لي (بخري ابننا محمد من العين) وتجاذب معي اطراف الحديث وقال انه سوف يحضر الاسبوع القادم يوم الجمعة وقلت له لديك هدية بطرفي وانتهت المكالمة.

الاستاذ عوض الحاج السيد مدير مدرسة التويراب للاساس رحب ترحيبا شديدا بصحيفة الدار نيابة عن اسرة المرحوم (مزمل بوب) وقال: ارحب بصحيفة الدار في ارض سوبا الطيبة ارض القرآن والتقابة ونحن سعيدين بوجود الجريدة المعطاة الدار لانها الاولي في السودان وفي موقع الحدث ونيابة عن اسرة الفقيد مزمل وهو خالي نشكرهم علي تكبدهم المشاق ونشكر بصفة خاصة الاستاذ مبارك البلال والاستاذة هادية صلاح مدني.. وعن السيرة الذاتية للمرحوم قال انه كان شهما وشجاعا درس بمدارس سوبا وكان مشهودا له بالشجاعة والمروءة والطيبة وفي صغره كان مؤذن خلوة الشيخ بلال وكان لاعب كرة قدم يهابه المحترفون وكان يلعب في فريق المعلمين الرياضي وهو رياضي مطبوع لم يهزم قط في حياته وكان يحب الصغير والكبير ويداعب كل شخص بكلمة (ابني) وفي ايامه الاخيرة كان علاقته حميمة مع ابني ابن اخيه حاتم والزين كان يجلس معهما ويناقشهما حول احوالهما وهو فقد لكل السودان كان صادقا امينا لا يخاف الا الله ولا يرضي الرشوة ووجدنا اخوانه الضباط وضباط الصف والجنود اكثر حزنا منا.. عموما انطوت صفحة من حياة الراحل المقيم مزمل محمد دفع الله ولكنه باقٍ في دواخلنا موجود بيننا ونسأل الله ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويحفظ والدته ويعطيها العمر المديد.

وقال رضوان الطيب محمد الطيب ابن اخت المرحوم : كان يحبه الكبير والصغير ويلتف حوله الجميع ومرح ووهب الله حب الناس جميعهم لا يحمل احقادا في نفسه ومتواضع ولا يتكبر
اما شقيقته بخيتة قالت: (مزمل شقيقي ود امي وابوي ونحن لا نرضي سوي القصاص) ولان شقيقي عفيف اليد فقد توفي وهو لا يملك قطعة ارض ولا منزلا وكان يتمني قبل رحيله اخذ والدته الحبيبة لاداء العمرة .
وقال صابر صديق صالح تاكيدا لحديث بخيتة بان المرحوم لم يخلف وراءه اي ثروة ولم يكن يملك سوي مرتبه الذي يعطي جزءا كبيرا منه لوالدته.
اما والدته المكلومة قالت بين دموعها : مزمل كان يطعمني في فمي ويشرّبني بيده ويقبل راس وقدمي ويدي وقالت بانها عافية منه وفي اخر زيارة غسل البطانية بعد ان شعر ان البرد قد اشتد.

الجدير بالذكر ان هذه الاسرة الكريمة طيبة الاصل اجمعت علي ان المرحوم مزمل بوب كان لا يفصح عن اهله وعشيرته ولا يرشد لمكان سكنه خوفا عليهم من عتاة المجرمين الذين كثيرا ما كان يلقي القبض عليهم ويزج بهم بالسجون.
من الدار:
‭{‬ الراحل المقيم رجل المباحث الشجاع مزمل بوب خدم اكثر من ثلاثين عاماً حفاظا علي امن وسلامة المواطن من المجرمين ويستحق ان تكرمه الدولة بعد وفاته بمنح اسرته قطعة ارض وتحقيق امنيته بتسفير والدته للاراضي المقدسة لاداء العمرة.

تقرير : هادية صلاح مدني
تصوير: محمد اسماعيل
صحيفة الدار


‫8 تعليقات

  1. يا هاديه مدني النبي فيك انتي قريتي و ين؟ من سرد الروايه بتخيلك خريجه ست فله وواضح فيك التأثر و التقليد الاعمى للاسطوره و طيب الذكر المله سراج الجحيم

  2. وين التفاصيل الحزينة يا وهم !! دي قطعة مطالعة ، حقت زمااااااان في الابتدائية

  3. يا شباب أولاد الزمن دا كلهم كده، عربيهم فته، وتعال شوف ناس الشهاده العربية حدث ولا حرج ، أما جماعة المدارس العالميه عربي جوبا بس.

  4. ما ضروري الواحد يكون (سيبويه)، بس ما تكون في غلطات املائية فادحة .. مثل عدم التفريق بين حرفيّ الذال (ذ) والزاي (ز) .. أما الغلطات النحوية والاملائية الأخرى مقبولة طالما نحن قاعدين نكتب بالدارجي، و لا تخلو أي مداخلة من أخطاء اذا ما أخضعناها الى معايير نحوية و املائية صارمة، و أولها مداخلتي هذه.
    و انت يا كماشة .. في السطر بتاعك دا عندك 3 أخطاء، حيث قلبت التاء المربوطة هاءا .. يعنى عندما وزعوا التاء المربوطة كنت نائم .. و يمكن يجي واحد مسيخ زي كدا يقول ليك لغتك العربية (بلدي بالرشوشة) .. زي وصفة لغة الأخرين بالفتة .. و الله أعلم.

    كسرة : كماشة تكتب هكذا !!

  5. اوفت الدار بالتغطيه باحترافيه عاليه وكانت الزياره وفاء لاهل الوفاء والشكر لاسرة جريدة الدار