جمال علي حسن

تصريحات (كاتم) السر.. المكشوف


لا أجد مبرراً منطقياً لتصريحات القيادي الاتحادي حاتم السر حول ما وصفه بتصعيد سوداني لقضية حلايب، اللهم إلا إذا كان هذا الرجل الملقب بـ(كاتم السر) أو كاتم أسرار الميرغني قد احترف مهارة كتمان الأسرار.. فاحتفظ بسر مريب مع المصريين في بطنه .
أو أن حاتم السر لا يزال يعيش في مرحلة تاريخية قديمة اسمها معركة الاستقلال التي قادت فيها الأحزاب الاتحادية السودانية بالوكالة عن مصر الرسمية في مدخل الخمسينيات معركة الاتحاد أو بالأدق معركة ضم السودان لمصر في مقابل حملة حزب الأمة المحمومة لتحقيق استقلال السودان تحت شعار (السودان للسودانيين) بغرض الاستقلال التام وحصول السودان على كامل حدوده الجغرافية.
(كاتم السر) هذا، إما أن إحساسه مختطف لصالح ذلك التاريخ القديم أو أنه هو نفسه مختطف الآن وأسير لأجندة المخابرات المصرية .
عن أي تصعيد يتحدث حاتم السر بالضبط؟ هل أعلنت الحكومة السودانية أو أعلنت أية جماعة أو حزب سوداني قيادة حرب عسكرية ضد مصر لتحرير منطقة حلايب المحتلة مثلاً؟
هل سمعت بأي سياسي أو مثقف سوداني (مؤتمر شعبي) أو وطني أو شيوعي أو أياً كان من السودانيين لهج أو تلفظ أو تحدث حديثاً تصعيدياً عدائياً يعادل واحد بالمائة من الخطاب الاستفزازي والعدائي والاستعلائي والمسيء الذي يتكرر في وسائل الإعلام المصرية في التعليق على مجرد تصريحات عادية من بعض المسؤولين السودانيين تؤكد على تمسك السودان بحقه وعدم تنازله عن مثلث حلايب الذي تحتله مصر..؟
هل التصعيد الذي تتحدث عنه هو ذلك التأكيد بالقول على تمسك السودان بحقه.. والتمسك بشكوى السودان الأممية القديمة (ديك)؟ وماذا تريد من موقف أقل من هذا الموقف حتى ترضى عنا.. هل تريد (انبراشة) كاملة وتنازلا معلنا أو مكتوبا وعلى بياض وبلا مقابل كالذي قدمته قيادات سودانية معروفة في زمان مضى حين أرادت مصر بناء السد العالي.
أي نوع من السياسيين السودانيين أنت يا (كاتم السر)؟..!! وما هو السر وراء موقفك هذا والذي لا أريد أن أصفه هنا بأي وصف من عندي لأنه موقف يصف نفسه بنفسه بالقسوة التي تليق .
لا يزال ملف حلايب يدار من جانب السودان بتمهل زائد عن الحد وصبر فوق المحتمل، لكن كان عليك أيها السياسي السوداني المحترم أن تنتبه وتحترز لإصدار تصريحات متوازنة، لو لامت أطرافاً سودانية على تفاعلها الكبير مع قضية حلايب فعليها أن تلوم الطرف المصري بالضعف المضعف.. ولو كان وجودكم في القاهرة أو علاقتكم بها يحرمكم من توجيه أية انتقادات للمصريين فالصمت كان هو الخيار الأرحم لكم من هذا الهراء والهرطقات التي لو أردت أن تعرف ردة فعل السودانيين وتعليقهم عليها فما عليك إلا أن تكتب اسمك بإضافة كلمة حلايب على صفحة قوقل بعد تتناول قرصين من البندول الأحمر القوي ثم تستمتع بالشتم الذي كيل لكم بسبب هذه التصريحات غير المقبولة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.