يوسف عبد المنان

السودان وأفريقيا


في الوقت الذي رشحت فيه معلومات عن تدهور في علاقات السودان بالاتحاد الأفريقي.. ونشوب أزمة صامتة بين الخرطوم ومبعوث الاتحاد الأفريقي “ثامبو أمبيكي” على خلفية رفض الحكومة لوجوده على طاولة الحوار الوطني، مشرفاً وراعياً، والترحيب به كمراقب فقط شأنه في ذلك شأن السفراء المقيمين في الخرطوم، رغم قرار الاتحاد الأفريقي الذي ينص على إشرافية “أمبيكي” على الحوار بين الفرقاء السودانيين، لكن الحكومة أوصدت الباب في وجه “أمبيكي” وأبعدته نهائياً عن ملف الحوار مع الإبقاء على دوره كوسيط، ومنظم للمفاوضات بينها ومتمردي الجيش الشعبي “قطاع الشمال”.. في هذا الوقت، تحتضن الخرطوم اجتماعات تحضيرية (ورشة) لقادة أجهزة الأمن الأفارقة حول واحدة من الجرائم الحديثة عابرة القارات “الجريمة الالكترونية”.
وبعيداً عن التفاصيل الفنية لمثل هذه اللقاءات والورش التي سنعود إليها في خاتمة الزاوية، فإن النشاط الكثيف لمنظمة الأمن والمخابرات الأفريقية المعروفة اختصاراً بـ(سيسا) في الخرطوم يمثل وجهاً آخر لعلاقات السودان الخارجية وخاصة مع القادة الأمنيين في القارة الأفريقية، ولعب السودان دوراً إيجابياً في نشاط الـ(سيسا) وفاعلية دورها في مكافحة الجرائم العابرة.. وتعدّ أجهزة المخابرات هي الحاكم الحقيقي للبلدان الأفريقية التي تهددها التمردات وجرائم المخدرات وتجارة البشر، وأخيراً الجرائم الحديثة كالجرائم الإلكترونية. وقد احتل جهاز الأمن السوداني موقعاً متقدماً على أجهزة مخابرات لدول تفوق بلادنا إمكانيات وقدرات، وذلك برؤيته الثاقبة نحو مساعدة الدبلوماسية.. وإذا كانت العلاقات مع أفريقيا تشهد من حين لآخر حالات مد وجزر وتوترات ظرفية، فإن العلاقات الأمنية الراسخة بين السودان وأكثر من (40) جهاز أمن ومخابرات في القارة والمنطقة تجعل هذا الرصيد في خدمة العلاقات الخارجية.
من جهة أخرى، فإن التقدم التقني في مجال الاتصالات جعل السودان يضع نصب عينيه قضية الجريمة الإلكترونية، لذلك حشد لها أجهزة المخابرات الأفريقية من خلال الورشة التي تعدّ متقدمة جداً في محاربة مثل هذا النوع من الجرائم.. وعد الفريق “محمد عطا المولى” المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الجريمة الإلكترونية ترقى لمستوى الإرهاب، مما جعل البلاد تسن تشريعات رادعة لمحاربة الإرهاب الإلكتروني.
إن مثل هذه (الورش)، التي وإن بدت متخصصة إلا أنها تمثل جسراً مهماً في علاقات السودان الخارجية في المحيط الأفريقي.
{ عقوبات الهلال
انهالت على الهلال عقوبات من الاتحاد العام لكرة القدم شملت إيقاف رئيسه “أشرف الكاردينال” لمدة عامين.. وهو إيقاف غير ذي جدوى لأن رئيس الهلال لا علاقة له بأنشطة الاتحاد.. ولا يملك الاتحاد سلطة حرمان رئيس الهلال من دخول إستاد فريقه ومتابعة مبارياته الأفريقية والمحلية.. وكل ما له علاقة بالاتحاد، مسؤولية الأمين العام لمجلس إدارة نادي الهلال.. لذلك فالعقوبة المفروضة على “الكاردينال” لا معنى ولا أثر لها على الهلال، وقد خفف الاتحاد العقوبات الأخرى، ولم يتشدد- كما يشتهي البعض- (بنزول) الهلال درجة من الممتاز إلى الأولى، وفي ذلك حسب اتحاد كرة القدم مصلحة فريقه، المريخ، إذ يشكل هبوط الهلال من الممتاز ضربة موجعة للبطولة، والكرة والسودانية بانصراف الجماهير عن اللعبة الشعبية الأولى، حتى جماهير المريخ لن تتابع دورياً معلومة نهايته مسبقاً، لذلك خففت العقوبات ولم تصل لحد حرمان الهلال من المشاركة في النسخة القادمة من بطولة الممتاز.. لكن “مجدي شمس الدين” لوح بعقوبات أخرى، قد تطال الهلال حال تخلفه عن المباراة القادمة مع المريخ، وهي مباراة أصبحت عملياً في ذمة التاريخ.
بهذه التطورات تدخل قضية الموسم نفقاً شديد الظلام، وقد بدأ تحريض المحرضين وحملة المباخر بإشعال النيران مع عودة رئيس الهلال “الكاردينال” من الخرطوم لدفعه لاتخاذ قرارات أخرى.. ولكن الذين حول “الكاردينال” يمكنهم إقناعه بدفع استحقاقات محامي سويسري لرفع دعوى لـ(فيفا) في أهلية “مجدي شمس الدين” و”أسامة عطا المنان”، فكلاهما يتولى منصباً قيادياً في الاتحاد الرياضي، وكلاهما ناشط سياسي في الحزب الاتحادي الديمقراطي، ونائب في البرلمان، وبالتالي عليهما مغادرة مواقعهما الرياضية والتفرغ للسياسة.. لكن من يقنع “الكاردينال” أن أسلحة معركته غير التي يستخدمها الآن؟!