تحقيقات وتقارير

المخدرات..استهداف لتدمير عقول الشباب


يتواصل الحديث حول مخاطر المخدرات ومدى سرعة انتشارها وسط المجتمعات، وما تسببه من دمار للعقول، فقد باتت المهدد الحقيقي للجنسين من الشباب وتنوعت واختلفت مسمياتها الغريبة والدخيلة على بلادنا. فالمخدرات بمختلف طرقها سواء تعاطٍ، أم ترويج واتجار، تعتبر من أهم المشكلات التي تهدد البشرية لما تنتجه من أضرار اقتصادية واجتماعية وصحية، بل وأنها أصبحت مهدداً للأمن القومي. ولأهمية القضية وإيجاد حلول تساهم في الحد من هذه الظاهرة، وضعت الدولة خارطة تضم كافة الجهات المعنية لمكافحة المخدرات، فيما أقرت وزارة الداخلية بضعف إمكانات المكافحة بالولايات ما يساعد في دخول وتهريب المخدرات عبر الحدود، بينما أرجع أعضاء مجلس الولايات تفاقم انتشار هذا الداء الفتاك، الى ضعف التشريعات وعدم وجود عقوبات رادعة.

الداخلية تحفز
كشفت وزارة الداخلية عن ضبط «8,8» طن حشيش و«1,5» طن قات «461,578» حبة مخدرة، إضافة الى «11,6» كيلو هرووين خلال العام الحالي 20015م. وأشار وزير الدولة بوزارة الداخلية بابكر دقنة في جلسة مجلس الولايات الى تخصيص ميزانية لفرض مراقبة الاصول والتحويلات المالية المشتبه فيها كغسل أموال، بالإضافة الى تكثيف الرقابة من قبل وزاة الاتصالات لمراقبة الترويج الإلكتروني للمخدرات وكشف الجرائم عبر شبكات الاتصالات المختلفة. وقال الوزير إن وزارته تنسق مع المالية لوضع حوافز لكل مواطن يرشد على تجار مخدرات، وأضاف إن الشرطة تلاحق المجرمين حتى (بالحمير والجمال).
من جهتهم حذر أعضاء مجلس الولايات من خطورة انتشار المخدرات وأسموها بالمهدد الأمني.
وسط الطلاب والتلاميذ
وأشارت عضو المجلس سعاد الفاتح الى أن خطر المخدرات وصل الى طلاب وطالبات الأساس، لافتة الى ضبط عدد منهم يحملون المخدرات داخل حقائب المدرسة. وحمَّلت سعاد الصيدليات مسؤولية انتشار العقاقير الطبية المخدرة لانعدام الضوابط في صرف الأدوية، بجانب تفلت مصانع المشروبات الغازية. وتابعت(وصلتني معلومات موثَّقة أكدت لي إنو في مصنع بيضيف عقاقير الى المشروب ويحيله الى مسكر).
عقوبات تصل الإعدام
كما نوهت البرلمانية سعاد الفاتح الى أن العقوبة الرادعة هي الإعدام. وقالت (لازم قطع الراس تف في ميدان عام)، ليكون عبرة لغيرة. وأضافت (حتى لو بقى عدد السكان مليون يكون نضيف). ولفتت الى ضعف إمكانية وميزانية شرطة المكافحة، وتابعت (وفروا لوليداتنا البي دبابير ديل سكن مريح وعربات مريحة وشوفوا بيعملوا شنو نحن عندنا رجال يقرشوا الجمر). بينما نصَّ قانون مكافحة المخدرات على تجريم كافة أنواع التعامل في المخدرات، (بيع، زراعة، صنع، تصدير، استيراد ونقل). وشدد في العقوبات في حال العودة لارتكاب الجريمة مرة أخرى كما أن القانون اعتبر المدمن مريضاً يحتاج الى علاج نفسي وليس مجرماً، ولا تُقام الدعوى الجنائية ضده، الأمر الذي ساهم في تقليل الطلب على المخدرات لمعالجة المدمنين بينما شدد القانون العقوبة على كل من يستغل الأطفال والمرضى النفسيين للترويج والتمويه. وتضمن القانون عقوبة السجن «10» سنوات والمؤبد والإعدام في حال الاتجار.
حاوية المخدرات
أكدت وزارة الداخلية عن مواصلة الشرطة وسعيها للإيقاع بالمتهمين بينما كشف وزير الدولة بوزارة الداخلية بابكر دقنة عن القبض على خمسة متهمين متورطين في قضية دخول حاوية مخدرات عبر ولاية البحر الأحمر. وقال إن الشرطة تطوق مداخل الولايات لتتمكن من الإيقاع ببقية المتهمين و(الرأس الكبير)، لافتاً الى مواصلة الشرطة للبحث على صاحب الحاوية السابقة، كاشفاً أن التحريات أوضحت أنه أجنبي الجنسية (سوري). وتوعد الوزير بإيقاع أقصى العقوبات على المتهمين.
حلول ومعالجات
جددت وزارة الداخلية وعودها للقضاء على المهدد الأمني (المخدرات) بتفعيل الجهود المشتركة والتنسيق بين الأجهزة ذات الصلة لاجتثاث ظاهرة التنامي المتلاحق لتجارة وترويج وتعاطي المخدرات، والعمل بإجراء التعديلات الإيجابية اللازمة لقانون المخدرات بالإضافة الى استخدام الأساليب الحديثة في المطارات والموانئ للحد من ظاهرة التهريب وتقوية آليات المراقبة الحدودية وتشديد العقوبات الواردة في قانون الصيدلة والسموم ليواكب تطور وارتكاب الجريمة بجانب فرض رقابة محكمة في صرف الروشتات الطبية المتعلقة بالعقاقير المخدرة لغير أغراض العلاج.
تنسيق إقليمي دولي
فيما أشار وزير الدولة بالداخلية بابكر دقنة الى وجود تعاون مرتبط بالمنظمات المتخصصة بالأمم المتحدة خاصة مكتب الأمم المعني بالمخدرات والجريمة، لافتاً الى مشاركته الدورية لاجتماعات الوزارة بالإضافة الى تعاون إقليميإفريقي عبر الاتحاد الإفريقي لتفيذ الإستراتيجية الإفريقية لمكافحة المخدرات، وتعاون آخر عربي عبر واسطة جامعة الدول العربية لتنفيذ الخطط الموضوعة للمكافحة.
وقال الوزير إن السودان يمتلك علاقات واسعة مع أجهزة مكافحة المخدرات الدولية مما يساعد في ربط البلاد مع بقية الدول ويسهل عملية تبادل المعلومات والخبرات والتدريب.

 

 

الانتباهة