طب وصحة

كيف نحمي أدمغتنا من الشيخوخة المبكرة؟


قد يلجأ عدد كبير من الأشخاص إلى اتباع حميات غذائية معينة بهدف التخلص من مشكلة الوزن الزائد والسمنة والحصول على مظهر لائق وجسم خالي من الأمراض. ولكن من منا فكر يوما باتباع حمية غذائية ليحمي دماغه من الشيخوخة؟

نعم! دراسة حديثة أجراها عدد من الباحثين في جامعة كولومبيا، أشارت إلى أن للحمية الغذائية ونوعية الأكل تأثير كبير على صحة دماغنا وشبابه.

وفي التفاصيل، طبقت الدراسة على ما يقرب 200 شخص يبلغون 80 عاما، وطلب من كل شخص تعبئة إستمارة بما تناوله من طعام العام الماضي. وبعد سبعة أشهر خضع كل واحد من هؤلاء لمسح دماغي لقياس حجم الدماغ

وقسّم الباحثون الرجال والنساء إلى مجموعتين: واحدة تتابع عن كثب حمية البحر الأبيض المتوسط وأخرى لا تعتمد سوى على القليل من مكونات النظام الغذائي الصحي في طعامها.

وقد بينت النتائج أن المجموعة الأولى التي اتبعت حمية البحر الأبيض المتوسط ​، حجم دماغ أفرادها أصغر بخمس سنوات من أدمغة تلك المجموعة التي لم تعتمد على الحمية في طعامها”.

المادة الرمادية والمادة البيضاء

وركزت الدراسة بشكل محدد على أن الأشخاص الذين التزموا حمية البحر الأبيض المتوسط، حجم المادة الرمادية الموجودة في الدماغ لديهم كانت أكبر بـ5.0 ملليلتر أما بالنسبة للمادة البيضاء فكانت أكبر بـ6.41 ملليلتر.

وتجدر الإشارة، إلى أن المادة الرمادية في الدماغ تلعب دورا خاصا في وظائف المخ مثل السيطرة على العضلات والحدة الحسية. أما المادة البيضاء في الدماغ فتشرف على الإشارات العصبية .

وفي حديث خاص لـ”mbc.net” تقول الدكتورة كيت تشونغ، مديرة البحوث السريرية والتنمية في مركز لوروفو لصحة الدماغ في مستشفى كليفلاند: ” قد لا يبدو الفرق في حجم الدماغ كبيرا ولكن أي تغيير حتى ولو كان طفيفا قد يؤدي إلى إختلاف كبير في الإدراك”.

ما هي حمية البحر الأبيض المتوسط؟

وتتضمن حمية البحر الأبيض المتوسط الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة ويعتبر زيت الزيتون المصدر الأساسي للدهون فيها. كما تتضمن الألبان والأجبان الخالية أو المنخفضة الدسم، والأسماك التي يتم استهلاكها بشكل معتدل. وينبغي أن تترواح نسبة الدهون اليومية في هذه الحمية، بين 25 % إلى 35% من مجموع السعرات الحرارية مع دهون مشبعة لا تزيد عن 7% من السعرات الحرارية.

دراسات أخرى عن نتائج مشابهة

وقد أكدت دراسات سابقة على أهمية النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة خصوصا فيما يتعلق بعملية الإدراك. فالناس الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط، بينت الإختبارات أنهم أصغر بعدة سنوات بما يتعلق بالمهام الإدراكية وتنفيذها. وقد أرجع الكثير من الباحثين السبب إلى ما تحتويه هذه الحمية الغذائية من مواد مضادة للأكسدة والإلتهابات. كما أكدت الدراسات أن هذه الحمية بإمكانها خفض مشاعر الخوف والخطر الأمر الذي يزيد من فعالية المهام الإدراكية لدى الفرد.

في نهاية حديثها تنصح الدكتورة تشونغ قائلة: ” تحدث تغييرات مختلفة في منطقة الدماغ عند التقدم في السن، بإمكاننا جعل هذا التغيير يؤثر إيجابا على صحة إدراكنا إذا اتبعنا عادات صحية خلال تناولنا للطعام”.

mbc