جعفر عباس

لسن غبيات بل متغابيات؟


يصفني كثيرٌ من القراء في رسائلهم بالشجاعة، لأنني أستطيع أن أقول أشياء كثيرة عن النساء من دون خوف من العواقب (أي زوجتي)، بل إن بعضهم يعتقد أن زوجتي أمية بسبب تلك الشجاعة المتوهمة، وهناك من يسألني: هل أنت متزوج فعلا؟ سؤال سخيف فكأنما هناك زواج غير فعلي أو زواج نظري!! (ولكن.. هناك فعلا زواج فعل مضارع للحال والمستقبل وهناك زواج فعل «ماضي» ناقص وهو يشبه الزواج من فئة «خبر كان»، وهناك زواج فعل أمر: راح تتزوجي ولد عمك ورجلك فوق رقبتك، وزواج مبني للمجهول وصنف ممنوع من الصرف).
نعم يا جماعة: أنا متزوج جداً وأحترم زوجتي جداً وأخاف منها جداً، ولهذا فإنني أخفي عنها أي زاوية فيها مساس بالمرأة أو الزوجات، أو أنتقد فيها نظرتها للأمور وولعها العجيب باقتناء الملاءات أي الشراشف والأحذية، ومن حسن حظي فإنها تعتبر الإنترنت رجسا من عمل الشيطان، ولا تعرف فيسبوك أو نوزبوك، وأحيانا تسألني لماذا لا أحضر نسخة ورقية من الصحيفة التي تنشر مقالاتي معي إلى البيت، فأقول لها إنني لا أحصل على نسخة مجانية منها، وإن الجريدة صارت تباع بواقع 4 دولارات للنسخة «ولا داعي لإهدار مواردنا المالية في غير الأحذية والشراشف».
ونجاحي في الضحك على زوجتي، أو بالأحرى «استهبالها» دليل على أن الرجل أكثر ذكاء من المرأة، على الرغم من تآمر وزارات التربية في جميع أنحاء العالم العربي على الرجل، بجعل البنات متفوقات على الأولاد في الامتحانات المدرسية والجامعية، وحتى لو كن متفوقات فعلاً فالغلبة تكون لنا في النهاية: فبعد الزواج يكون في مقدور الزوج أن يضحك على عقل زوجته أو أن يلحس عقلها بالكلام المعسول: أنت الخير والبركة، والله يحفظك لي ولعيالنا، وتعلم النساء العرب أن الزوج لا يصبح لطيفا رقيقا ورومانسيا ما لم يكن قد عمل «عملة مهببة».
ويحكى أن رجلاً زار صديقاً عجوزاً له لشرب الشاي بالنعناع، ولاحظ أن مضيفه ينادي زوجته على الدوام بعبارات مثل: يا حبيبتي.. نعم يا عيوني (لو قلت لزوجتي: يا عيوني، لخلعتني لأنّ عيوني حاجة تكسف).. تعالي يا عمري.. كم سكر في الشاي يا كتكوتي (ماذا يعجب المرأة في أن يناديها شخص بالكتكوتة؟ وهل تقبل أن يناديها ذلك الشخص لاحقاً بـ«يا دجاجة» على أساس أن تلك سنة الحياة ولا بدَّ للكتكوت أن تكبر؟).. المهم أن الضيف استغل خروج الكتكوتة لجلب كعكة، وقال لصاحب المنزل: ما شاء الله أنت تحب زوجتك وتدللها على الرغم من أنكما متزوجان لأكثر من أربعين سنة!! هنا قال له العجوز: حقيقة الأمر هي أنني نسيت اسمها منذ عشر سنوات، ولا أريد لها أن تكتشف ذلك، ولهذا أستخدم ألفاظ الدلع والتدليل!
ويعرف كثيرٌ من الرجال أن النساء لسن غبيات، بل يتغابين، أي يتصنعن الغباء، لجعلنا نحس بالتفوق، وبالتالي فهن اللواتي يضحكن علينا، ولكن الغربيين يعتقدون أن الشقراوات غبيات بالوراثة (وعندنا تجد سوداء كأبي الجعافر وتكسب شعرها اللون الأشقر)، وهكذا عقدت الشقراوات اجتماعا حضرته 80 ألف شقراء ليؤكدن أنهن ذكيات، ونادت زعيمتهن واحدة أوقفتها أمام المايكروفون وسألتها: كم تساوي 30+30؟ فقالت: 19، فشعرت الزعيمة بالحرج، ولكن آلاف الأصوات ارتفعت تطالب بمنحها فرصة أخرى، وهكذا سألتها: كم تساوي 15+15؟ فأجابت: 90، وكادت الزعيمة أن تسقط من فرط الخجل، ولكن الأصوات تعالت مجدداً: أعطوها فرصة أخرى، فسألتها الزعيمة: كم تساوي 2+2؟ فقالت 4، هنا انفجرت 80 ألف حنجرة بالصراخ: أعطوها فرصة أخرى!

jafabbas19@gmail.com