مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : بلاغ ضد وزارة الصحة!!:مازلنا في انتظاركم يا دكتور مأمون حمّيدة!!


السبت الماضي عَلّقنا على تصريحات خطيرة أدلى بها مدير إدارة السموم في وزارة الصحة تقول إن 40% من المرضى في المُستشفيات يموتون بسبب التخدير وإن مُعظم الأدوية المستوردة مُنتهية الصلاحية.
ووعدنا القارئ الكريم بأن نتابع الأمر حتى يكون على بيِّنة من أمره ويعلم ما إذا كان الغرض من إنشاء المستشفيات واستيراد الأدوية قتل المرضى وتهديد حياتهم أم إعانتهم على الشفاء؟!
ورغم مضي أكثر من أسبوع على التصريحات الخَطِرة، إلاّ أنّنا لم نسمع نفياً أو تصحيحاً أو تعضيداً لما قاله سعادة المدير ما يعني أن الوزارة مُوافقة على هذه الإحصائية المُخيفة والمُحبطة.
وطالما أن الأمر كذلك فيجدر بالمُواطنين المُقتدرين حالة الفرار من العلاج بالداخل، ولكن مَن للبؤساء والفقراء من أبناء شَعبي الذين يقتلهم العلاج في ظل صمت وسلبية الجهات المُختصة.
مثل هذا التصريح ينبغي أن لا يمر مُرور الكرام، وعلى الجهات العليا في الدولة التحقيق في كيفية دخول الأدوية مُنتهية الصلاحية للبلاد وإحاطة الرأي العام علماً بقائمة الأدوية القاتلة في الأسواق وتقديم الجُناة الى العدالة، وحتى لا ننسى فإننا سنضع أمام الدكتور مأمون حمّيدة وزير الصحة ما أوردناه في المَقال ونُحيط الجهات المُختصة علماً بما قاله مسؤول كبير في وزارة الصحة عن الموت المجاني في المُستشفيات بفعل التخدير والأدوية غير المُطابقة للمُواصفات وننتظر ما ستفعل.
مرةً أخرى نكتب: أراد مدير إدارة السموم بوزارة الصحة بولاية الخرطوم أن يُحَمِّل العقوبات الأمريكية مسؤولية وفاة كثيرين من المرضى السودانيين جَرّاء تعذر جلب أجهزة تخدير من خارج السودان وإسبيرات صيانة، لكنه أورد إحصائية مُزعجة تقول إنّ 40% من المَرضى في المستشفيات يموتون بسبب التخدير وان مُعظم الأدوية المُستوردة من خارج السودان مُنتهية الصلاحية.
صحيح إنّ العُقوبات الأمريكية أورثتنا الموت والدمار ومازالت تتوعّدنا بالفناء والثبور وعظائم الأمور، ولكن هل كانت سبباً أيضاً في دخول الأدوية مُنتهية الصلاحية؟ إلى من تشتكي وزارة الصحة يا بروف مأمون حمّيدة وهي المَعنية بصحة الناس، ولماذا ترضى أن تستقبل مشافيها وصيدلياتها الأدوية المغشوشة التي تؤدي إلى وفاة المرضى بدلاً عن مَــدّهم بالشفاء والعافية، أتمنى أن لا يَمُــرّ هذا التصريح عفو الخاطر، فإنّ كان صحيحاً فإنَّ عدة جهات تتورّط في هذا الواقع وإنْ كان غير ذلك فليعلم سفيان أنّه يُهدِّد الأمن القومي لكل مواطن سوداني صَالح ينشد الحياة والاستشفاء باستخدام عقاقير تعلم وزارة الصحة في الخرطوم أنها مَسمُومَــة.
ترى كيف توصّل سفيان إلى هذه الحقيقة؟ وهل لنا أن نطّلع على التقارير التي تُؤكِّد مثل هذه الحقائق المُؤلمة أم أنّه أراد توريط الإدارة الأمريكية فوضع وزارته داخل قفص الاتهام؟!
سَنُردّد خلف سفيان بالتأكيد (لن نُذلَّ ولن نُهان ولن نطيع الأمريكان) مليون مرة لأنّ كل من راحُــوا ضحايا للتخدير تَتَحَمّــل العقوبات الأمريكية وزرهم، ولكن كيف تقول الوزارة وإدارة السموم المُتخصصة إنّ مُعظم الأدوية المُستوردة مُنتهية الصلاحية، فهل للأمريكان دَورٌ في هذا التفريط؟!
سننتظر توضيحاً من الوزارة لحقيقة الأمر، بل سنطلبه إن لزمَ الأمر لأنّ التصريحات مُخيفة يا سفيان!!
وطالما أن الوزارة لا تود أن تُوضِّح فإن هذا المقال بمثابة بلاغ ضدها حتى تنجـلي الحقيقَــة…