سياسية

جميلة تلتقي بأهلها بعد فراق 55 عاماً والدار تتابع كل تفاصيلها


كانت ” جميلة ” في سن المراهقة عندما هاجرت  كالكثيرين ممن هم في نفس سنها عند هجرة الحلفاوين من وادي حلفا الي اقصي شرق السودان وتحديدا خشم القربة ، وبعد فراق مؤلم لمدة 55 عاما عادت لترى اخوتها البنات اللاتي كن أطفالا وقد أصبحن نساء اشتعل الشيب في رؤوسهن وإخوانها ايضاً .
وتابعت الدار كل تفاصيل رحلة جميلة وابنها مصطفي صالح محمد حسن بالصور من حلفا الجديدة وتحديدا من قرية فرص شرق وحتي لقاء اسرتها للمرة الأولى منذ 55 عاما بمدينة شمنود بالمحافظة الغربية بالقاهرة  وكيف كانت الدموع هي خير وسيلة للتعبير عن المشاعر الفياضة التي اجتاحت نفوسهم في هذه اللحظة.
وبدأت قصة التقاء جميلة بأسرتها عندما نشر صافي صالح محمد حسن عبر صفحته الخاصة بأحد مواقع التواصل ألاجتماعي صوراً لوالدته جميلة  احمد مصطفي بمجرد وصوله المملكة العربية السعودية وكتب عليها (امنيتي تزوري اهلك وتصلي في بيت الله الحرام) لانها لم تلتق بأهلها خلال تلك الاعوام الخمسين.
وقال الشاب مصطفي ابن السيدة جميلة ” كان هذا الأمر يمثل غصة في قلوبنا جميعاً، وجانباً مظلماً من حياتنا،لان أمي  ظلت طوال (55) عاماً الماضية تحاول إخفاء حزنها على شقيقها خاصة بعد ان علمت انه توفي قبل اربع اعوام .
وأضاف مصطفي الشهير بصافي :” بكل تأكيد كان تحدياً قاسياً بالنسبة لي أن أحقق حلم أمي لاسيما أنها تجاوزت الستين عاماً وبالفعل وفي اول اجازة لي وفي الزيارة الاولي الي السودان قررت ان احقق حلم امي بزيارة اهلها “.
وقال طيلة هذه الفترة كان هناك تواصل عبر المرحوم عزالدين عباس وانقطع التواصل مجرد وفاة الراحل عزالدين وقبل خمس سنوات عاد التواصل بيننا مرة اخري رغم مدة الغياب (يعني تواصل عبر الاتصال فقط ).
وتابع “ولكن صدفة التقيت عبر موقع التواصل الاجتماعي بابن خالي واستمر التواصل بيننا بصورة اكبر وأوسع وأصبحنا نتبادل صور الوالدة وابناء خالنا عبر الفيس بوك” . وقررت عندي عودتي من المملكة العربية السعودية ان احقق للوالدة امنيتها وبالفعل حققت لها ما تريد بفضل الله وفضل اخواني واخواتي واتمني ان احقق امنيتها الثانية بزيارة قبر الرسول والصلاة بجواره  .
وتابع صافي في سرد القصة “طوال الرحلة من السودان الي القاهرة ومنها الي محافظة الغربية ، ظلت دموع فرح جميلة تختلط مع حزنها، فقد عرفت أن شقيقها توفي قبل اربع سنوات ولكنها كانت سعيدة بأنها ستلتقي بأبناء شقيقها وزوجة شقيقها”.
وبالمقابل أبناء خالنا وزوجته ولحظة وصولنا الي المنزل  أصيبوا بنفس ذات الصدمة التي تهز المشاعر، فالفتاة التي خرجت مع زوجها قبل 55 عاماً، ، ها هي تظهر في مدينة القاهرة وقد أصبحت جدة.
وأشار صافي الي انه لا يستطيع ان يصف مشاعر والدته وأبناء اشقائها عندما التقيا لأول مرة منذ 55 عاما ولكن لم تنسي الوالدة ذكريات الطفولة وبداية شبابها وبدأت تتجول داخل البيت وخاصة البلكونة وهي تطل على جيرانها كل صباح.
ولكم انتم القراء ان تتخيلوا تلك اللحظة وهذا الموقف الرهيب
وانت تقف امام اسرتك بعد 55 عاما.

 

الدار


‫2 تعليقات