منوعات

محمد جابر خريج جامعي يبيع الشرائح: حالنا زي (القط والفأر) مع ناس المحلية وما عندنا حل غير الهجرة


إقتحمني كما تقتحم المحلية الباعة المتجولين عندما كنت بصدد حوار مع أحدهم قائلاً (أنا داير أعرس أعمل شنو؟) هنا نظرت إليه فأشرت إليه بيدي أن يمهلني وقتاً ريثما أكمل حديثي, أصدقكم القول عبارته أجبرتني أن أقف عندها، تركني وذهب لمكانه فأدركت أن موقعه هنا، بعدها توجهت ناحيته لأجد (طبلية) يجلس عليها شاب في أواخر العشرينيات أمامه أوراق بها أرقام يرجع أصلها لكروت الشرائح مختلفة الألوان ما جعلني أذهب بنظراتي هنا وهناك إنه ليس بمفرده بذلك المكان الذي يحمل شهادة جامعية بجانبه عدد من التخصصات من بينها الهندسة وغيرها يصطفون على خط واحد كان لسان حالهم يقول: (دايرين حق التأشيرة ما أكتر)، هذا ما أدركته من خلال حديثي معه.. لن أطيل أكثر من ذلك فلنذهب إلى الحوار الذي أجريته معه وهو يمثل البقية من داخل السوق بالكلاكلة (سوق اللفة):

* عرفنا بنفسك؟
– محمد جابر حميدان جابر من أبناء الأبيض درست هناك وأكملت جميع مراحلي الدراسية خريج من كلية نظم المعلومات بإحدى الجامعات العريقة.
* حدثنا بداياتك؟
– بعد أن أخذت شهادتي وأكملت الخدمة الوطنية قمت بتوزيع أوراقي على عدد من الجهات حتى أحظى بوظيفة تضمن لي حياة كريمة حزمت أمتعتي وتوجهت للخرطوم قاصداً تلك المؤسسات لم يحدث ما رميت له دخلت السوق لأجد رزقي أحسست بأن أحلامي بدت وكأنها تطفو على سطح البحر كلما اقتربت منها أخذتها الأمواج بعيداً.
* من أين جئت بفكرة العمل على بيع الشرائح؟
– أشار لي أحد زملائي إنه بدأ حياته العملية من هذا السوق لأنه قام بتوزيع شهاداته ولم يكتفِ بذلك فكان سوق اللفة مصدر دخل وافقته على ذلك والحمد لله شغالهنا ولم أفقد الأمل.

* هل فكرت في الهجرة؟
– ما في شاب ما فكر فيها أكيد بس أقدر أجمع حق التأشيرة وتاني ما قاعد يعني كنا بنتحمل شوية لكن الوضع أصبح لا يطاق: (ديل بعد الحالة دي ما مريحننا).
* ما هي الصعوبات التي تواجهك هنا؟
– أجاب مسرعاً وبلهجة ثورية مليئة بالغضب: (ناس المحلية بس دي مشكلتنا وما قادرين نحلها بس البنقدر عليهو الجري نشيل بضاعتنا وجري شديد).
* لديكم تصاديق عمل أم لا؟
– طلبنا جميعنا هذه التصاديق كحل وسط يرضي جميع الأطراف في بادئ الأمر قالوا إن هذا الشارع عام ولا يحق لأحد أن يستغله لكن بعدها بفترة جاءنا خبر بأن التصاديق قد تم الموافقة عليها لكن برسوم تقدر قيمتها 300 جنيه طبعاً ده مبلغ كبير جداً لا أحد يستطيع أن يسدده نسبة لضعف العائد من عملنا فهذا أمر بالنسبة لنا مرهق للغالية (إذا شالوا 300 مني الباقي لي شنو؟) وحالياً ما في حل غير الجري (كالقط والفار).

* من أين تأتي بالبضاعة (الشرائح)؟
– عندنا موردين بجيبوا لينا الشرائح وبنتعامل معاهم كويس (بس المحلية تخلينا في حالنا).
* العائد بصفة عامة دون تصاديق هل يكفي إحتياجاتك؟
– الحمد لله وشغلنا ده ما بيخلينا محتاجين لزول بالقليل والكثير بنعيش أقوم كل شهر بإرسال مبلغ لأسرتي في البلد رغم قلته (لكن نعمل شنو ده الحاصل).
* عندما تأخذ المحلية بضاعتك كم تدفع مقابل إستعادتها؟
– أحياناً بعد ما نجري بقبضونا مجبورين نطلع البضاعة نقوم بتسليمها لهم لكن نقوم باستردادها بدفع مبلغ قدره (200) جنيه والحكاية دي صعبة جداً يعني ممكن تاخد سلفة عادي عشان ترجع بضاعتك ويحدث تتكرر هذه (الكتمات) أكثر من مرة مما يجعل البعض (يدخل نفسه في ديون لا ليها أول لا آخر).

* من الموافق المحرجة والطريفة؟
– لا أذكر شيء لكن أكثر ما يضايقنا يجيك واحد عايز شريحة تقول ليهو السعر يقول ليك ليه شريحتك بتتكلم براها وإنت مصنعة براك وكثير ما تحدث أشياء قد تعكر صفونا لكن عشان ده سوق مجبورين نتحمل.
* الأسعار عندك تتراوح ما بين؟
– (15) جنيهاً طبعاً ده للأرقام العادية بمختلف شركاتها لكن الأرقام المميزة أسعارها تتفاوت ما بين (50- 100) جنيه وأكثر.
* يعني بتعوض بالأرقام المميزة؟
– إلا كده.. السوق عايز صبر.

حاورته: مودة جعفر
صحيفة السياسي


تعليق واحد

  1. غايتو الله يكون في عونكم لو عاوزين تاكلو بالحلال ما بخلوكم عاوزنكم تطلعوا حرامية زيهم