مقالات متنوعة

راشد عبد الرحيم : شكوى البصل


أضحت الشكاوي جميعا مدرة للدموع خاصة و أنها قد وصلت حد الشكوى من البصل ارخص و أوفر سلعة و أكثرها حضورا و أهمية في حياة و طعام المواطنين و مطابخ ربات الأسر.
الشكوى الدامعة لكون الذي يقال إن سعر الواحدة أضحى يوازي سعر أربع برتقالات.
و ليست أسعار البصل فقط ، و لكن كل الأسعار لكل السلع و الخدمات و مر الشكوى لا ينجم من عدم الوفرة و تدني الإنتاج و ارتفاع الأسعار فقط ، و إنما أيضا لغياب الرقيب و المتابع و المحاسب .
قبل أيام انفقت أياما أتجول في المحال و توقفت عند الأدوية لكونها الأهم و بعضها عاجل و عدمها مميت لدواء واحد بذات الفعالية و المعالجة توجد عدة أنواع و أكثر من خمسة أسعار و بعض هذه الأسعار لذات المنتج من ذات دولة المنشأ و الغريب أن تجد فيها المنتج المحلي جيد الصنع و رخيص السعر و لكن ينفق الدولار النادر في استيراد ما هو موجود و ما تصنعه مصانعنا التي تشغل مواطنينا في زمن يقل فيه التعيين و الوظائف و تزيد أعداد العطالة.
الناس يشكون من سعر البصل و السيد والي الخرطوم يشكو من ثقل المؤسسات الإتحادية على ميزانية الولاية و على مشاركة الأجانب ما هو للمواطنين في الحاجات الأساس و الملحة.
من الذي يفتح حدود البلاد ؟ و كيف يجدون فرصا للعلاج المجاني في مستشفيات الدولة و ينالون من مخصصات اهل البلاد ؟
الجميع يشكون من ارتفاع أسعار السلع ..
المزارعون يشكون من وطأة الرسوم و الجبايات و السياسات و الموردون يشكون من جموح الدولار و المالية تشكو من ضعف الإنتاج.
و تدور البلاد في دائرة من الشكاوي الدائرية كل واحدة تسلم للأخرى و كل أخرى انتجت السابقة وكل سابقة تسببت في أزمة اللاحقة .
شكوى من الفساد و الأوساخ و الأسعار و الأدوية و التعليم و المواصلات و النقل و مشقة الحياة
و كأنما الحكومة في حال من الجمود لا ترى معه معاناة الناس و قسوة الأسعار عليهم و أختلاط المشكلات.
و كأنما البرلمانات و المجالس ليست في هذه البلاد و لا تسمع و لا ترى ما يعاني الناس و ما يشكون .