ضياء الدين بلال

نصيحة لعثمان ميرغني!


كثيرون تحدثوا وكتبوا في الأعمدة والمقالات، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، عن حزب الزميل الأستاذ عثمان ميرغني، الجديد.
هي المحاولة الثانية لعثمان في هذا الاتجاه.
ربما ليس هناك ما يُضاف، ولكنني أجد دافعاً شخصياً للكتابة وإسداء النصح، وإن جاءت الكتابة متأخرة بعض الشيء.
الدافع مصدره احترامي للأستاذ عثمان، وتقديري لتجربته في كتابة العمود الصحفي، ونصيحتي له من منطلق الحرص الودود.
نصيحتي لعثمان، أن الساحة ليست في حاجة لحزب جديد يُضاف إلى جوقة الأحزاب الموجودة في المجال السياسي، أو بمعنى أصح في السيرك السياسي.
عثمان رقمٌ صحفيٌّ له تميزه النوعي، بما يُقدِّمُ من أفكار ويطرح من آراء جريئة – قابلة للأخذ والرد -. كنت أتمنى أن يستفيد عثمان من تجربته السابقة في منبر السودان، حيث جاءت التجربة السياسية أقل بكثير مما يقدمه عثمان ميرغني الكاتب في الأربعمائة الكلمة بعموده اليومي (حديث المدينة).
أمثال عثمان يجب ألا يكون لديهم شعورٌ بالدونية تجاه السياسيِّين، وألا يسعوا لتحويل رصيدهم الصحفي الممتد لرصيد سياسي محدود ومحصور في فناء حزب.
حزب هو ضيق مهما اتسع، وقاصر مهما تطاولت الادعاءات وتعاظمت المزاعم.
السودان (الوطن والمجتمع)، في حاجة لأصوات خارج دوائر الاستقطاب والتجاذب العبثي. أصوات تعلو بطرحها على مرارات الصراع وتحيزاته الضيقة .
فكل الأصوات السياسيَّة لا تخرج من نطاق تمجيد الذات وتبخيس الآخر.
للأسف، الأحزاب في معظمها موجودة داخل أسوار عالية، تعزلُها عن الآخرين وتُغلقها على نفسها.
في المقابل، الأقلام الصادقة والقوية والمتجردة للمصلحة العامة، هي في تواصل مفتوح مع الجميع: المتفقين معها والمخالفين، ترسل أفكاراً عابرةً لحدود الانتماء وأسواره.
علي عثمان ميرغني ألا يمضي في طريق المتنبي، حتى لا يشرب من كأسه مرارة الفشل في بلوغ الغايات:
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه فإنّي أُغَنّي منذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا وَنَفسِي على مِقدارِ كَفّيكَ تطلُبُ
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً فَجُودُكَ يَكسُوني وَشُغلُكَ يسلبُ.
كان المتنبي يريد تحويل رصيده الشعري لرصيد سياسي، فخاب مسعاه؛ فمع خذلان سيف الدولة ومكر كافور لم يجد المجد إلا في القوافي.
أخي عثمان، التزمْ مكانك حيث أنت، ولا تشك للحظة في مقولة أن الرجل – أو القلم – الشجاع وحده يشكل أغلبية.
تمسك بقلمك جيداً، ستُثبت لك الأيام أنه أغلى ما تملك.
إلى أهل الخير سلام
تلقيت هذه الرسالة من الدكتور ياسر حنفي، اختصاصي القلب المعروف، وأكثر ما أسعدني فيها أن أبناء السودان من أطباء القلب المنتشرين على نطاق العالم، لا يزالون مرتبطين بأهلهم في كل أصقاع السودان، ولا يزالون مرتبطين بأوجاعهم ومعاناتهم. لا أقول أتمنى، ولكنني على يقين تام بأن مناشدتهم المنشورة في هذا العمود ستجد الاستجابة السريعة من وزارة الصحة بقيادة السيد بحر أبو قردة أو من الخيرين من أبناء هذا الشعب العظيم.
مناشدة الصحفي أ.ضياء الدين بلال
سلام…
سوف تقوم كوكبة من أطباء القلب السودانيِّين من مختلف دول العالم، بقافلة طبية لمدينة الفاشر حاضرة دارفور وخاصرة السودان يوم الخميس القادم، لتشخيص وعلاج مرضى القلب الفقراء في مواقعهم. يوجد جهاز موجات صوتية مشترك واحد في ثالث أكبر مدن السودان كثافةً من حيث السكان والإرث الحضاري.
أرجو أن أطلب منك مناشدة السيد وزير الصحة والخيرين بالتبرع بجهاز آخر على وجه السرعة، ليُصاحب القافلة ويتم تدريب أبناء الإقليم للعمل به بعدنا.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
أخوك ياسر حنفي
رئيس القافلة