عالمية

تصاعد الدعوات لـ طرد السوريين من أوروبا وأميركا وكندا


إنتقدت الأمم المتحدة الاثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، الدعوات لطرد طالبي اللجوء القادمين من سوريا، وحثت دول العالم، على معاملتهم “بشفقة وتعاطف”، وذلك بعد أن دفعت الهجمات الدامية في باريس بعض الأوروبيين للمطالبة بوقف تدفق المهاجرين، فيما أغلقت بعض الولايات الأمريكية أبوابها في وجه اللاجئين السوريين، وذلك في ظل تحذيرات من ذلك يحقق مآرب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وكان البريطاني آرون زيلين، المتخصص في شؤون الجهاد، كتب تعليقاً على الإنترنت عن هجمات باريس محذراً من أن “داعش حقيقة تمقت الأشخاص الذين يهربون من سوريا إلى أوروبا، فهم يسيئون إلى رسالة التنظيم القائلة بأن خلافتها هي الملجأ”.
وخرجت تحليلات تفيد بأن ظهور جواز السفر السوري في مسرح الهجمات ربما كان متعمداً من جهة “داعش” لإيغار صدر الأوروبيين نحوهم والتوقف عن استقبالهم.
إلا أن ذلك لم يردع بعض السياسيين في أوروبا وأمريكا الشمالية، الذين قالوا إن دولهم تواجه خطرا كبيرا بقبول لاجئين دون التأكد على نحو قاطع من أنهم لن يتحولوا لمتطرفين خطرين وفقا لموقع هافنجتون بوست.

أزمة جواز السفر السوري
وزاد القلق بعد أن قالت السلطات إن حامل جواز سفر سوريا عثر عليه قرب جثة أحد المسلحين في هجمات الجمعة الماضية بباريس كان مسجلا كلاجئ في عدة دول أوروبية الشهر الماضي.
وكانت مصادر مطلعة في “دائرة الهجرة والجوازات” بدمشق قد أكدت لـ”هافينغتون بوست عربي” إن جواز السفر الذي عثر عليه في مسرح الهجمات بباريس مزور وغير مسجل في السجلات الرسمية في سوريا.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين “رد الفعل الذي نتطلع إليه على موجة اللجوء ينبغي أن يكون من واقع الشفقة والتعاطف، هؤلاء الناس يفرون من تدمير الدولة الإسلامية الذي رأيناه في باريس.”
وأضاف “من المفهوم بالتأكيد أن الدول تحتاج إلى اتخاذ ما تراه من إجراءات لحماية مواطنيها ضد أي شكل من أشكال الإرهاب، لكن تركيز ذلك على اللاجئين والضعفاء الذين يفرون من العنف، لن يكون السبيل المناسب على ما أعتقد”.

دعوات أوروبية لمنع اللاجئين
ومنذ هجمات باريس سارع زعماء سياسيون في أنحاء أوروبا للمطالبة بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين، وقالت بولندا إنها لا تستطيع قبول مهاجرين بموجب نظام حصص أقره الاتحاد الأوروبي دون ضمانات أمنية.
وقال حكام 7 ولايات أمريكية الاثنين، إنهم لن يسمحوا لأي لاجئين سوريين بالاستقرار في ولاياتهم واعتبروا أنه سيكون من الخطير للغاية بعد هجمات باريس السماح بقبول أشخاص من بلد تمزقه الحرب، كما حثت أقاليم كندية رئيس الوزراء جاستن ترودو على عدم قبول الـ 25 ألف لاجئ سوري التي أعلن عنها مسبقاً.
الحكام الجمهوريون، جريج أبوت لولاية تكساس، وأسا هاتشنسون، لولاية أركنسو، ومايك بينس، لولاية أنديانا، وبوبي جيندال، لولاية لويزيانا، وفيل بريانت، لولاية مسيسبي، قالوا إن ولاياتهم لم تعد تؤيد هدف إدارة أوباما بقبول 10 آلاف لاجئ سوري في السنوات القادمة.

أوباما يرفض تصريحات جيب بوش
ومع تلك الدعوات، انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين، فكرة أن تمنح الولايات المتحدة أفضلية للاجئين المسيحيين في القرارات الخاصة بقبول الفارين من العنف في سوريا ووصفها بأنها “عار”.
تعليقات أوباما، جاءت بعد يوم واحد من تصريح المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة جيب بوش في مقابلة مع محطة “إن. بي. سي” التلفزيونية بأنه يجب إبقاء أغلبية اللاجئين في مناطق آمنة بسوريا لكن هناك “حاجة خاصة ومهمة” لمساعدة المسيحيين السوريين.
وأدلى كل من أوباما وبوش بتعليقاته بشأن اللاجئين السوريين بعد هجمات باريس التي قتل فيها 129 شخصاً على الأقل يوم الجمعة الماضي.
وفي مؤتمر صحفي بتركيا بعد اجتماع قادة مجموعة العشرين لم يشر أوباما بالاسم إلى بوش لكنه قال إنه لا يعتقد بضرورة إجراء اختبارات دينية لتقرير من يقبلون من اللاجئين.
وقال أوباما “على الولايات المتحدة أن تهب وتقوم بدورها، حين أسمع أشخاصاً يقولون إننا ربما، يجب علينا أن نقبل المسيحيين وليس المسلمين، أسمع زعماء سياسيين يلمحون إلى اختبار ديني لتحديد المقبولين من بلد فيه حرب، في حين أتى بعض هؤلاء الأشخاص أنفسهم من عائلات استفادت من الحماية حين فروا من اضطهاد سياسي، هذا عار”.
أقاليم كندية تعترض على استقبال السوريين
وفي كندا، بدت خطة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لقبول 25 ألف لاجئ سوري بنهاية العام الحالي في خطر الاثنين بعدما حث أحد أقاليم البلاد ترودو على إلغاء الخطة بسبب المخاوف الأمنية، وقال آخر إن الجدول الزمني غير ممكن.
وقالت وزيرة الهجرة في إقليم كيبيك ذي الأغلبية التي تتحدث الفرنسية كاتلين ويل إنها لا تعتقد أن هدف ترودو واقعي.
وقالت للصحفيين “سأكون صريحة، لا أعتقد أن هذا ممكن بنهاية العام”.
وبشكل منفصل حث براد وول رئيس وزراء إقليم ساسكاتشوان ترودو على إعادة تقييم الهدف في ضوء هجمات يوم الجمعة في باريس وإمكانية دخول نشطاء دربهم تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف في رسالة إلى رئيس الوزراء “حتى إذا كان عدد صغير فقط من الأفراد الراغبين في إيذاء بلدنا قادرين على دخول كندا نتيجة للعملية المتسرعة لإعادة توطين اللاجئين فإن النتائج قد تكون مدمرة.”
وتزيد اعتراضات وول وشكوك ويل بشأن الجدول الزمني الضغوط على ترودو لتعديل وعده خلال حملته الانتخابية.
وكان ترودو قد أكد مجددا الأحد أن كندا سوف تقبل 25 ألف لاجئ سوري قبل الأول من يناير/ كانون الثاني.