مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : مَـن سَـرق لسـان وزارة الصحـة؟!!


شُكـــراً الدكتور معز حسن بخيت الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة ولاية الخرطوم على تفضله بالرد على ما أثرناه هنا بعنـــوان: (بلاغ ضد وزارة الصحة)، مُنتقدين فيه الإحصائية الغريبة التي أوردتها الصحف نقلاً عن (مدير إدارة السموم بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم)، المسؤول الذي يقول رد د. معز إن الصحافة افترت عليه كان يتحدّث في منتدى جمعية حماية المستهلك ويُؤكِّد أنّ 40% من المرضى في المُستشفيات يموتون بسبب التخدير وأن مُعظم الأدوية المُستوردة مُنتهية الصلاحية.
د. معز ظلّ قريباً من الصحافة والصحَفيين ولعله قد أنجز دراساته العليا في (الإعلام الطبي)، واستطاع أن يبني جسراً من التواصل بين الصحة والإعلام عبر أدوار نشكره عليها، إذ ظلّ ناطقاً فصيحاً يُبيِّن الحقائق ويميط اللثام عن قضايا كثيرة يحتاج المواطن السوداني أن يعرفها من أهل الاختصاص، نشكره جداً وهو (الناطق في زمن الصامتين الرسميين).
اتّبع د. معز منهج (تشتيت الكرة) في رده على ما أثارته الصحافة في هذا الخصوص وهو ينفي أن يكون الشخص الذي قال بهذا الحديث يتبع لوزارة الصحة، وحَدّد معز في الرد هوية المُتحدِّث وعرّفه بأنه عضو منتدى حماية المستهلك، ثم تبرّع بعد ذلك بالنفي إنابةً عن صاحب التصريح مُستنداً على رواية الدكتور نصر الدين شلقامي رئيس جمعية حماية المُستهلك، وقد أكّد أنّ د. سفيان صاحب التصريح لم يُعَرِّف نفسه أثناء المنتدى بالصفة التي أطلقتها عليه الصحف (مدير إدارة السموم بوزارة الصحة ولاية الخرطوم).
لكن يا دكتور معز ورغم ثقتنا في رئيس الجمعية، إلاّ أنّنا كذلك نثق في الكوادر الصحفية التي نقلت التصريح، وكنا نتوقّع من إدارة المنتدى أن تصدر توضيحاً مشفوعاً بالتسجيل لما ورد من حديث لأنّ الصمـــت في مُواجهة مثل هذه الإحصائيات المُــزعجة يُؤكِّد أنّها صحيحة.
وبدلاً من التشكيك في مصداقية الصحف كنت أتوقّع أن تُحَرِّك الوزارة إجراءات في مُواجهة المتحدث باسمها، على أن تملك نتائج التحقيق للرأي العام فيحكم له أو عليه، لكن أن يكون في معزل عن الاتهام بالتورط في الإفادات المُخيفة فهذا الأمر لا يؤكد حرص الوزارة على تقصي الحقائق، وأرى أن به تحاملاً على الصحف التي أوردت التصريحات الغريبة.
لـ (الرأي العام) مثلما أوردت، إرثٌ عتيقٌ في تقصي الجوانب المهنية لأيِّ خبر، وأرى أنّ كوادرها على قدر عَالٍ من التأهيل كما بيّنت واستشهدت بالأستاذة أماني إسماعيل، لذا فإنّ إيراد مثل هذا الخبر يتوافق تماماً مع طبيعة الصحيفة في تصيد الأخبار التي تُعبِّر عن اهتمام القارئ، و(ناقل الكفر بالتأكيد) ليس بكافر.
عُمُــوماً لقد أثلج صدورنا تدخل الوزارة ونفيها للخبر الكارثة، ولكنا نعتقد أنكم بحاجة إلى إحكام الرقابة أكثر حتى لا تتسرّب مثل هذه التصريحات وتُصيب المواطن في مقتل، واننا على أتم الاستعداد لفتح خُطوط التعاون وصولاً إلى تمليك المُواطنين المَعلومة الحَقيقيّة، ولابد من إزجاء الشكر على تفاعلكم واهتمامكم بالرد على ما تُثيره الصّحَــافة.