عبد الباقي الظافر

السلام الجمهوري لكسلا..!!


قبل سنوات فوجئت ولاية البحر الأحمر بقافلة من السيارات تتسلل عبر الحدود.. الموكب المريب لم يكن سوى قافلة الرئيس الأريتري المشارك في مهرجان السياحة.. محمد طاهر إيلا والي البحر الأحمر في ذاك الوقت استشعر الحرج فاستوقف الرئيس الزائر في إحدى الإستراحات خارج بورسودان حتى وصول الرئيس البشير ليكون في استقباله في مشارف المدينة.
ولاية الخرطوم مضت خطوات للأمام وافتتحت سفارة في دولة جزر القمر .. علم السودان كان يرفرف في مبنيين في تلك الجمهورية البعيدة.. حينما زار عبدالرحمن الخضر الوالي السابق جمهورية جزر القمر على رأس وفد كبير تم استقباله استقبال الرؤساء.. الوالي الخضر لم يكن ينقصه سوى سلام جمهوري خاص بالخرطوم.. والي سابق تعود أن يهبط مطار الدوحة دون سابق إخطار.. الوالي يسأل أهل الدوحة الأكارم إلحاحاً.. اضطرت سفارتنا هنالك لتخاطب رئاسة الجمهورية حتى تمنع قدوم ذاك الوالي.
إلى وقت قريب كنت أظن أن فكرة إقامة علاقات خارجية للولايات بعيدة عن مظلة وزارة الخارجية مجرد تفلتات ولاة لا يعرفون حدودهم.. لكن بالأمس قرات خبراً في الزميلة السياسي يفيد أن إبراهيم محمود مساعد رئيس الحمهورية استقبل في مكتبه بالخرطوم آدم جماع والي كسلا.. المهندس محمود أوصى الوالي الجديد بضرورة إقامة علاقات خاصة مع دولة أريتريا.. المساعد وجه الوالي بضرورة التنسيق الأمني مع الأقاليم الأريترية المجاورة.
في تقديري يخطئ مساعد الرئيس إن أطلق يد ولاة الولايات في إقامة علاقات عابرة للحدود.. ويرتكب الأستاذ إبراهيم خطء لا يليق بوزير داخلية سابق حينما يطلب من والي التدخل في الترتيبات الأمنية والعسكرية في الحدود.. الحكم الاتحادي مازال تجربة هشة تتنكب الطريق.. وجود تداخل قبلي بين السودان وجيرانه يستدعي الحذر في جعل ملف الحدود ملفاً ولائياً.. التكتلات السياسية والاحتقانات القبلية ربما تجعل الحكومة الإقليمية أو المكونات الاجتماعية تستنجد بذوي القربى والاصرة القبلية حتى ولو كانوا من خارج الحدود.
في تقديري.. أن الولايات يجب أن تشغل نفسها بما يليها من شؤون الحكم المحلي.. السياسة الخارجية في كل دولة محترمة تكون شأناً اتحادياً بين يدي رأس الدولة وتعبر عنه وزارة الخارجية.. قبل أيام ارتكبت حكومة البحر الأحمر خطأ فادحاً، حينما سمحت لعشرات الجرافات المصرية بالصيد في المياه السودانية.. مقابل أربعمائة ألف دولار سمحت حكومة بورسودان لشركات خاصة أجنبية بتدمير بيئة البحر الأحمر.. سفارة السودان في مصر أكدت أنها لا تعلم تفاصيل الصفقة الولائية.. حدث هذا الخطأ القاتل بسبب قلة الخبرة الدبلوماسية لحكومة إقليمية.
بصراحة.. مطلوب توجيه رئاسي وربما قرار برلماني يحدد بوضوح أن العمل الدبلوماسي قاصر على وزارة الخارجية السودانية وأن الحدود يحرسها الجيش السوداني.


تعليق واحد

  1. الحدود تحرسها الشعوب والاواصر والمصالح المشتركة والتعايش السلمي لان بها تم تخطيط ورسم الحدود لان الشعوب هي التي يجب ان تحدد اتجاهات الدبلوماسية وليس بالحديد والنار تستطيع ان تحرس . احرس افكارك لو تقدر