منوعات

وزير فرنسي سابق يتهم “الإمام جوجل” بالوقوف وراء التطرف


اتهم وزير العمل والصحة الفرنسي السابق ورئيس بلدية “سان كنتين”، موقع “جوجل” العالمي، والذي سماه بـ”الإمام جوجل”، بالوقوف وراء “حالات التطرف الحاصلة في البلاد”.

كزافيي بيرتران، طالب حينما حل الجمعة 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 ضيفا على برنامج “الحوار السياسي”، الذي تبثه إذاعة أوربا1 الفرنسية، موقع جوجل بالاحتشاد “لمكافحة الإرهاب”، في إشارة إلى دور المعطيات التي يوفرها هذا الموقع في “تكوين شباب متطرف”.

وأضاف بيرتران أن “المدرسة الأولى التي يتجه إليها الشباب للبحث في مسائل الدين قبل المساجد، هي جوجل”، ودعا” الشركات الكبرى المتحكمة في سوق الأنترنت إلى التحرك السريع والتنسيق من أجل إيقاف كل أشكال الارهاب والتطرف”.

بيرتران أضاف أن الوقت قد حان ” لتعمل كل هذه الشركات المتعددة الجنسيات من تويتر، وفيسبوك، وجوجل، والتي توفر خدماتها على نطاقنا الجغرافي، وتحصد المليارات من دون أن تدفع ضرائب، من أجل هذا الغرض”.

وأشاد بـ”جهود مجموعة أنونيموس”، والتي “تنشغل بضمان الحريات، لذا قامت بتلقاء نفسها بقرصنة حسابات على الشبكات الإجتماعية ومواقع إنترنيت، كما خصصت 1% من أرباحها الجيدة لمواجهة الإرهاب”.

رد جوجل

وسارعت شركة جوجل للرد على هذا التصريح معتبرة أن السياسي الفرنسي حر بالتعبير عن رأيه،” لكنه لا يعلم حقيقة كل المجهودات التي نقوم بها”.

جوجل بيّنت أنها أضافت على يوتيوب مثلاً، والذي تمتلكه الشركة، عبارة “تطرف” كخاصية للتبليغ عن المحتويات التي تنشر بالموقع، “كما أن 100 ألف شريط تعالج كل يوم، وتتم مشاهدتها عبر 4 فرق موزعة على 4 مناطق في العالم، من أجل تحصيل أكبر عدد ممكن من اللغات”.

ورفض بيان الشركة الإفصاح على عدد الأشخاص الذين يشتغلون على هذه الخدمة، لكنه اعتبر أن مراقبة كل شيء ينشر “أمر صعب جداً”، لهذا تعتمد الفرق على سلسلة من الكلمات المفتاحية “لتحديد كل محتوى يشجع على العنف أو الكراهية، والتي تسجل بطريقة أوتوماتيكية عند البحث في المواقع أو عنونة المحتويات، مما يسهل عملية المراقبة”.

بحسب تقرير نشرته مؤسسة “بوزار إكسبيرتيز” الفرنسية سنة 2014، والمتخصصة في محاربة التمييز العنصري، فإن “% 98 من الخطابات المتطرفة تمر عبر وسيلة الإنترنيت”.

كلام فارغ

تفاعلا مع احتمال كون الشبكة العنكبوتية “عاملا يؤدي إلى التفاعل”، يقولمحمد، العامل المغربي في أحد مطاعم باريس إن هذا “كلام فارغ، فأنا رأيت أشرطة وسمعت خطباً وقرأت مقالات ينشرها الغرب، سواء مسيحيين، يهود، مجوس، من كل الديانات أو حتى اللادينيون، يحثون على التطرف، ويوجهون العداد للمسلمين”.

محمد، يعتقد أنه “حتى وإن حمل المسلمون غصن السلام فسيعتقد الكثيرون أننا سنهاجمهم به، فتلك مجرد أحكام عامة، ويجب على المسلمين أن لا يتأثروا بهذا”.

لكن إسلام، الطالب الجزائري في إحدى الجامعات الفرنسية، يرى أن “بعض المسلمين يقتصرون على الجانب السطحي للآيات القرآنية والأحاديث المنتشرة على الأنترنت دون النظر في أسباب نزولها وتأطيرها شرحاً وتفسيراً، وهذا ما يؤدي لسوء فهم للدين وبالتالي التطرف، خصوصاً إذا كانت شخصية المتلقي غير مكتملة، وهنا تُطرح مسألة الوعي الثقافي والسن أيضاً”.

التطرف من الفرنسين أيضا

إيستيل، الطالبة الفرنسية، تتفق مع الوزير الفرنسي في كون الشبكات الاجتماعية وجوجل مليئة بخطابات التطرف، لكنها تختلف معه عن مصدرها.

إيستيل تقول لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه “من خلال متابعتي للأحداث الأخيرة والتفاعل الذي تلاها على الأنترنت، لاحظت أن كثيراً من الفرنسيين يتحدثون بخطاب متطرف تجاه المسلمين، وهو أمر مخزٍ حقيقة، لأن المسلمين بدورهم يعانون هنا من نفس التهديدات والمخاطر”.

الأمر اختلط على يوسف أيضا، إذ يفيد بأنه لم يعد يعلم المخطئ من المصيب، “وعلينا التحلي بكثير من السلم ونحاول التعايش مع الوضع. يجب أن نتفادى ما يدور على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن أكثر التعليقات والمنشورات فيها، يقوم بها أناس لم يفتحوا كتاباً يوماً، وهذا خطير”.

هافينغتون بوست