رأي ومقالات

أسرار الثراء الفاحش عند الأغنياء الجدد!..


الثقة المفرطة التي تمنحها الدولة لبعض الأشخاص والتعويل على ذمة إنسان ما ومدى تقواه دون ضبط ليس مقبولاً شرعاً ولا عقلاً، فالإنسان يخطئ ويزلّ، ويُداخله الطمع والأثرة والأنانية والمحاباة من حيث يدري ولا يدري لأسرته وقرابته وزملائه وأهل بلده، وليس مهماً أن يكون الشخص مقتنعاً بما يفعل أو غير مقتنع، المهم تأثير الفعل على الناس. حين سئل بعض السلف عن المعصية في الخلوة قال: إن كنت تعصيه وأنت تدري أنه ينظر إليك إنه لعظيم، وإن كنت تعتقد أنه لا يراك إنه لكفر! يقظة الضمير معنى تربوي كبير، على أن من الانحراف أن يتم فهم هذه اليقظة ضمن الجانب التعبدي والأخلاقي فحسب، مع تجاهل حقوق الناس التي هي بند شديد الحضور والأهمية في المنظومة الإسلامية. والعبادات ذاتها شُرعت لصياغة نفوس عالية الروحانية، قادرة على التوقف عن العدوان والبغي والظلم أياً كانت الدوافع والمغريات. من أخطر مظاهر الفساد في مجتمعنا السوداني تجميع السلطة في يد شخص واحد، ثم هو يمنحها ويفوِّضها لآخر أو آخرين بحسب (الثقة)، وعادة ما تهتز هذه الثقة عند أدنى محاسبة أو عند تحوّل الأمور وتبدّلها. قضية الفساد المالي في مجتمعنا ليست ظاهرة عادية محدودة ضمن النسبة العالمية، بل هي داء متغلغل في نسيج العلاقة الاجتماعية والنظام الإداري، تتسع دائرتها وتصعب ملاحقتها. في بلاد العالم يتم الإقرار بالذمة المالية لكبار المسؤولين بين يدي هيئة متخصصة يسندها قانون لمكافحة الثراء غير المشروع، وتكون مسؤولة عن الإفصاح والكشف الشفاف، ومن لا يخضع لذلك فليس له ذمة. وبموجب ذلك يُفصح المسؤول عن حجم ثروته ومصدرها قبل أن يلي العمل، ويتابع بعد ذلك لئلا يثرى على حساب الضعفاء، أو يستغل منصبه في تمرير العقود والحصول على الرشاوى، أو عقد الصفقات الوهمية أو تجييرها لمؤسسات تعود إليه. وحين تغيب الرقابة يبدأ الناس يتحدثون في مجالسهم وشبكاتهم الاجتماعية، وهم يقولون: إن ما يتداولونه ليس سوى رأس جبل الجليد، وفي غياب المعلومة تحل محلها الشائعة. المال العام حق مشترك لكل مواطن وسرقته أخطر من سرقة الحق الخاص؛ لكثرة الخصوم الذين يطالبونه في الدنيا والآخرة، ولأنه يفتح باباً يصعب إغلاقه للفساد العريض. وفي اعتقادي إن الباب المفتوح الآن لذلك الانتشار الجنوني للفساد، لا يمكن اغلاقة بسبب تلك التأثيرات والتدخلات. فلو اقتنعت الدولة والتزمت بكثير من ما ذكرنا في ضبط وتحديد مكامن الفساد وتنفيذ كل العقوبات بشفافية وعدل، لهو المخرج الوحيد مما نعانيه. وقد يلاحظ المواطن العادي اعداد الشباب الذين ظهروا في السوق بمختلف استثماراتهم وبمبالغ تصل لمليارات الجنيهات، مشاريع اكبر من حجم أعمالهم واعمارهم، نتحيَّر من أين لهم ذلك؟؟! والهمس يدور أن هناك جهات وأشخاص يعتبرون هؤلاء الوجهاء (كونفلاش) وتغطية وكبش فداء لأية مسألة قانونية والسجون الآن تعج بكمية من امثال هؤلاء الذين ورتطهم الاطماع وخبث الآخرين حتى وصلوا لما هم فيه الآن!! والدولة على علم تام وأجهزة الأمن الاقتصادي والشرطة تتابع عن قرب النمو المفاجئ والظهور الغريب لكثير من الشباب بشركات وهمية اهتموا فيها (بالشوف) والمظاهر الخداعة كشرك محكم للضحايا وينفذون صفقات على مستوى عالٍ من البزنس،، عرض على أحدهم أوراق ومستندات ملكية لأراضٍ استولوا عليها من وسطوه بطريقة غير مشروعة وقيمة الارض في ذلك الموقع المهم تزيد عن 3 ملايين دولار، اي 30 مليار جنيه وذلك لعرضها الى جهة رسمية لاقامة مشاريع عليها وقد علمت أن عمولتهم في ذلك الامر مليون دولار !!! وقبله حكوا لي انهم نجحوا من قبل في فك تلك العملات الاجنبية والتي تم ضبطها وحجزها وقد استلموا 100 الف دولار مقابل ذلك فوجدت سر ذلك الثراء الفاحش والاموال الطائلة التي استولى عليها هؤلاء ومثلهم كثيرون نعرف تاريخهم واصلهم وفصلهم، ونؤمن بأن الارزاق من عند الله ولكن المنطق والواقع يحتم علينا تصديق الاقوال والافعال،، وستظل الحيرة عالقة والاسئلة تدور من اين أتى هؤلاء؟؟ومن هم؟؟ وما هي مشروعية ذلك؟؟ والشواهد كثيرة والواقع معايش اسماء في حياتنا اصبحت غصباً عنا ومسميات لكثير من اسماء الأعمال والمؤسسات تدمر في الاقتصاد وتنهش في لحم المواطن البسيط تتسبب في كل اوجاع الوطن الغالي بتلك المضاربات المليارية والعبث كل مكتسبات الامة التي لا يخفى عليها شيء ولكنهم ينظرون لكل ذلك بلا حول لهم ولا قوة !!! كان الاثرياء الشرفاء الذين تدرجوا بالمهن والعمل وكدوا حتى وجدوا وصنعوا تلك الامجاد وعرف منهم (آل النفيدي، وآل البرير) وغيرهم ولكن الآن ظل الطفيليون المجرمون الذين ظهرت عليهم تلك النعم التي لايستوعبون قيمتها وسنظل نلاحقهم بالهمس والجهر نسأل ذلك الصبي الذي لم يتجاوز عمره الاربعون عاماً واصبح مثار حديث وونسة المجالس والبيوت من اين لك هذا؟؟ ومن وراءك؟؟ ومن هو صاحب المال الحقيقي؟؟؟ ويمتد سؤالنا وملاحقتنا لك ايها المستبد والمتعجرف (السفيه) احكي لنا قصة ذلك المال الكثير الذي نعلم انك تشتري به كثيراً من من يعادوك قص علينا امرك قبل ان نكشف عن تاريخ عشناه معك؟؟ ولصاحب تلك الشركة الذائع صيتها والتي استحوذت على تصديق من البنك المركزي (كأعلى سلطة رقابية ومالية) من كان وراء ذلك ولماذا سحب منك التصريح ولمصلحة من تعلم ؟؟؟ ولكم جميعاً يا حراس الوطن والدين والعقيدة اسألوا هؤلاء بالقانون (من اين لهم هذا)؟ وستجدون أن من ورائهم أشخاص منحناهم الثقة المفرطة دون ضبط او رقابة .

بدر الدين عبد المعروف الماحي
الانتباهة


تعليق واحد

  1. نعم فى مجتمعنا اصبحت الرزائل فضائل , نحن من نمجد اثرياء الغفلة
    ونجرى خلفهم ونغدق عليهم الالقاب , اشخاص كانو مجرد نكرات
    لا علم ولا فهم ولا تجارة , فجاة تراهم وتسمع عنهم فى كل مكان
    وتفتح لهم ابواب اعتى الاسر للزواج حتى بمعرفة انه فاسد
    ولو بدر منك مجرد تساؤل عن اموالهم سوف تهاجم وتوصف بانك حاسد
    وحاقد ,
    سبب دمار البلد الاول هو الفساد الذى يمارسه البعض ويتمناه الكثيرين