استشارات و فتاوي

ما معنى فلينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله …شيخنا جزاك الله خيرا…
ما معنى حديث: “فلينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها”

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالحديث رواه الشافعي وأحمد وعبد الرزاق والبزار والحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول “إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل” قال الحافظ ورجاله ثقات.ا.هـــ والحديث يفيد إباحة النظر إلى المرأة إذا أراد الرجل خطبتها – وهو قول الجمهور – أما المواضع التي يجوز النظر إليها من المخطوبة فقد ذهب الأكثر إلى أنه يجوز إلى الوجه والكفين فقط، وقال داود الظاهري: يجوز النظر إلى جميع البدن، وقال الأوزاعي: ينظر إلى مواضع اللحم. وظاهر الأحاديث أن يجوز له النظر إليها سواء كان ذلك بإذنها أم لا، وروي عن مالك اعتبار الإذن. قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: يُبَاحُ لَهُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِهَا وَكَفَّيْهَا فَقَطْ لِأَنَّهُمَا لَيْسَا بِعَوْرَةٍ، وَلِأَنَّهُ يُسْتَدَلُّ بِالْوَجْهِ عَلَى الْجَمَالِ، وَبِالْكَفَّيْنِ عَلَى خُصُوبَةِ الْبَدَنِ أَوْ عَدَمِهَا. هَذَا مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ الْأَكْثَرِينَ، وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: يَنْظُرُ إِلَى مَوَاضِعِ اللَّحْمِ. وَقَالَ دَاوُدُ: يَنْظُرُ إِلَى جَمِيعِ بَدَنِهَا. وَهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ مُنَابِذٌ لِأُصُولِ السُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، ثُمَّ مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَالْجُمْهُورِ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِي جَوَازِ النَّظَرِ رِضَاهَا بَلْ لَهُ ذَلِكَ فِي غَفْلَتِهَا، وَمِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ إِعْلَامٍ.
لَكِنْ قَالَ مَالِكٌ: أَكْرَهُ نَظَرَهُ فِي غَفَلْتهَا مَخَافَةً مِنْ وُقُوعِ نَظَرِهِ عَلَى عَوْرَةٍ. وَعَنْ مَالِكٍ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ: أَنَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا إِلَّا بِإِذْنِهَا، وَهَذَا ضَعِيفٌ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَذِنَ فِي ذَلِكَ مُطْلَقًا وَلَمْ يَشْتَرِطْ اِسْتِئْذَانَهَا، وَلِأَنَّهَا تَسْتَحِي غَالِبًا مِنْ الْإِذْنِ اِنْتَهَى كَلَامُ النَّوَوِيِّ رحمه الله تعالى.


‫2 تعليقات

  1. البهيمه الواحد يستحي الكلام بهذاالمنطق وهل في اي وقت اذا زال اللحم زال فارس اللحام