الطاهر ساتي

تااااني تحالف ؟؟


:: أحمد مطر يصف الذين يديرون مصائر الناس والبلد بالمشاعر والعواطف :
متطرفون بكل حال ..إما الخلود أو الزوال
إما نحوم على العُلا ..أو ننحني تحت النعال
في حقدنا : أرج النسائم جيفة..وبحبنا : روث البهائم برتقال
فإذا الزكام أحبنا، قمنا لنرتجل العطاس.. وننثر العدوى .. وننتخب السعال ملك الجمال
وإذا سها جحش وأصبح كادراّ في حزبنا، قدنا به الدنيا ..وسمينا الرفيق (أبازمال)
وإذا إدعى الفيل الرشاقة وإدعى وصلاً بنا ..هاجت حميتنا ..وأطلقنا الرصاص على الغزال..!!
:: هكذا – للأسف – لسان حال واقعنا الذي تصنعه الأمزجة بدلا عن العقول..فالتطرف في الحب والكراهية هو المناخ العام الذي تخرج منه دعوة حزب المؤتمر الشعبي.. بالمجهر، عدد البارحة، دعا الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي لتحالف عربي وإسلامي – بقيادة السعودية – لمجابهة ما أسماه بإستهداف الإسلام و ليحفظ للأمة وجودها و كينونتها.. هكذا الدعوة..ولكي لاننسى كما السنوسي، كان السودان في تحالف – بقيادة إيران – قاده إليه شيوخ الشعبي في مطلع التسعينات بذات العواطف والمشاعر والتطرف..ثم خرج من التحالف – قبل أشهر – ولكن بعد أن دفع الشعب والبلد ثمن الدخول غاليا لحد الحرب و الفقر والنزوح والهجرة ..وليست من الحكمة أن يقوده شيوخ الشعبي مرة أخرى إلى تحالف آخر قبل أن يتنفس هذا الشعب المرهق الصعداء ..!!
:: وبما أن المؤتمر الشعبي عائد إلى السلطة عبر الحوار الوطني، نحكي للسنوسي إحدى حكايات جيمس بندر، أحد خبراء التنمية البشرية.. إذ تقول الحكاية، ظل الفلاح يزرع نوع من الذرة ذات الجودة العالية، وكان يحصد – بجانب الذرة – جائزة أكثر وأجود إنتاج في كل المواسم ..موسما تلو الآخر، ينتج غزيراً ويفوز بالجائزة..فذهب إليه أحدهم، وسأله عن سر التفوق، فأجابه : أسافر بعيداً واستجلب البذور الجيدة وأوزعها على جيراني ليزرعوها في حقولهم، وبعد ذلك أزرع – ذات البذور- في حقلي، واهتم بالري والنظافة، وبهذا انال جائزتي الإنتاج والجودة..فسأله السائل بدهشة : ( لماذا توزع بذورك الجيدة لجيرانك و؟)..فرد الفلاح : أفعل ذلك لكي اضمن عدم إنتقال لقاحات البذور الرديئة من حقولهم إلى حقلي بواسطة الرياح..!!
:: هكذا لخص الفلاح سر النجاح.. أي لينجح المرء و النظام و الشعب والدولة في الحياة، فعليهم أن ينظروا أولا لمن حولهم – الجيران – ويساعدوهم على نجاحهم وإستقرارهم، وهذا التحالف المنتج بالخيرات.. والوطن – كما الإنسان – لا يتمتع بالنجاح و لا يهنأ بالإستقرار ما لم يؤثر إيجابياً على الجيران بحيثوا (ينجحوا ويستقروا).. والإتحاد الأوروبي نموذجاً، و دول التعاون الخليجي نموذجاً آخر، نماذج تعكس بأن أية دولة – في هذين التحالفين – تكتسب قيمتها ونجاحها وإستقرار شعبها بمقدار تأثيرها الإيجابي على جارتها.. !!
:: وعليه، إن كان لابد من تحالف يحفظ للبلاد و شعبها الإستقرار والسلام، ويجب أن نٌساق إليه طوعاً وإكراهاً، فيجب أن يكون التحالف – أولاً – مع الأقربين إلينا جغرافياً والمحيطين بنا شعبياً من نواحي الشمال والجنوب والشرق والغرب، ثم يتمدد محيط هذا التحالف – لا حقا – إلى ما يشاء السنوسي ..ثم يتجاوزه إلى حيث الإنسانية، أينما كانت .. !!