مقالات متنوعة

لؤي الصادق : هزيمة النخب وخسارة المنتخب


مباشرة بعد اعلان فشل المفاوضات التي عقدت باديس ابابا ، وعدم الوصول الى أي نقطة التقاء بين الطرفين ، في كافة المحاور التي تمت مناقشتها بين الطرفين ، وكل من الطرفين يرمي باللائمة على الاخر .
شنت الجبهة الثورية في الواحدة والنصف من صباح اليوم هجوماً على منطقة (ام علوان ) القريبة من مدينة الدلنج ، ومقتل احد المواطنين وفقدان اخر مع عمليات نهب وسلب واسعة طالت ممتلكات المواطنين في رسالة واضحة من الثورية مفادها انها اهاجم اذا انا موجود . ولا عزاء للمسكين محمد احمد غير صبر جميل والله المستعان .
انها النتيجة الحتمية حينما تذهب الى أي محفل رياضي او سياسي او غيره ويكون حضورك من اجل التوقيع بالحضور فقط (اداء للواجب ).
ذهبت نخبنا السياسية الى اديس ارضاء للألية الافريقية والمجتمع الدولي ، وذهب منتخبنا لإرضاء رئيس اتحاده المرشح حينها لرئاسة سيكافا . والنتيجة واحدة هزيمة النخب وخسارة المنتخب .
جاء وفد الحكومة والجبهة الثورية الى سوق الالية الافريقية وكل طرف يحمل بضاعته ، يريد من الطرف الاخر ان يشتريها بالثمن الذي يحدده صاحب البضاعة ، والا فلا .
جاء كل طرف ممسكا ببضاعته يروج لها متمسكا برايه لا يرى غيره ولا يتزحزح قيد أنمله ، بل ان التجارة البكماء وتبادل المصالح انعدمت في تلك المفاوضات ، فلا احد يريد ان يتزحزح من مكانه او يستمع الى الاخر فالكل جاء بأجندته الخاصة ، وتكتيكه وانه لا توجد نقاط للالتقاء بيننا ولو كان الوطن والمواطن هما القاسم المشترك بينهما ، فهما ليس ذات اهمية للمتفاوضين من الطرفين .
ذهب الطرفان الى اديس ابابا وهما يلعبان على عنصر الوقت ، فالحكومة تلعب على ورقتي الحوار وما يفضي اليه وعلى ورقة القضاء على الحوثيين ومن ثم التفرغ الكامل للجبهة الثورية عسكرياً بعد الحصول على سند ودعم خارجي عربي وداخلي من مقررات الحوار .
وتلعب الثورية على ورقة اخرى وهي انتهاء الازمة السورية والليبية والقضاء على داعش ، وتفرغ المجتمع الدولي لقضايا السودان في ظل انشغال فرنسا والغرب بمجابهة داعش ، مما دعاها حالياً لغض الطرف عن الاوضاع بجنوب وغرب السودان . ففرنسا جاءها اليوم ما يشغلها وتحتاج من يدعمها لمحاربة داعش
والى ان يحين ذلك الوقت بالنسبة للطرفين تظل المفاوضات بينهما هي تحصيل حاصل وتوقيع بالحضور ، وارسال الاتهامات للطرف الاخر بالتعنت وعدم الجدية في الوصول الى سلام وتسوية .
والى ذلك الحين فصبرا يا وطن والله المستعان
شترة
الوطن والمواطن الشاهد والضحية


تعليق واحد