زاهر بخيت الفكي

أين أنت يا صحاف..؟


اختلف الناس فى ما قام به محمد سعيد الصحاف الوزير العراقى الأسبق فى عهد الرئيس صدام حسين بعضهم يرى فيه الوزير الشجاع الناجح وقد استطاع أن يستغل الألة الاعلامية تماماً وتفعيلها بصورة أذهلت العالم لم ينهزم أبدا ، استمر يُحدث العالم عن نجاح العراق فى التصدى لقوات التحالف التى وصف أفرادها ب(العلوج) المهزومين وقواتهم البرية كانت على مشارف بغداد تستعد للدخول..
استمر الصحاف فى اجتهاده لرفع الروح المعنوية لمُقاتلى الجيش العراقى وكامل الشعب العربى وهو يستمتع لأحاديث الصحاف ويستمع منه لانتصارات العراق (المزعومة) ومواجهته للضربات الجوية والبرية المتتالية بل أن العراق القوى قد أعد العُدة لها وجاهزٌ للرد عليها مهما كثُرت ، ظل الرجل يُدافع بلسانه بلا كلل إلى أن دخلت قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا العاصمة بغداد واحتلت العراق ولم تخرج منه إلى يومنا هذا وخرج الصحاف منها ولم يعُد..
هؤلاء ما زالوا يعتقدون فى نجاح الرجل رغم الهزيمة النكراء..
غيرهم يرى أن الرجل أدار العملية بالكذب وتضليل الرأى العام ..
رحل صحاف العراق ولا أثر لصحافنا نحن..
بحثنا عنه كثيراً ولم نجده وصحاف العراق لم يتوارى عن الانظار أبداً بل كان موجوداً تحت ضربات الصواريخ والطائرات وهى تقصف فى بلاده من الجهات الأربع ، لم يتقاعس عن آداء رسالته الاعلامية وواجبه الوطنى وولاءه لنظامه وواجبات وظيفته على الوجه الأكمل ..
تدخل بلادنا فى أزمة وتخرج منها لتدخل فى أخرى أكبر منها ، تغتال المواطن الشائعات وتسرى بين الناس تُثبط فى الهمم وتُأجج بينهم نيران الفتن ولا صحاف لدينا ينفى أو يؤكد حتى تنتهى الأزمة ويسكت عن تناولها الناس ثم تظهر أخرى تشغل الناس من جديد..
حمداً لله أن الخرطوم لم تتعرض للقصف الذى تعرضت له بغداد ونتمنى أن لا تتعرض له فى يوم من الأيام ، اللهم إلا قصف مصنع الشفاء وتدميره بالكامل انشغل به الناس حيناً من الزمان ولم يعُد يُذكر الأن ، لم نستطع الرد على الهجوم ولو اعلامياً وما من صحاف فى ذاك الزمان يرُد عليهم ، أيضاً عندما تم قصف مصنع اليرموك جاءنا من يُحدثنا عن من تسبب فى القصف ويُبشرنا يومها بأن الرد سيكون قريباً وفى الوقت المناسب ، مضت السنوات وابتلعنا الهزيمة وتحملنا الخسارة ولم يأت الوقت المُناسب بعد للرد ، ما زال وزيرنا باقٍ فى وزارته والأحداث لم تتوقف والمواطن ينتظر فى وعوده التى لم يف بها لا رد بالقوة على من اعتدى علينا ولا باللسان على ما يُشاع عننا..
أين هو الأن صحاف السودان ليته بيننا ليُسمعنا بعض الحقيقة ..؟
أحداث كثيرة جداً مرت لم نسمع اللسان الرسمى فيها..
ما يجرى فى مصر الأن شغل الناس كثيراً والحقيقة غائبة..
والله المستعان..
بلا أقنعة..