تحقيقات وتقارير

الهجرة.. مسارات تطويع إيجابي


تقرير: محمد سلمان
تشير الإحصائيات إلى هنالك (232) مليون لاجئ، ونحو (740) نازحا في العالم، ويقول رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة “ماريو ليتو مالانكا”: وسط كل (7) أشخاص في العالم هناك نازح ولاجئ، بينما يقدر أن يفوق عدد اللاجئين والمهاجرين بالبلاد الـ (1,5) مليون شخص، ويبدي المجتمع الدولي قللاقا مزدادا تجاه ازدياد عمليات الهجرة، فيما بلغت قيمة التبرعات بصندوق الدعم الأوروبي لمعالجة أسباب الهجرة والنزوح بأفريقيا (1,5) بليون دولار، وقد أدرج السودان ضمن الدول المستحقة للدعم من خلال المشروعات التي سيقدمها الصندوق، ويرى ماريو أن هنالك الكثير من الإيجابيات يمكن أن تحقق من عمليات الهجرة للسودان حال أحسنت عملية إدارتها.
الوضع العالمي
يشير مستر “ماريو ليتو مالانكا” رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة (imo) في السودان- خلال مخاطبته المنتدى الإعلاميين السودانيين الذي نظمه المركز الثقافي البريطاني، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام، تحت عنوان (الأثر الإيجابي للمهاجرين في السودان) بفندق كورينثيا أمس (الأحد)- إلى أن هناك (232) مليون لاجئ، ونحو (740) نازحا بالعالم، لافتا إلى أن العام الحالي- وحده- شهد هجرة (60) مليون شخص، منهم (20) مليون شخص طالبي لجوء، (40) مليون شخص تم نزوحهم وقال “ماريو”: وسط كل (7) أشخاص في العالم هناك نازح ولاجئ، ويلفت رئيس بعثة المنظمة الدولية إلى أن هنالك (37) مليون مهاجر يعيشون في الدول النامية، بينما (74) مليون مهاجر يعيشون في الدول المتقدمة، ويطرح “ماريو” تساؤلا مهما هل بإمكان هؤلاء المهاجرين أن يشكلوا رأس مال اقتصادي؟.
مرحلة شيخوخة
يرى رئيس بعثة المنظمة الدولية أن دول الشمال الصناعي تمر بمرحلة شيخوخة، وتجد صعوبة، وأوروبا تحتاج إلى عشرات الملايين من العمال، ودول الجنوب الشابة لديها معدلات مواليد كبيرة، وتراجع في فرص العمل، وينبه إلى أن هؤلاء المهاجرين من دول الشمال الصناعي يمكن أن يسهموا في التنمية، ونبه إلى أن مسألة الهجرة لا يمكن تفاديها لعوامل ديموغرافية، وعدها ضرورية، وأنها مرغوب فيها إذا تمت السيطرة عليها بشكل جيد.
حالة استقطاب
يقول مستر “ماريو”: إن الهجرة أصبحت موضوعا خطيرا للاستقطاب في كثير من الدول بين المؤيدين والمعارضين لها، وكشف أن تفجيرات باريس أدت إلى احتدام الخلاف بين الطرفين لدرجة تدعو إلى الخوف، قائلا: “الهجمات الإرهابية الأخيرة أدت إلى تعزيز وجهات نظر التضحية بهؤلاء المهاجرين، حيث تم استخدام المهاجرين بكش فداء لذلك”، ووصف ماريو عمليات الهجرات بأنها موضوع طبيعي وعالمي لا ترتبط- فقط- بالحالات الطارئة بل بالبحث- أيضا- عن فرص، دعا رئيس المنظمة الدولية إلى ترك الأفكار الرجعية عن الهجرة بأنها ستكون دائمة والنظر بصورة أكثر تقدمية لعملية الهجرة والحراك الإنساني، ونبه إلى أن هناك (3%)- فقط- هم في حالة حراك دائم بالعالم لنحو (40) سنة ماضية.

الوضع في السودان
يشير معتمد شؤون اللاجئين بالبلاد دكتور حمد الجزولي خلال مخاطبته للمنتدى إلى أن عدد اللاجئين بالمعسكرات في البلاد يبلغ (144) ألف لاجئ، بينما هنالك (18) ألف لاجئ بالمدن، و(162) ألف طالبي لجوء، ويلفت د. الجزولي إلى عدم وجود إحصائية شاملة للاجئين السوريين بالبلاد، وكذلك الجنوبيين، وذلك وفقا لقرار رئيس الجمهورية الذي نص على معاملتهم مواطنين، بيد أن إحصائيات غير رسمية تقدر أعداد اللاجئين السوريين بالبلاد بأكثر من (100) ألف لاجئ، ويقول والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحفية: إن الخرطوم تحتضن نحو (نصف) مليون جنوبي، ويعد ذلك عبئا يقع ضمن مسؤوليات الحكومة الاتحادية تتحمله ولايته، ويبين وزير الداخلية الفريق ركن عصمت عبد الرحمن في بيان أداء وزارته بالبرلمان أن حملة تسجيل الأجانب بالبلاد أكملت تسجيل (248,7) ألف أجنبي، حيث تستمر عمليات الحصر، من الإحصائيات السابقة يتضح أن هناك أكثر من (1,5) مليون مواطن أجنبي بالبلاد.
مخاطر الهجرة
وصف معتمد اللاجئين ظاهرة الاتجار بالبشر بأنها قد انتشرت بصورة مرعبة هناك، ونبه لازدياد أعداد طالبي اللجوء العابرين الذين يتخذون السودان معبرا لدول أوروبا وإسرائيل، وبصفة خاصة القادمين من أثيوبيا وأرتيريا، مبينا أن القضية تحتاج لتضافر الجهود والتنسيق بين كافة الجهات، وكشف دكتور الجزولي أن تبرعات صندوق دعم أفريقيا وصلت (1,8) بليون دولار دعما من الدول الأوروبية لكل الدول الأفريقية لتنظيم الهجرة وترتيبها، وذلك ضمن مخرجات مؤتمر “فاليتا” الذي شارك فيه السودان بوفد رفيع ضم وزراء الداخلية والخارجية والعدل، وقال الجزولي- في تصريح خاص لـ (التيار): “السودان سيتم منحه منحة معتبرة من هذا المبلغ؛ حتى يتمكن من محاربة ظاهرة الاتجار بالبشر”، مشيراً إلى أن كل دولة ستقدم مقترحات مشروعات لدعمها.
مخرجات فاليتا
أوضح معتمد اللاجئين بالبلاد أن التبرعات بصندوق الدعم الأوروبي لمعالجة أسباب الهجرة والنزوح بأفريقيا بلغت (1,5) بليون دولار، وقد أدرج السودان ضمن الدول المستحقة للدعم من خلال المشروعات التي سيقدمها الصندوق، وكانت (مالطا) قد استضافت في (11 – 12 – نوفمبر) الجاري القمة الأفريقية الأوروبية (فاليتا)؛ لمناقشة قضية الهجرة وآثارها السالبة، ويقول “بيير فيموند” مبعوث رئيس المجلس الأوروبي: إن القمة هدفت للتوصل إلى حلول فعالة لكارثة الهجرة غير الشرعية، وذلك بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي للوصول لحل للقضية التي أصبحت تهدد حياة الآلاف، ويهدف صندوق الدعم الأوروبي الذي يمثل إحدى مخرجات القمة لتقديم الدعم المالي والمساعدات للدول الأفريقية؛ لمعالجة قضايا الفقر والجهل، وغيرها من أسباب الهجرة بتلك البلدان، فضلا عن دعم المجتمعات المستضيفة للمهاجرين، وتوفير فرص عمل ومشروعات لهم بتلك الدول.
الأثر الإيجابي
يرى رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة “ماريو ليتو” أن هناك إمكانية من تحقيق أثر اقتصادي إيجابي للمهاجرين في السودان، وقال: “منظمة الهجرة العالمية بالسودان تعمل لإنشاء معادلة شاملة لإدارة الهجرة بالسودان، ببناء الشراكات في مجال الهجرة، ومساعدة السودان للاستفادة من عمليات الهجرة في التنمية”، وكشف رئيس المنظمة الدولية عن تشريعات وقوانين جديدة لصالح المهاجرين والمجتمعات المستضيفة لهم.
ويرى مراقبون أن هناك إمكانية تحقيق آثار إيجابية من الهجرة حال تم إدارتها بشكل جيد للاستفادة من المهاجرين في الأعمال الجارية بالبلدان المستضيفة لهم، والحد من الهجرة غير الشرعية ومخاطرها، وتنفيذ مشروعات تحسن أوضاع أولئك المهاجرين

التيار


تعليق واحد

  1. لماذا لم يذكر جهاز رعاية السودانيين بالخارج بالخبر؟ هذا الجهاز يمتلك المركز الوحيد بافريقيا والشرق الاوسط مركز ابحاث ودراسات الهجرة لاسيما وان السيد الامين العام للمغتربين حضر قبل اسطر معدودة مؤتمر خاص بالهجرة بتركيا لاسيما ان اكثر من خمس مليون مغترب شرعي اصبحوا بدون إسم لاهم مهاجرين ولاهم مغتربين ولاهم ولاهم ولاهم بالاسواق .. والهم من وين بشترو