حوارات ولقاءات

القيادي بالحركة الإسلامية ربيع حسن أحمد: “كل من هو حركة إسلامية يعتبر مؤتمر وطني”


الحركة الإسلامية سياسياً غيرموجودة…!!!

تجربة أردوغان في تركيا جديدة وحاولت الخروج من النمط التقليدي

الغنوشي أحرز تقدماً في تونس وأصبح طرحه الآن مقبولاً

بداية الحوار الوطني في حد ذاتها تعني إنجازاً كبيراً

الحركة الإسلامية لا تصدر قرارات ولا تضع مخططات للحكومة

مصر تعرضت لعملية إجهاض ديمقراطي تم بتدخل من الخارج

الأمثل للممارسة السودانية أن يكون البرنامج السياسي برنامجاً واقعياً

“كل من هو حركة إسلامية يعتبر مؤتمر وطني”

حاوره: رمضان محجوب

تصوير: محمد نور محكر

اشتهر القيادي الإسلامي ومدير مركز دراسات المستقبل بآرائه الصادعة حول مختلف القضايا… الصيحة جلست إليه بمكتبه بمركز دراسات المستقبل وأجرت معه حواراً حول قضايا وتحديات الحركة الإسلامية السودانية. وكان الرجل كالعهد به صريحاً في إجاباته حيث تحدث عن الوجود السياسي والتربوي والتنظيمي للحركة الإسلامية السودانية، مشيراً إلى أن الحراك التربوي الذي تقوم به الحركة هذه الأيام محاولة لسد ثغرات تكشفت من خلال تجربة العمل لأن المؤتمر الوطني أصبح مسؤولاً من العمل العام، ولكن وسائل الحزب نفسها ونشاطه وحركته لم تغط كل مجالات العمل ولذلك رأت الحركة الإسلامية أن تبرز وتسد هذه الثغرات في حركة المجتمع.

وأوضح ربيع بأنه ينظر إلى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في تركيا باعتباره تجربة جديدة وتجربة حاولت الخروج من النمط التقليدي إلى نمط الحركة الإسلامية وأساليب عملها وهو حزب يعتمد على البرنامج السياسي … إلى مضابط الحوار

*يتبدّى سؤال لكل مراقب يرقب الموقف السياسي وهو أين هي الحركة الإسلامية الآن؟

– أعتقد أن هذا سؤالا ليست له إجابة محددة، إذا قصدت بسؤالك عن الالتزام الفكري فهناك أفراد ملتزمون بمبادئ الحركة الإسلامية، وهنالك العديد منهم موجودون ، أما إذا قصدت الحركة الإسلامية كتنظيم فهي موجودة وبأفرادها المنتظمين في التنظيم، وإذا قصدت التيار الإسلامي الحركي فهو موجود في أكثر من تنظيم.. إذًا الحركة الإسلامية موجودة في الساحة.

* ولكن أين هي سياسياً ؟

– الحركة الإسلامية سياسياً غيرموجودة، والذي تواضع عليه أهل الحركة الإسلامية هو أن يكون العمل السياسي يدار عبر منبر المؤتمرالوطني والحركة الإسلامية تقوم بالأشياء الأخرى الثقافية والتربوية والنشاط الإسلامي العام .

* لكأنك تقول هنا إن الحكومة الحالية مرجعيتها سياسيًا المؤتمر الوطني وليست الحركة الإسلامية؟

– نعم، هذه هي الحقيقة بلا شك.

* ولماذا هذا الاتجاه بإبعاد الحركة الإسلامية من السياسة؟

– بعدما ما أصبحت الحركة الإسلامية مسؤولة عن الحكومة في السودان رأت أن يكون هنالك تنظيم سياسي للحركة يقوم بمهامها السياسية، فكان قيام المؤتمرالوطني الذي يقوم بالمهام السياسية، ومما هو معروف فإن فكرة الحزب قديمة وكانت منذ أيام الجبهة الإسلامية القومية لكنها الآن تطورت قليلاً، ولكن الثابت أن الفكرة قديمة وهذا تفكير أصيل في أن تنشئ الحركة الإسلامية التيار الإسلامي العام في السودان وتحوله إلى حزب والحزب يصبح ذا برنامج سياسى .

* الواقع يقول بأن الحزب يسير وفق مرجعية الحركة الإسلامية؟

– أعتقد أن ذلك توصيف غير دقيق وليس واقعياً حتى…

* مقاطعاً … كيف؟

* الثابت أن الحركة الإسلامية لا تصدر قرارات ولا تضع مخططات ولا تضع استراتيجيات للحزب وللحكومة.

*هل كل من هو حركة إسلامية مؤتمر وطني؟

– بل كل من هو حركة إسلامية يعتبر مؤتمروطني

* تقوم الحركة الإسلامية بحراك اجتماعي ودعوي واسع هذه الأيام كمشاريع (الهجرة إلى الله وحرمة الدماء وقبلهما البنيان المرصوص)، كيف تنظر إلى هذا الحراك؟

– أعتقد أن هذه محاولة لسد ثغرات تكشفت من خلال تجربة العمل لأن المؤتمر الوطني أصبح مسؤولاً من العمل العام ولكن وسائل الحزب نفسها ونشاطه وحركته لم تغط كل مجالات العمل ولذلك رأت الحركة الإسلامية أن تبرز وتسد هذه الثغرات في حركة المجتمع .

* هذه الحركة المجتمعية نراها قد انتظمت كل الولايات كيف تنظر إلى مبادرة الحركة الإسلامية في المصالحة بين الرزيقات والمعاليا؟

– أعتقد أنها هي بداية ولا نستطيع أن نتنبأ بما ستصير إليه ولكن هي مجرد بداية وتأثيرالحركة الإسلامية لأنها كانت بعيدة عن مثل هذه المبادرات وأعتقد أن هذا العمل سيأخذ منا وقتاً حتى نجد قواعد نستند عليها ووسائل فاعلة يمكن أن نتخذها وأفكاراً حتى تساعدنا في الخوض في هذا التحدي الجديد عبر هذه المبادرة والتي تريد عبرها الحركة الإسلامية أن يتخطى أفراد المجتمع الخلافات والحروب القبلية والإثنية، فحرمة النفس وحرمة الدماء مقصد رئيسي من مقاصد الشريعة الإسلامية وثابتة بالنصوص الواضحة والأحاديث والأقوال الفقهية الكثيرة وتوليها الحركة الإسلامية رعايتها وتعطيها الأولوية، ومسؤولية سفك الدماء مسؤولية جماعية وأنه لابد من تخطي الحالة الموجودة بإجراء حوار داخلي نصبر عليه حتى الوصول الى التصافي والتآخي ويعود روح الإخاء بين كافة مكونات المجتمع.

*وماذا عن برنامج الهجرة إلى الله؟

– كانت الرؤية إطلاق الهجرة الى الله على البرنامج الذي يرتكز على حرص العضوية على الحضور والالتزام التنظيمي بالدعوة والتزكية والنشاط الاجتماعي، وإن كان البرنامج أشمل من التصور الموضوع، ومما فهمته من برنامج الهجرة الى الله أنه بمعنى أشمل وأكبر بما يتسق مع المشروع الإسلامي . ويشتمل البرنامج على برامج فكرية ودعوية وتزكوية واجتماعية وثقافية تهتم بالأدب والشعر والمسرح والإنشاد تستهدف كل المجتمع السوداني، والبرنامج مركزياً في المقام الأول ينطلق نحو المحليات والمناطق يشتمل على تحفيظ القرآن والدعوة وغيرها من الوسائل. فالحركة الإسلامية تسعى لجعل حفظة القرآن وأئمة المساجد قادة للمجتمع ويحملون العلم النافع، وتسعى بأن يكون المسجد شاملاً يقوم بالمهام الدعوية والتثقيفية والمجتمعية، وأن يكون مورداً للإصلاح بين الناس ويقود المجتمع إلى التعافي.

*حديثك الأخير حول تربوية الحركة واتجاهها نحو العمل التربوي يوحي كأنما الحركة أرادت العودة إلى (التربوية) التي كانت سبباً في انشقاقها الأول في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي بقيادة صادق عبد الماجد..؟

– يمكن أن يكون ذلك بصورة ما، ولكن ليس بهذا الشكل أعتقد أنه في الماضي كانت الحركة تواجه تحدياً فكرياً وعندما تكونت جبهة الميثاق الإسلامي كانت الحركة الإسلامية حركة تنظيمية، وكانت فاعلة ونشطة والتحدي الذي كان يجابهها في اعتقادي كان لحد كبير تحدياً فكرياً اكثر مما هو تحدياً عملياً.

*هذا يقودنا الى الحديث عن وحدة الإسلاميين، كيف ترى فرص تحقيقها؟

– أعتقد أن الوحدة مبدأ ثابت وهدف لأي عمل إسلامي وهذا اصلاً مبدأ موجود وإذا قصدت من سؤالك أن يأتي تنظيم جديد ويأتي بمن تركوا التنظيم الأساسي للحركة الإسلامية مثل المؤتمرالشعبي، فأقول إن هذا وارد من ناحية عملية وممكناً وهذه قضية لا أعتبرها شائكة، فقط الأمر يتطلب من الإسلاميين التحدث عن الأسبقيات في العمل والإجابة على الأسئلة الملحة وهي هل نتجه لعمل قرارات شكلية في قرار التوحيد أم إن المسألة تكون أعمق من ذلك مثل أن نبعث فكراً جديداً وتوجهاً جديداً واستراتيجية جديدة للعمل الإسلامي تستوعب المتغيرات الموجودة من حولنا، أنا شخصياً أحبذ البداية الفكرية ومن ثم الأشكال التنظيمية والتي أعتقد أنها مقدور على حلها.

*فيما سبق عانت الحركة الإسلامية السودانية كثيرًا من علاقتها دولياً كيف ترى هذا الملف الآن ؟

– العلاقة العالمية لابد منها وكما قلت لك بأن واحدة من اهدافنا بأن نجمع المسلمين في السودان أيضاً لدينا هدف عالمي وهو تجميع المسلمين على مستوى العالم في الأشكال العملية المعروفة وهي هدف ايضاً وهو أمر محقق الآن وقطعاً يوجد تواصل بيننا والحركات الإسلامية الأخرى والآن أضحى ذلك أكثر أهمية خاصة مع بروز جماعات إسلامية متطرفة وجماعات تحمل أفكار غريبة، لذا لا بد من العمل في الاطار العالمي في المرحلة الحالية لأن ذلك أمرًا مهماً.

* كيف ترى فوزالعدالة والتنمية في تركيا وماهي دلالاته؟

– نحن ننظر إلى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في تركيا باعتباره تجربة جديدة وتجربة حاولت الخروج من النمط التقليدي إلى نمط الحركة الإسلامية وأساليب عملها وهو حزب يعتمد على البرنامج السياسي ويحاول أن يجمع الناس على الفكرة الإسلامية ولكن ليس بطريقة مباشرة ولكن عملياً بسحب الناس من الأحزاب والتجمعات العلمانية والتجمعات فارغة المحتوى الى تجمع في النهاية له محتوى وطني وأنا أعتبرها تجربة ناجحة وما حققه حزب العدالة والتنمية في تركيا في الانتخابات الأخيرة له رمزية في أن غالبية من ذهبت أصواتهم إلى أحزاب أخرى شعروا بأهمية الاستقرار في تركيا وأهمية ان يضمنوا بقاء حركة العدالة في تركيا لأنها أثبتت وجودها وفاعليتها وقدرتها على مواجهة كل المشاكل التي تواجه تركيا وبذلك عرف الشعب التركي أن هذا ما سيضمن لتركيا مستقبلها .

*بالمقابل كيف تنظر إلى تجربة النهضة في تونس؟

– هي كذلك شبيهة بهذه والنهضة في تونس محاولة جادة جداً للتعامل مع الواقع بعيداً عن الشعارات ومحاولة لإيجاد برنامج عملى يأتي بنتائج وليس برنامجاً نظرياً والحركة الإسلامية في تونس تقول إن اسبقيتها الآن أن تتوحد تونس والمجتمع التونسي الآن موحد في البحث عن مخرج لتونس.

*هل تعتقد بأن الغنوشي قد أحرز تقدماً في هذا؟

– نعم أحرز تقدماً وإلى حد كبير وأصبح طرحه الآن لحد كبير مقبول لدى الناس، وفي السابق كانت واحدة من مشاكل الحركة الإسلامية أنها تريد تطبيق البرنامج الإسلامي قسراً على الناس، ولذلك فإن قطاعا كبيراً من الناس ظل يتخوف من هذه المسألة لكن الآن الحركة الإسلامية أثبتت عملياً أو تحاول أن تقنع الناس عملياً بأن هذه الفكرة لا يسندها العمل الإسلامي ولا يسندها التوجه السياسي.

* في اعتقادك أيهما أقرب للإسقاط الأمثل على أرض الواقع السياسي السوداني الأنموذج التركي أم الأنموذج التونسي ؟

– أعتقد أن الأمثل للممارسة السودانية أن يكون البرنامج السياسي برنامجا واقعياً وموجوداً ومرتبطاً بمشاكل البلد، وهذه مسألة مهمة جدًا وموجودة في الأنموذجين التركي والتونسي، ولكن السودان يظل في أن قضيته تتمثل في مشاكل السودان نفسها لذا مهم جدًا أن نجد لها الحل المناسب ولا بد من إيجاد المسار المناسب الذي نتخذه حتى نوجد نوعا من الوحدة في السودان ونوعاً من الأرضية المشتركة وأن تكون هنالك بيئة سياسية تمكن الناس من النظر إلى البرنامج الإسلامي نظرات موضوعية وأن يتعاملوا معه تعاملاً إيجابياً .

*هل يمكننا القول بأن التجربة المصرية والليبية بعد الربيع العربي وما تبعها من صعود نجم الإخوان السياسي ثم محاولات إطفائه يبرهن بعدم مقارنة التيارات الأخرى بالتيار الإسلامي ؟

– الذي حدث في مصر أنها تعرضت إلى عملية إجهاض ديمقراطي تم بتدخل من الخارج وتضامن معه التيار الموجود أصلاً في النظام السابق ونجحوا في ان ينقلبوا على الشرعية، والحركة الإسلامية في مصر اعتمدت على ثورة 25 يناير وبأنها ستكون مرجعية وستسير عليها الامور بانتهاج الخيار الديمقراطي، لذا فإنها قد أملت ذلك كثيراً وبنت عليه إلا أن العمل المضاد كان أقوى وأمضى مما أوجد الواقع الذي تعيشه مصر الآن، وما حدث في ليبيا هو ذات الشيء، ولم يكن هنالك مجال للحركة الإسلامية لتحكم في ليبيا ولم تفعل شيئاً وحين حاولت وجدت هذه الفئات تقف لها بالمرصاد وتسعى بكل ما أوتيت من قوة غير شرعية لإزاحتها عن المشهد السياسي الليبي، لذا لم يستقر الحال في ليبيا .

*كيف تنظر إلى مسيرة الحوار الوطني الدائر الآن ؟

– في اعتقادي أن بداية الحوار في حد ذاتها تعني إنجازاً كبيراً ويبدو أن فكرة الحوار الآن أضحت فكرة مقبولة لكل الاتجاهات حتى للذين لا يريدون حواراً، ولكن ومع ذلك تبدو قضايا سياسية تبحث عن حلول، لذا لابد من إيجاد أرضية مشتركة يمكن بموجبها إدخال أحزاب واقفة على الرصيف وكذلك الحركات المسلحة، لذا لابد للحوار الوطني أن يجد حلاً لهذه المشاكل حتى يصبح حوارًا شاملاً وجامعاً.

*كيف تنظر الآن إلى مستقبل الحركة الإسلامية؟

– والله يصعب التنبؤ حول ذلك، أنا لا أرى مشروعًا محدداً طرحته الحركة الإسلامية الآن، ما يحدث الآن مجرد أنشطة لتجديد الحياة.

*هل يمكننا القول بأن ما يحدث الآن هو تحقيق للمقولة (إنقاذ ما يمكن إنقاذه)؟

– نعم، هو إنقاذ للناس ومحاولة جادة في التفكير عن مصير الحركة الإسلامية ووجودها، ولذا تجدني أقول بأني حتى الآن لا أرى أي مشروع للحركة .

الصيحة


‫5 تعليقات

  1. كل من هو حركة إسلامية يعتبر مؤتمر وطني

    كل من هو مؤتمر وطني يعتبر حرامي لدي الشعب السوداني

    هدا يعني كل من هو حركة أسلامية يعتبر حرامي

  2. نعم هو انقاذ للناس ومحاولة جادة في التفكير عن مصير الحركة الاسلامية ووجودها ولذا تجدني اقول باني حتي الان لااري اي مشروع للحركة .انتهي) …………………لاتعليق اخي ربيع ……………………………..

  3. يا ابو القنفذ ……………استغفر ربك اليوم جمعه لا يمكن ان تعمم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!