رأي ومقالات

هذا الموظف يسيء لتلك الشركة العملاقة!


أخلاق المهنة او أدب المهنة هي مجموعة من القواعد والآداب السلوكية والأخلاقية التي يجب أن تصاحب الإنسان المحترف في مهنته تجاه عمله، وتجاه المجتمع ككل، وتجاه نفسه. أما توضيح المقصود بسلوكيات أو آداب المهنة تحديداً، فيقتضي أن نفهم «أن العمل المهني له مفهوم أوسع كثيراً من مفهوم الأداء الوظيفي»، فهو يتطلب قيام الإنسان بأداء التزامات معينة تجاه عدة أطراف، وليس فقط استيفاء الحد الأدنى الموكل إليه من أعمال من قبل رؤسائه، يقوم بها بشكل آلي، ثم يذهب إلى منزله في نهاية اليوم ويأخذ أجره المستحق في نهاية الشهر. إن هذا الأداء، على الرغم من أهمية القيام به على الوجه الأكمل، وبأفضل صورة فنية ممكنة في إطار الحصيلة العلمية التي اكتسبها الفرد أثناء سنوات دراسته، وكذلك الخبرة العملية التي تتراكم لديه مع تقدم الزمن، يمكن أن يدخل في إطار العمل الحرفي أو الوظيفي. ولكن إذا اعتبر الإنسان أن ملكاته تنحصر في هذه القدرات الفنية وحسب، فإن ذلك يُعد نقصاً في إنسانيته إن أخلاقيات المهنة هي فئة فرعية من منظومة الأخلاق بصفة عامة، والممارس لمهنة معينة يواجه أنواعاً خاصة من المشكلات ذات الطبيعة الأخلاقية، يتعين عليه أن يتعلم كيف يواجهها بشكل منهجي، ولا يعينه بالضرورة تدريبه ومعرفته بالمنظومة الأخلاقية للأشخاص العاديين على مواجهة مثل هذه المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة لها.
ومن أمثلة الأعمال والمواقف التي قد يواجهها المهندسون والموظفون في جهات عمل تقنية مربوطة بنظام آلي موحد يمكن اكتشاف أي خلل او عدم امانة او تجاوز اخلاقي يؤثر على العميل وصاحب العمل مثلاً – وهذه يمكن وضعها في إطار الأعمال غير الأخلاقية، والتي لا تتوافق مع الآداب العامة المقبولة للممارسة المهنية، كالحصول على أعمال بطرق غير أخلاقية مثل الرشوه والإصرار على (الرقعة) والأفعال التي يمارسها ذلك الموظف الذي تصر إدارة تلك الخطوط الأجنبية على أن يتولى زمام الأمور منذ زمن طويل، بل أصبح مربوطاً باسمها ويقترن اسمه بها وكأنها الأب الشرعي والقانوني، لذلك الموظف وللأمانة هذا الموظف يعرفه كثير من أصحاب الوكالات والعاملين في صناعة السفر، ويعرفة رجال الأعمال ومناديبهم لاسيما أصحاب المصالح الخاصة في مواسم السفر العصيبة كالإجازات المدرسية وخلافه، حيث يمارس الكثير من التفنن والإبداع غير الأخلاقي في حجز المقاعد آليا وسحبها من النظام الإكتروني المربوط بوكلاء السفر!! ولكن هناك من يجد لهم ما يطلبون وفي أي وقت يتمنون، واحتار في أن إدارة تلك الشركة العملاقة الأجنبية التي تحرص على وجوده رغم الكثير من الهمس والحديث الذي قد يكون طرق مسامعهم، وأتمنى ألا تتوافق حيرتي وظنوني للحقيقة، فكثير من الموظفين القدامى يؤثرون على كل الإدارات وإن تعاقبت وتغيرت في كل عام!! فأظن أن له طرقاً يؤثر بها عليهم!!.
وأحكي ما دعاني لهذا المقال، فقد تكررت أفعاله التي لا تمت لأخلاق المهنة بشيء، قبل خمسة أشهر تقريباً كنت في رحلة الى برلين لحضور مهرجان سياحي عالمي وحجزت على تلك الخطوط بدرجة رجال الأعمال. وبعد انتهاء المعرض قرر أعضاء الوفد الذهاب الى باريس بالقطار الذي لا تقل المسافة التي يقطعها عن 8 ساعات من برلين الى فرنسا ولظروفي الصحية اعتذرت وقررت العودة مباشرة الى الخرطوم، اتصلت على الموظف المذكور باعتباره (أهم زول) في تلك الشركة بمكاتبها في السودان (حسب الواقع)، وطلبت منه تعديل الزمن وقبل أن أكمل حديثي، قاطعني (ياريس داير لي جزمتين أديدس بوما مقاس 43) من ألمانيا لازم تجيبهم لي معاك واعتبر موضوعك منتهي وبعد عشر دقائق برسل ليك التعديل (مجان)، علماً بأني في المجال وعلى علم أن تعديل درجة رجال الأعمال والأولى مجان!! المهم أرسل لي التعديل وتوجهت مباشرة الى المطار لضيق الوقت ولم أتمكن من الذهاب لشراء طلب الموظف، في صالة المطار وجدت الحذاء المطلوب ولكن الواحد بمبلغ كبير جداً يزيد عن 90 يورو أي ما يقارب الـ150 دولار يعني الاثنين 300 دولار، ولم أكن جاهزاً، لذلك وجدت حذاءً يتوافق مع ظرفي واشتريت له هدية مبسطة وكرفتة راقية، وصلت مكتبي وأرسلت له الهدية التي كنت أحسب أنها مقبولة له. ولكن واستلمها من المندوب وبعد ساعه أرسل لى مندوب ومعه الهدية شاكراً ومقدراً لي عن عدم تلبيتي لرغبته وكأنه يطالبني جبراً أن أنفذ ما طلب!!! اتصلت عليه وتحدثت معه حديثاً طويلاً فيه كلام الخير والإيمان ونصحته بأن ما يمارسه مع عامة الناس البسطاء لا يتناسب مع أخلاق المهنة وإننا على علم بأنه موظف (دنى) وبحب (الغمتة) وبتاع حركات وكل شيء عندو بمقابل، ولكن أنا مدير أحق بالكرم والتقدير وبالقانون المتعارف عليه بيننا مع كل خطوط الطيران و لأني وكيل لتلك الخطوط الأجنبية!! اعتذر بلطف وسعى لإنهاء الأمر لأن ما حدث كنت انوي أن أقدمه شكوى الى رئاسة تلك الشركة في بلدها وليس مديرها الإقليمي بالسودان الذي يعلم بكثير مما يحدث وهو صامت برضا تااااام!! تكرر الحدث بعد تلك المدة والإيفاء بوعدي لإخوة كرام احترمهم بأن ينتهي هذا الأمر، ولكن اليوم تأكدت بأن(مرمي الله ما بترفع أبداً). أرسلت مندوبي لتعديل تذكرتين وأخذ معه مبلغاً للاحتياط، وقابل نفس الموظف وقام بالإجراء واستلم منه مبلغ 60 دولاراً للتعديل رغم أن المبلغ المفترض أن يسدد لحسابات الشركة 30 دولاراً فقط!! واستلم منه المبلغ فى الكاونتر ورفض أن يعطيه إيصالاً بذلك!! عاد المندوب وعلمت بعد اتصالي بأكثر من جهة لها خبرة بذلك العمل وأعطيتهم رقم التذاكر وتم فتحها وتأكدوا بأن الرسوم30 دولاراً فقط. واتصلت عليه مارده، وأرسلت له رسالة بذلك وطالبته بسرعة رد المبلغ او توضيح الأمر بعدم تسليم مندوبنا الايصال الرسمي من حسابات تلك الشركة العالمية للطيران التي تعمل بنظام عالمي؟؟ اتصل علي في هاتفي الخاص وبدا يتحدث حديث لا قيمة له عندي!! فهذا الموظف يسيء لسمعة تلك الخطوط ويتضرر من خلفة كثير من العملاء والمسافرين البسطاء خاصة الذين يقصدون مكاتب تلك الشركة بلا وكيل سفر!! إن تعامل ذلك الموظف لا يمت بصلة للطريقة الجاذبة والمتطورة التي أصبحت تدرس في فن التعامل مع الجمهور، وعلى تلك الشركة المعروف تاريخها في السودان أن تعي أن ما تمارسة في كثير من سياستها في سوق العمل الاستثماري سيقابل بوقفة ومقاطعة، وعليها ألا تقتر في الكم الهائل من العملاء، وعليها بعدم قبول الضمانات في نظام الـ ( بي اس بي) والاصرار على الضمان الخاص وسحب طائراتهم من النظام وعدم اتاحة الفرصة لكثير من الوكالات التي لم تكمل خطابات الضمان باجراء أي تعديل او حجز عبر مكاتبهم، فكل ذلك في تقديري ظلم واضح واستبداد وتعالٍ وحقارة لا نتستغرب في أن يمتد كل ذلك بتصرفات ذلك الموظف المعروف الذي يدمر العلاقة بين تلك الشركة العملاقة وزبائنها الكرام بفضل تلك التصرفات غير المقبولة ولا تناسب آداب المهنة وسلوكياتها، ولدينا الكثير نحتفظ به بالواقع والشهود كإشارة حمراء نرسلها للمدير الإقليمي بالسودان لمعالجة تلك القضايا واستيضاح ذلك الموظف وإيقاف ممارساته السيئة تلك، ومراجعة سياسات العمل والحرص على علاقة العمل بالشركاء الآخرين.

بدر الدين عبد المعروف الماحي
الانتباهة