صلاح احمد عبد الله

بالمجان.. فقط !؟!


(1)
* غلاء الأسعار.. ضارب في جميع الاتجاهات.. الشتاء بدوره يطرق الأبواب.. موسم الطماطم والدكوة.. والبصل الأخضر وزيت السمسم.. ولكن الحال كما هو.. جهزنا باقي البطاطين القديمة.. وفنائل الصوف العتيقة المتوارثة كابر عن كابر.. بعضها أصبح كشباك الصيادين.. كل شيء غالي الثمن في هذه البلاد.. عدا المخلوق الذي اسمه (المواطن).. يعاني ويعاني.. من أشياء يطول شرحها.. والطامة الكبرى انتشرت الأمراض.. أخطرها وبكثرة السرطان.. والفشل الكلوي. أما الأطفال فيموتون عند الولادة.. أو في سنوات الصغر.. والسبب سوء التغذية.. ليس في أماكن الحروب فقط.. والمعسكرات.. اللاجئين أو النازحين.. حتى في العاصمة الكبرى (القذرة).. وحكومتها تضع يدها على خدها وتنظر.. وتنتظر .. لا ندري ماذا؟
* تفشل في مسلسل مستمر منذ تعيينها.. وتسميتها بحاكمها وطاقمه.. وكل أطقمهم منذ أكثر من ستة أشهر.. زائداً فترة (الخضر).. الذي خرج وكأن شيئاً لم يكن.. ليتسنم موقعاً آخر.. السرطان ينتشر.. والأخبار تقول إن (65%) من المسجلين منتظرين في قوائم العلاج.. توفاهم الله.. وأن الأجهزة معطلة منذ (5) سنوات.. يقولون إن توقف الأجهزة لمدة (72) ساعة تعني الوفاة للمريض..!؟!
* التفاصيل أتتنا بها الأستاذة العزيزة الابنة (ندى رمضان).. وهو مجهود مقدر لمعرفة الحقيقة.. حقيقة الموت المجاني في هذه البلاد.. فقط نريد أن نعرف لماذا يحاول بعض الكبار إخفاء الحقيقة.. ابتداءً من (مطمورات) سد مروي.. ويقولون إنها جرادل بوهيات؟؟!!.. إلى تلك المبيدات الزراعية الفاسدة التي وجدت كما تقول الأخبار (مطمورة) في حوش وقاية النباتات بمدينة سنار.. وإن زئبق المعدنين لوث الأجواء والأرض في أماكن البحث عن الذهب.. الذي أصبح (ملهاة) للكثير من الشباب.. بعيداً عن الواقع.. ويقال إن تأثيره (أبلغ)
عند بحيرة النوبة بدليل الأسماك النافقة التي بدأت تظهر على سطح الماء..؟!!
* إذاً.. السرطان انتشر.. والفشل الكلوي أيضاً.. والعلاج غير متوفر بنسبة كافية.. لمواطنين هدهم طول المسير في البحث عن المستقبل..!!
* وكيف يكون المستقبل.. والبلاد تتناقص من أطرافها.. وتشتعل النيران في الكثير من أجزائها.. مواردها الأساسية مهدرة.. وبنياتها الأساسية محطمة.. أو مباعة.. أو مهملة.. وإنسانها الطيب يضرب في أركان الأرض يبحث عن الكرامة.. قبل وسائل الأمان والمعيشة!
* ونكرر.. الموت المجاني ينتشر .. ليس عن (فقر) البلاد.. أو الإنسان.. ولكن بسبب (إفقار) البلاد.. وإفقار الإنسان.. ولذلك صارت الثروة المنهوبة من موارد البلاد في يد (طبقة) سارعت بلملمتها في خزائنها.. وحتى في غرف نومها.. تصاحبهم في ذلك سلطة ونفوذ.. وسياسة أتى بها الحزب الحاكم.. بعد أن أفرغ البلاد وكل مفاتيح الدولة من مخالفيهم في الرأي.. بدعوى أنهم مخالفوهم حتى في الدين.. وكأنما أتوا لتفتيش قلوب الناس.. بعد أن فتشوا الدور.. والدثور.. وما بداخل (الجيوب)..
* ومستشفى الأورام بالخرطوم العاصمة.. يموت (65%) من المرضى قبل العلاج.. لتعطل الأجهزة.. ماذا ينتظر وزير الصحة الولائي.. أو الاتحادي.. أو حتى حاكم الخرطوم وكل طواقمه التي أتى بها.. ومجلس الوزراء الاتحادي.. والبرلمان القومي.. وكل برلمانات الولايات وحكوماتهم.. ماذا ينتظرون من الموت المجاني لشعبهم.. الكثيرون هاجروا وتركوا البلاد.. وجزء كبير منهم (مرضى) نتيجة سياسات خاطئة.. وأطماع شخصية.. ومعارضة تخاف حتى من ذيل الكلب.. وظلاله.. ومعارضة مسلحة (عنترياتها) على فقراء أهلها.. والجميع يعيش في رغد من العيش في عواصم العالم وفنادقه الفخمة.. (والبعض) يقبل بالفتات.. فتات موائد شارع المطار..
* فيا قوم.. يا من تحكمون باسم المشروع الحضاري.. وأنتم أدرى الناس بماذا فعلتم به.. خلال أكثر من ربع قرن.. شعبكم (مريض).. ويموت والكثيرون يجوبون مشافي العالم.. للعلاج من التخمة.. تخمة الشبع.. والمال والسلطة..!!
* لا نقول لكم.. ماذا تنتظرون؟.. والرحيل صعب عن عسل السلطة خاصة بعد أن تمددت هذه السلطة والثروة الى أجيال تالية..!!
* ومثلما للصبر حدود.. للفجر ضياء ونور..
* والشباب ما يزال.. بألف خير.
الجريدة


تعليق واحد

  1. ما خليت شى ابدا ابدا و لكن الاماتة تقتضى ان تذكر ان النائب الاول زار المستشفى و دعمه ب 3 مليون دولار فقط واجبكم كصحفيين متابعة قرار السيد النائب هل وزارة المالية تجاوبت ام لا ؟؟ لان كثير من القرارات تكون حبر على ورق