حوارات ولقاءات

مساعد رئيس الجمهورية ورئيس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين إبراهيم محمود حامد لبرنامج (فوق العادة).(…) هذه ثلاث قضايا لن نتنازل عنها في أديس أبابا


هنالك صوت آخر يقول أنكم جلستم للتفاوض نسبة لضغوط مورست عليكم من المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي، لكنكم تتشددون في المواقف حتى تفشل المفاوضات بشكل تلقائي؟
بالعكس لم نتشدد، وبشهادة الآلية فان الوفد السوداني كان عملياً أكثر، مثلاً نحن قلنا أن المساعدات الإنسانية تصل لأي شخص فقط ليس عبر جنوب السودان.
لماذا؟
لأن هذا مدخل السلاح وجنوب السودان يغاث من السودان، وواضح جداً ان لديهم غرضاً، ومنطقهم ضعيف، والأعذار التي ذكرها ياسر كانت مضحكة، وقال أن المواطنين في مناطقهم لا يثقون في أية أغاثه من السودان، وهذا كذب، لأن الغذاء يذهب من السودان للجنوب ولمناطقهم، وأمبيكي قال لهم بان نحدث الأمم المتحدة لتقديم الغذاء، وطبيعي جداً ان نطلب أن تأتي الإغاثة من السودان، والجنوب أساساً ليس لديه ميناء، ووافقنا على التنازل من حقنا وقلنا أن الأمم المتحدة هي التي تقدم المساعدات للناس، والشق الثاني أن تكون سيادتنا على حدودنا الدولية موجودة وانتشار قواتنا المسلحة هنالك وهنالك. أشياء محددة كانت المشكلة، وفي الشأن الإنساني الطرفان متفقان وأردنا نقل الاتفاق الآن والتوقيع عليه، وكان واضحاً أن لديهم أهداف اخرى غير التفاوض.
هل فعلاً امبيكي غاضب من المواقف الحكومية، وبالتالي أصبح الآن أقرب لمسار الحركة الشعبية؟
هذا غير صحيح لأن امبيكي تم اختياره من الحكومة السودانية ونحن نثق فيه، وهو يعلم ذلك وحدثت مشكلة المرة الماضية، حيث حصل اجتماع مناديب من لجنة (7+7) مع عقار والصادق المهدي وتم التوقيع على اتفاق لتسهيل دخول الحركات للحوار الوطني، وطلبوا اجتماعاً آخر أثناء الانتخابات، ونحن كنا موافقين عليه، لكن بدل أن يذهب الوفد السابق حشدت الحركة ثمانين جهة منها المسجلة كمنظمات مجتمع مدني في كينيا، واعتراضنا أننا قلنا أن التفاوض من أجل النقاش حول إجراءات تمكن الحركات المسلحة والصادق المهدي من الدخول للحوار، هذا امر مختلف، ولم نأت للاجتماع وهذا احدث غضبه.
لماذا اتهم حسين حمدي عضو الوفد الحكومي المفاوض الآلية بأنه انحازت لجانب الحركة في بعض المواقف؟
هذا حديث به تحريف كبير لحديث حسين حمدي، نحن قدمنا ورقة والحركة أيضاً والوساطة دمجت الورقتين، وقامت بعمل تصريح أن ورقة الوساطة في مواقفها أقرب لمواقف الحركة الشعبية ونقل خطأ.
النقل تم من قبل من؟
من قبل الحركة بواسطة (سودان تربيون) والتسجيل موجود، وأننا لم نتحدث عن امبيكي ولكن الخبث من ياسر عرمان قبل الاجتماع أثار الأمر، وقلنا له: انت لست محامياً للآلية، ولكنه أراد استغلال الحكاية ولكن لم يأت لنا شعور بأن الآلية غاضبة.
لكن عودتك المفاجئة للخرطوم أعطت شعور بفشل التفاوض؟
المفاوضات كانت ماشة كويس، واتفقنا على أن الشأن الإنساني يتم مثلما كان في الاتفاق الماضي، والإغاثة عبر الحدود غير منطقية، وامبيكي قال أن هذا الأمر لا يتم عبر دولتين وأثيوبيا رفضت السماح بتقديم الإغاثة إلا بسماح الحكومة.
ثلاث قضايا يمكن للحكومة أن تتساهل وتقدم بعض التنازلات فيها؟
أكثر من أننا وافقنا على تقديم المساعدات عبر الأمم المتحدة هذا تنازل عن سيادتنا، وعندما نجلس مع حركة متمردة ونتحاور معها ونتعامل معها كجهة سياسية وهي خارج عن القانون ونحن تنازلنا عن أشياء كثيرة لتحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد.
أخطاء حدثت في اتفاق نيفاشا وليس لديكم الاستعداد لتكرارها في أي اتفاق قادم؟
اولا التنازل عن سيادة السودان، وجلب العون الانساني عبر دولة اخرى لأنه كان السبب الرئيسي في استمرار التمرد، وتم قبض منظمات تنقل السلاح للمتمردين في تلك الفترة، والقضية الثانية انه لا يمكن ان نقبل جهة تحمل السلاح داخل الدولة غير القوات النظامية وأن تفرض الآراء والمكاسب السياسية بالقوة.
إذا مضت مجريات الحوار باتفاق على تشكيل حكومة انتقالية، هل ستلتزمون بذلك؟
طبعاً، الرئيس كان واضحاً جداً، وقال انه ملتزم بمخرجات الحوار (ما عندنا مشكلة) لكن نحن سنطرح رأينا بقوة ونحشد الناس لرأينا وهذا حقنا بمثل ما هو حق للآخرين مطالبتنا بالاستقرار بمنطقة لا تعني أننا نريد احتكار السلطة.

صحيفة السوداني