تحقيقات وتقارير

هل إنتهت مقولة: (البركة في أولادنا)


أجبرت أن تترك دراستها بعدما توفيت والدتها في سن مبكرة تحملت أعباء المنزل بكامله لأنها الأكبر سناً مقارنة بإخوتها أصبحت الأم البديل لهم، أعانتهم سهرت على تعبهم وكانت تعينهم في واجباتهم بالقليل من العلم الذي تجرعته والدها شعر بأنها عودها أخضر ويجب أن تستغل بنفسها فزوجها لإبن أخيه لم تقف ضد رغبة أبيها في الإرتباط والزواج لكنها إشترطت عليه أن تواصل دراستها وتنال الشهادة الجامعية وافق على شرطها لكن إذا أحس بتقصير في إلتزاماتها المنزلية لن تقف قوة أمامه في منعها من الدارسة كانت أمام تحدٍ أمام نفسها قبل أن تتحداه، تضاعف جهدها بعد إنجابها طفلين أكملا سن الخامسة أصبحت تذاكر دروسها ودروس أبنائها إلى أن نالت الشهادة الجامعية والآن تشغل منصب لا يستهان به.

إن الإصرار والعزم على فعل شيء لا يثنيه شيء غير الإستسلام والتراجع اللذان يمثلان المهدد الحقيقي للنجاح يحدث أن أمر طارئ يعيق حركتك لكن التشبث والإصرار على نيل المطالب هو المحرك والدافع كثرة في الآونة الأخيرة فكرة مواصلة المشوار في السلم التعليمي للجنسين لكن شريحة الأمهات كان لها الأثر الأكبر في فكرة التناول والتطرق لها بإعتبارها المحرك الرئيسي لكل أسرة ومنزل إذا نظرنا لها من زاوية الأعباء التي تقع على كاهلها، فكيف لها أن تتوفق في دراستها وتدرك أن الثانية تتطلب صفاء الذهن والتركيز لكن يوجد دائماً الطموح الذي يكسر كل الحواجز والمصدات لتحقيق الأهداف.. (السياسي) أرادت أن تستطلع بعض الآراء حول هذه القضية:

كانت أول من أخذنا رأيها بهذا الشأن الخالة بخيتة خضر قائلة: طبعاً زمان البت بدوها ود عمها وبتمرق من المدرسة ونسبة للحياة والمسئولية لا تتجرأ إحداهن على هذه الخطوة الجرئية وأذكر لدي زميلة كانت معي بالمرحلة الإبتدائية وتزوجت مرغمة رغم تفوقها في الدراسة لكنها واصلت بعد الزواج والآن تعمل بإحدى المؤسسات المرموقة هي إجتهدت ونالت نصيبها لكن نحنا عرسنا وقعدنا في البيت (البركة في وليداتنا).

وفي ذات السياق كانت الأستاذة جواهر عثمان إبتدرت حديثها قائلة: إذا أجبرت إحداهن على ترك الدراسة والزواج إذا كانت لها الرغبة يجب أن لا تتنازل وأن تحارب كل الظروف لتحقق مآربها.. وأضافت: المرأة بطبعها (شيالة الثقيلة) ولا بأس من القدوم في مشوارها نحو خططها المستقبلية وختمت حديثها الطموح لا يعرف المستحيل والحواجز يريد فقط منا الإصرار مهما حدث.

وكان هناك رأي آخر للأستاذ عمر حجازي قائلاً: المرأة دائماً ما تقف وراء كل رجل سواء كان زوجها أو والدها وتدعمه، فما المانع أن يقف الرجل بجانبها ويجعلها تواصل سلمها التعليمي؟، فقط يوفر لها بيئة تساعدها على الوصول لما تريد ولا تنسى واجبها كأم ومربية لكن لا مانع من جعلها تحلم وتحقق احلامها هو جزء قليل يمكن أن يمنحه إياها.. وأضاف: يرجع هذا الأمر عموماً لشخصية الرجل الذي ترتبط به هل سيتفهم هذا الأمر أم لا وهو يعينها أم يوافق وبعدها يضع العراقيل أمامها ويعيقها فقط ليثبت لها أن لا تستطيع أن تفعل شيئاً وهذا الأمر يرجع أيضاً لثقافته وإستيعابه.. وختم حديثه قائلاً: يمكن لها أن تساعده في المعيشة نسبة لظروف الحياة التي أصبحت قاسية تعينه بذلك إذا نظر إليها بعين العقل وعموماً الوضع أصبح صعباً ولا مانع في أن تشارك في المعيشة.

لكن لكل قضية رأي آخر للحاجة بتول الحاج قائلة: الواحدة إذا جاها عدلا أحسن تربي الأولاد وتعوض فيهم، بكرة بينفعوها، نحنا أهلنا مرقونا من المدرسة زمان والحمد لله أولادنا مرقوا دكاترة ومهندسين وأضافت: (المرة لو قرت القانون مصيرا الكانون).. أحسن من تجهجه العيال، التربية أهم حاجة وما مشكلة لو ما كملت التعليم تعوض في أولادها.

السياسي