حوارات ولقاءات

رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة العدل والمساواة في حديث الصراحة والوضوح :لا نرفض مبدأ الحوار لكننا ضد (عزومة المراكبية)


لا نرفض مبدأ الحوار لكننا ضد (عزومة المراكبية)

لا نقبل بالحلول الجزئية ونريد للحرب الأهلية أن تنتهي

نحن آخر من يصر على القتال لأننا نعرف تبعاته ومراراته

للأقاليم المتأثرة قضايا خاصة لابد من مخاطبتها قبل أن تنفجر

البلاد مقبلة على فجر جديد لكن علينا أن لا ننتظر معجزة تهبط علينا من السماء

الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية رئيس الجبهة الثورية رجل لا يتعاطى مع الأحداث بردود الأفعال وهو هادئ الطبع ومحب للوضوح والصراحة ومرحب بالإعلام والصحافة رغم مشغولاياته واجتماعاته الكثيرة وعندما طلبنا منه إجراء هذه الحوار معه لم يتوانَ ولم يضع لنا موعداً مسبقاً بل قال بصدر رحب أهلاً بكم وسهلاً وقد أتاح لنا الفرصة للجلوس إليه وطرحنا له جملة من الأسئلة عن الأوضاع في الجبهة الثورية السودانية وكذلك تطرقنا معه إلى الوضع في الساحة السودانية عامة في ظل ما يشهده من إحتقان وخلافات وصراعات.. فماذا قال:

*بداية نشكرك على إتاحة الفرصة لنا والإجابة على أسئلتنا في هذا الحوار الذي ينتظره الكثيرون؟

-شكراً لك إبننا أحمد ولقرائك الكرام.

*ماذا جرى ويجري في الجبهة الثورية السودانية؟

-الجبهة الثورية كيان إئتلافي قام على مبدأ التساوي بين أضلعه وتداول الرئاسة فيه بصورة دورية كل عامين على أن يتم التوافق على من يخلف الرئيس القائم.. وحيث إستعصى التوافق بين التنظيمات التي كان عليها التنافس الرئاسة فيما مضى من عمر الجبهة بقيت الحركة الشعبية على رأس الإئتلاف بصفة قائم مقام إلى حين حل إشكال التوافق.. وعندما وصلت الأطراف المعنية إلى التوافق، صعب على الحركة الشعبية التخلي عما ألفته عن طواعية فإضطر الناس إلى اللجوء إلى إعلان رئيس جديد خلفاً للرئيس القائم مقام الرئيس.

*هل مازالت الجبهة الثورية متماسكة وقوية كما كانت منذ تأسيسها؟

-في الأساس لا تخلو الكيانات الإئتلافية من تنازع لأنها تجمع بين كيانات مستقلة وبعضها متقاطعة في الرؤى والمواقف.. والخلاف في الجبهة الثورية خلاف تنظيمي في إدارة وإعمال مواثيق وتنفيذ عهود، ولم يكن خلافاً في الأهداف أو الرؤى أو البرامج أو الوسائل.. ورغم أنه يصعب إدعاء التماسك الكامل مع الصراع على القيادة تبقى المبادئ ثابتة تنتظر إستواء سفينة القيادة على الجودي.
*البعض يتساءل هل خرجت الحركة الشعبية من الجبهة الثورية؟

-لم تعلن الحركة الشعبية رسمياً خروجها عن الجبهة، ولكنها رفضت تسليم الرئاسة إلى الرئيس الجديد وفرزت عيشتها ومن شايعها إلى حين إشعار آخر.

*هل لديكم تواصل ونقاشات مع قيادة الحركة الشعبية بعد الخلافات التي حدثت؟

-لم تقع القطيعة الكاملة، ولكني أجد عنتاً في تسمية العلاقة القائمة علاقة تواصل وحوار.

*ألا ترى بأن مثل هذه الخلافات قد تؤثر على مسيرتكم في الجبهة الثورية وتمثل خيبة أمل؟

-بالتأكيد لم يكن منتظراً من الجبهة الثورية السودانية التي علق عليها الجماهير السودانية الآمال العراض أن تنحو هذا المنحى وتتسبب في تعميق إحباطات الشعب، ولكن كثيرًا ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. وأرجو أن نوفق في تحويل الخيبة العارضة هذه إلى أمل ورجاء كبيرين.

*ولكن هنالك تسريبات تتحدث عن أن الحركة الشعبية ذاهبة إلى الخرطوم بصفقة عقدت باليل؟

-في أجواء الخلاف تكثر الإشاعات ويجتهد الناس في البحث عن تفسير لمواقف لا يجدون لها تفسيراً معقولاً كموقف الحركة الشعبية من تسليم الرئاسة للرئيس الجديد، ولكن لم تبلغني مثل هذه التسريبات، ولا علم لي بصفقة من هذا القبيل وأستبعدها كثيراً، لأنه من الناحية المنطقية أيسر على الحركة الشعبية عقد مثل هذه الصفقة عندما كانت على سدة قيادة غير متنازع عليها، والنزاع في القيادة لن يجعلها أكثر بهاءً حتى يتدافع الخُطّاب عليها الآن.
*ماذا سيحدث للجبهة الثورية إذا خرجت منها أحد أضلاعها الأربعة؟

-الجبهة الثورية جسم مضلع وخروج ضلع أمر لا يدعو إلى الفرح أو التفاؤل، كما أن الواقعية في العمل السياسي لا تجعلنا ننصب سرادقاً للمناحة. فدوام الحال في الرمال السياسة المتحرك دوماً من المحال، وفي هذا اختبار لقدرة الكيانات المكونة للجبهة على التكيف والتطور، وعسى أن يكره الناس شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

*هل يمكنك الإطمئنان على أن ليس هناك قلق على تماسك الجبهة الثورية؟
-لا أستطيع أن أكذب على الشعب السوداني وأقول له إن الجبهة في أحسن حالاتها وهي ليست كذلك. ولكني أستطيع أن أقول لهم إننا على عهدنا معه باقون، ولن نتغير أو نتبدل أو ندير ظهورنا على مطالبه المشروعة، ولن نكلّ من السعي في توحيد المعارضة في الأطر المختلفة مهما كلفنا ذلك، لأن خيار الوحدة خيار إستراتيجي غير مرتبط بالمصالح الآنية.
*لقد تمت دعوتكم لمائدة الحوار في الخرطوم إذا لماذا تغيبتم؟

-نحن من حيث المبدأ مع الحوار الحر المتكافيء المنتج وضد (عزومة المراكبية). المؤتمر الوطني رسم خريطة قصره الرملي الذي أسماه (حواراً)، وإبتاع مواد بنائه وحدد مقاوليه وبنائيه وعماله، بل وحدد الصورة النهائية للديكور والأثاث، ويريدنا أن نأتي ضمن الفرّاجة وندعي أننا شركاء في المبنى وهذا أمر لا يستقيم منطقاً ولا عرفاً. نحن أعلنا منذ فبراير 2014 رفضنا لمبدأ الالحاق أو الإسترداف، ولن نكون شركاء في حوار لسنا أصلاء فيه ولم نسهم في تشكيله ووضع الأسس له.
*أليس هذا يعطي إشارة سالبة على أنكم مصرون على القتال؟

-نحن آخر من يصر على القتال لأننا نعرف معنى القتال وتبعاته ومراراته. ولن يطلب الحرب إلا الذي لا يعرف عن الحرب شيئاً. ولكننا في ذات الوقت لا نستطيع المشاركة في حوار غير مؤهل لإحداث تغيير بنيوي في معادلة حكم البلاد التي أوصلتنا إلى حافة الإنهيار وعوضاً عن ذلك يعيد إنتاج الأزمة بشرعية ومساحيق زائفة.

*هل ما زلتم في موقفكم الذي رفضتم فيه الحلول الجزئية؟
-بالتأكيد! سنظل نرفض الحلول الجزئية لأنها برهنت بالبيان العملي أنها عاجزة عن حل المشكل السوداني، وأثبتت أنها تعقد الحلول وتزيد من معاناة المواطنين وهتك نسيجهم الإجتماعي وترفع من مستوى الإحتقان السياسي. وهذا لا ينفي أن للأقاليم المتأثرة بالحرب قضايا خاصة تحتاج إلى مخاطبتها بطريقة جادة وعادلة حتى لا تروح في الزحام وتكون قنابل موقوتة تنفجر بصورة أكبر في المستقبل المنظور. نحن نريد للحرب الأهلية في السودان أن تنتهي إلى غير رجعة ولن يتحقق لنا ذلك إلا إذا خاطبنا جذور المشكل السوداني ووصلنا إلى سلام عادل وشامل يرسي دعائم الإستقرار والنماء والحكم الرشيد.

*ولكن النظام مازال لديه هذه الخطة ويصر عليه؟

-لسوء الطالع من أسكرته السلطة يسهل عليه التفرعن وإدعاء المعرفة المطلقة، ويصعب عليه النظر في غير مرآة نفسه أو القبول بالنصح بدلاً من التأليه والتمجيد. وإن كان في نفس النظام شيء من الوطنية الحقة أو وازع من ضمير لإتّعظ بالاتفاقات الجزئية الكثيرة التي وقعها مع الكثير من الأطرف ولم تحقق غير فصل الجنوب وإستمرار الحروب في كل أركان البلاد. الحلول الجزئية لا تفيد حتى النظام الذي يسعى دوماً للإنفراد بأضعف الشركاء لأن الذي يريد أن يصارع الأقوياءً لا يتأهل لذلك بمصارعة المقعدين وأنصاف الرجال.
*إذاً ما هو خطوتكم التالية في ظل مرواغة النظام في القبول بالحل الشامل؟

-كل الخيارات عندنا مفتوحة وعلى رأسها خيار الإنتفاضة الشعبية العارمة التي تسقط النظام إذا أصرّ النظام على رفضه للحلول السلمية العادلة الشاملة عبر التفاوض في منبر أديس أبابا وعبر حوار حر متكافئ يتواضع الجميع في التأسيس له وفي إدارته وضمان تنفيذ مخرجاته.

*هل بإستطاعتكم حماية الشعب إذا خرج إلى الشوارع وواجهه النظام؟
-لا أريد تناول خطط حماية الإنتفاضة الشعبية في وسائل الإعلام، ولكننا لن نألو جهداً في القيام بما يلينا من مهام في عملية الإنتفاضة، والشعب قادر على حماية نفسه بوسائل مبتكرة.
*البعض إستنكر بشدة ما قامت به الحركة الشعبية وطالبوا بإخراجها من التحالف فماذا أنت قائلاً؟

-نحن لا نطالب بخروج أحد من تحالف الجبهة الثورية السودانية، بل ندعو الجميع للبقاء في الجبهة والإنضمام إليها مع الإلتزام بعهودها ومواثيقها بتجاوز حظوظ النفس والتنظيم الضيقة.
*كيف ترى مستقبل السودان في ظل ما يشهده من إحتقان وتوتر شديد؟
-ما ضاقت إلا لتفرج؛ والبلاد مقبلة على فجر جديد ومستقبل واعد. ولكن يجب ألا ننتظر معجزة تهبط علينا من السماء، أو مهدي منتظر يملأ لنا الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جوراً. يجب أن نعي بأننا نحن الذين ينتظرهم التغيير لا سوانا، وأن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. وعلى كل منا أن يفهم أن التغيير لا يتم إلا به وبسد الثغرة التي هو عليها من غير تواكل أو تفريط.
*هل هناك أمل لإستعادة الدولة السودانية؟

-لا شك أن الأمل موجود وأن لدولة الظلم نهاية لا محالة، ولكننا مطالبون برعاية هذا الأمل بالبذل والعطاء والتضحية حتى يرى النور في أقرب وقت فقد دوى النداء وحق الفداء.
*هل هنالك تواصل ونقاشات بينكم وبين قادة القوي السياسية في الداخل؟
-بالتأكيد! نحن على إتصال دائم بقادة القوى السياسية في الداخل وأينما كانوا، ونخاطب الحشود الجماهيرية التي يتولون تنظيمها إستغلالاً لفرجة الحريات المحدودة المؤقتة، وذلك لإيماننا القاطع بأن ما نقوم به من عمل في ساحات المعارضة المسلحة والمحيط الإقليمي والدولي جزء أصيل ومكمل لما تقوم به القوى السياسية في الداخل ولا يستغنى أي منهما عن الآخر وإلا كان عمله ناقصاً.

*هناك أخبار تتحدث عن عودة عدد من الأفراد إلى الحركة بعد أن خرجوا عنها وذهبوا إلى الخرطوم.. ما مدى صحة هذه الأخبار؟
-باب العودة إلى رحاب حركة العدل والمساواة السودانية مفتوح بعد الإعلان عن العفو العام عن الذين خرجوا على الحركة متى ما عادوا إليها، وعفونا الذي أعلناه صادق ليس فمرحباً بكل من إستبان الحق وعاد إلى موقعه بين المناضلين الشرفاء.

*ما هي رسالتك التي توجهه إلى الشعب السوداني؟

-نقول لشعبنا الأبي أنه موعود بخير عميم رغم الضنك والمسغبة والكبت الذي يعيشه، وأن بعد العسر يسر، وأن الفرج يولد من رحم المعاناة. ولكن علينا جميعاً العمل من أجل تغيير واقعنا الذي لا يسر حتى العدو، وعدم الركون إلى التواكل وتمني وقوع المعجزات. أقول لأهلي الصابرين على ما هو أمر من الصبر في معسكرات النزوح واللجوء تجمّلوا بالمزيد من الصبر، فما تبذلونه هو مهر الحرية والعدل والمساواة لأجيال السودان القادمة. وأقول لشبابنا في الشتات والمهاجر تسلّحوا بالعلم وإنهلوا من خبرات الأمم التي سبقتنا في مضمار التقدم لأنكم أنتم المعنيون بالتغيير الحقيقي بعد ذهاب النظام. وأقول لنساء الحركة ورجالها أنكم تصدّيتم لمهمة وطنية عسيرة لا يقوى عليها إلا من أُوتي حظاً وافراً من الصبر والإقدام والاستعداد للتضحية.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

\\\\\\\\

\\\

هوامش

الجبهة الثورية جسم مضلع وخروج ضلع أمر لا يدعو إلى الفرح أو التفاؤل، كما أن الواقعية في العمل السياسي لا تجعلنا ننصب سرادقاً للمناحة. فدوام الحال في الرمال السياسة المتحرك دوماً من المحال، وفي هذا إختبار لقدرة الكيانات المكونة للجبهة على التكيف والتطور، وعسى أن يكره الناس شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

=========

سنظل نرفض الحلول الجزئية لأنها برهنت بالبيان العملي إنها عاجزة عن حل المشكل السوداني، وأثبتت أنها تعقد الحلول وتزيد من معاناة المواطنين وهتك نسيجهم الإجتماعي وترفع من مستوى الإحتقان السياسي. وهذا لا ينفي أن للأقاليم المتأثرة بالحرب قضايا خاصة تحتاج إلى مخاطبتها بطريقة جادة وعادلة حتى لا تروح في الزحام وتكون قنابل موقوتة تنفجر بصورة أكبر في المستقبل.

==========

لم تعلن الحركة الشعبية رسمياً خروجها عن الجبهة، ولكنها رفضت تسليم الرئاسة إلى الرئيس الجديد وفرزت عيشتها ومن شايعها إلى حين إشعار آخر.

هل لديكم تواصل ونقاشات مع قيادة الحركة الشعبية بعد الخلافات التي حدثت؟

لم تقع القطيعة الكاملة، ولكني أجد عنتاً في تسمية العلاقة القائمة علاقة تواصل وحوار.

===========

نحن على إتصال دائم بقادة القوى السياسية في الداخل وأينما كانوا، ونخاطب الحشود الجماهيرية التي يتولون تنظيمها إستغلالاً لفرجة الحريات المحدودة المؤقتة، وذلك لإيماننا القاطع بأن ما نقوم به من عمل في ساحات المعارضة المسلحة والمحيط الإقليمي والدولي جزء أصيل ومكمل لما تقوم به القوى السياسية في الداخل ولا يستغنى أي منهما عن الآخر وإلا كان عمله ناقصاً.

حاوره أحمد ويتشي: وكالات
الصيحة


‫4 تعليقات

  1. يا جبريل انت آخر من يتكلم عن الظلم وعن الحلول وعيش بملياراتك واهنا بها لكن بعيدا عن الخرطوم

  2. انت ما الا رئيس لعصابة تقتل وتنهب في ممتلكات الشعب وتدمر النسيج الاجتماعي. وانت العامل لقاء مع يده ملطخه بدماء أبرياءوانت ما الا واحد منهم

    1. والله لن تهنأ ولن تعيش مرتاح البال يا ايها الخارج ولن تذوق الطمأنينة وانت تقتل في عباد الله الابرياء – والله فكما قتلت ستقتل باذن الله وعلى يد من لا تتوقعه – شيخك الذي انت تؤمن به وعرابك لن ينفعك ولن يجادل عنك يوم القيامة – فعش كما انت ونسأل الله ان لا يتوب عليك حتى يعذبك عذابا يشفي به صدور قوم يدعون عليك ليل نهار