مصطفى الآغا

الإمارات تجمعنا


25 نوفمبر لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الإمارات، ولا أقصد حدثاً سياسياً، ولا حتى بطولة نالها منتخب أو ميدالية حققها لاعب، بل كان يوم كل الشعب من مواطنين ومقيمين وحتى زائرين، في ذلك اليوم خرج كل من يسكن في الإمارات ليمارس الرياضة في أول يوم رياضي وطني في البلاد، ولعل التنوع الثقافي في أطياف المجتمع الإماراتي، جعل الأمر أكثر جمالاً وسهولة.

فهناك أكثر من مئتي جنسية يعيشون هنا، وكل له رياضته المفضلة التي قد لا تكون كرة القدم، وشخصياً مارست الجري فيما مارس ابني كرم كرة السلة، ولعبت ابنتي ناتالي الجمباز، أما زوجتي مي فاختارت أسهل الأمور، وهو المشي فيما شكل زملائي في العمل فريق كرة قدم وحاولت بعض الزميلات ممارسة البولينج أو قيادة سيارات الكارتينج أو ركوب الخيل.
باختصار كل من أعرفهم، وحتى من لم يمارسوا الرياضة في حياتهم، حاولوا في ذلك اليوم أن يُغيروا من أسلوب حياتهم، ولو لدقائق قليلة بالترفيه عن النفس، وتغيير المزاج الذي تتحكم فيه ضغوطات العمل اليومي، ومنهم من راقت له الفكرة فمارس الرياضة يوم الخميس والجمعة، وربما يمارسها كل يوم أو مرة في الأسبوع أو حتى مرة في الشهر، وهذه هي الفكرة الأساسية من تخصيص يوم وطني للرياضة، فهي تجمع الناس تحت راية الرياضة، وفي وطن عاشق للرياضة هو الإمارات، لهذا كان شعار ذلك اليوم «#الإمارات_تجمعنا»، وهي فعلاً جمعتنا في يوم سوف يبقى في ذاكرة كل من شارك فيه، ولعل أجمل ما حدث لي فيه هو عندما ذهبت للمدرسة لأحضر ابنتي ناتالي البالغة 7 سنوات، وجدت في يدها علم الإمارات فقلت لها لماذا تحملين هذا العلم، ومن أين أتيتِ به؟ فأجابت أنها اشترته من أحد الأكشاك الموجودة في المدرسة من مصروفها اليومي، وكان من الطبيعي أن أسألها لماذا اشتريته فكان الجواب الأحلى والأجمل: «لأنني أحب الإمارات يا والدي».