اسحق احمد فضل الله

حريقة فيك!!


> ايتها اللغة.. حريقة فيك..
> والحكيم .. بعد خراب مالطة وضربة 1967 يكتب «عودة الوعي»
> ويسرد الخراب كله.. لكن الحكيم ينسى أننا امة حين يهجوها احد تذهب إلى تلحين وغناء الهجاء.. والرقص عليه
> ومصر.. والامة.. كلهم يلحن كلمات توفيق الحكيم «مثلما لحن وغنى قصيدة هوامش على دفتر النكسة» ويغنيها.. والحكيم يسقي الناس السم الذي جاء ليشفيهم منه
> واللغة التي تصنع الوعي تصبح هي «اسقني حتى تراني احسب الديك حمارا»
> ويوسف ادريس يشلت اللغة بالجزمة
> و«اررن يررر.. تك تك.. حرتك برتك وااي»
> والثكلي هذا يرسم به يوسف صراخ مريض «سرطان المثانة» وهو يتلوى ويولول من الالم.. بعيداً عن اللغة
> ونحن ان كتبنا باللغة التي تصلح الآن صادروا الصحيفة
«2»
> نريد ان نصرخ عن المقاومة والحرب
> مقاومة؟ منين يا حسرة؟؟؟؟
> والحرب صغيرها وكبيرها.. كيف يا زول
> لكن الغريزة.. الغريزة السليمة.. عند الجاهل.. والثقافة السليمة عند المثقف كلاهما يبتكر المقاومة.. وينجح مهما كان عاجزاً
> وفاولينو ماتيب.. احد ابرز قادة الجنوب.. ترابط الصحافة الغربية امام بابه.. ايام نزاع هناك.. والرجل الذي لا يريد ان يتحدث.. يحتار
> واخيراً .. غزيرة المحارب تبتكر الحل
> وماتيب يخرج على الخواجات والخواجيات .. عريان «ملط»
> ويبدأ المؤتمر.. أسألوا.. واسألن..!!
> غريزة المحارب الآن هذه ما بين ماتيب وحتى افغانستان
.. تكسب .. وانظروا بعيون مفتوحة تجدون
> وغزيرة المثقف يصنعها تاريخ مالك بن نبي
> ومالك حين يجد ان اللغة تصبح شيئاً يقتل الناس يصنع شيئاً نحكيه.
> والانجليز يجدون ان اللغة تقتل السودانيين.. عندها.. عطية.. رجل مخابرات الانجليز يصبح هو من ينشر قصيدة «شغبة المرغومابية»
«نوح.. نوح.. من دا الخراب
عجب عيني ياكلن فيه الكلاب
ودا كله خير من قولة جفلوا المرغوماب»
> عطية يدق عطر منشم بين القبائل
> شعر لذيذ.. لكن!!
> والخراب.. الآن.. عندنا تاريخه كله هو تاريخ ذبحنا بسكين اللغة التي تسكرنا «تسكرنا فعلاً» حى ننطرح في الشارع السياسي ونلوث ملابسنا بافرازات معدتنا
> والسكر خشم بيوت
> و«الازمة» المزلزلة في الايام الماضية كانت هي ازمة نادي الهلال والاتحاد..!!
> وعام 1982 لما كانت اسرائيل تطحن بيروت «وتصنع مذبحة صابرا وشاتيلا وتذبح عشرين الف طفل وامرأة في بيوتهم» كان العالم العربي كله يغرس انفه في شاشات التلفزيون
> ويصرخ.. نعم يصرخ
> يصرخ خلف حذاء «كرويف» مهاجم هولندا الخطير..!!
> و…
> والخراب الآن جذوره قديمة والجذور هذه هي ما ينبت الحنظل الآن
> والشهر الماضي مهندس سكر يحدث عن صاحب «لونرو» الشركة المشهورة في جنوب افريقيا
> وفي الايام ذاتها الشيوعي بقادي يصدر كتابه وفيه حديث عن صحفي شهير في الرأي العام يندفع عام 1957 للقاء صاحب لونرو في مطار الخرطوم «عابراً» ويعود بلقاء صحفي ضخم
> والسفارة البريطانية تكشف انه .. مزيف «واحداث عام 57 تلحق باحداث عام 2015»
> في الايام ذاتها كتاب «عشرة مخازي اضاعت السودان» واننا نحتفل ببطولات «خونة»
> وان احدهم هو الذي عطل جيش الخليفة..
> وجيش الخليفة لو انه هاجم ليلاً لافنى الانجليز لكن الرجل يجعل الجيش يهاجم نهاراً
> والانجليز يفقدون «47» شخصاً
> ويقتلون مائة الف مجاهد «احداث 1898 تلتقي مع احداث اليوم»
«3»
> وايتها اللغة .. حريقة فيك
> فالمداهنة هي ما يدمر السودان منذ ستين سنة
> والآن .. حتى اليوم اللغة.. في عناوين الصحف تقول امس
> رئاسة الدولة تطوي ازمة الموسم
> وازمة الموسم هي ازمة نادي الهلال وليست هي ازمة الدقيق والوقود.. و..
> وضبط كميات من الاغذية الفاسدة
> اما ضبط من جاء بها فلا «سيرة» له
> والدولة تفحص حاويتين مشعتين في بورتسودان
> اما فحص من جاء بها.. فلا
والبنك المركزي ..سنحاكم تجار العملة والمهربين بالخيانة العظمى
> بينما الصراخ عن المحاكمات يمضي منذ سنين
> ثم لا محاكمة لاحد
ولا واحد
> و…
> ويا ايتها اللغة .. حريقة فيك


‫4 تعليقات

  1. استاذ / إسحق

    حفظكم الله

    اقتبس من مقالك ((((( وازمة الموسم هي ازمة نادي الهلال وليست هي ازمة الدقيق والوقود.. و.. – وضبط كميات من الاغذية الفاسدة – اما ضبط من جاء بها فلا «سيرة» له – والدولة تفحص حاويتين مشعتين في بورتسودان – اما فحص من جاء بها.. فلا – والبنك المركزي ..سنحاكم تجار العملة والمهربين بالخيانة العظمى – بينما الصراخ عن المحاكمات يمضي منذ سنين – ثم لا محاكمة لاحد )))))

    والعمل يا أستاذ الى متى تظل يد العدالة مقيدة

  2. والبنك المركزي ..سنحاكم تجار العملة والمهربين بالخيانة العظمى….

    والبنك المركزي يرفض اطلاع المراجع العام الي كل المستندات …. ويعلنون انهم سيحاكمون تجار العملة بالخيانة العظمى !!!!! من سيحاكم المفسدين والمختلسين من البنك المركزي ….. من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. استمر علي هذا النهج عسي ولعلا ان تصيب بها بني قومك الاسلامين وان يصحي ضميرهم وأن تأتي مؤخراً خيراً من ان لاتأتي