تحقيقات وتقارير

البنت صديقة أبيها .. هل تقرُّب الأبناء بأحد الوالدين يعتبره الآخر (نفور)


ما أن يعود بعد انتهاء فترة عمله إلى منزله يجدهم بجانب والدتهم، تصله ضحاكتهم ولحظات الأنس التي يشعر بها ولايجد طريقه إليها بطبيعته القاسية أو فلنقل “الجافة نوعا ما”، يقتله إحساس البعد عن أبنائه واقترابهم من والدتهم فيحزّ في نفسه ذلك الإحساس رغم محاولاته الخفية التي يظهرها في أشياء أخرى ليعكس بها شيئا في داخله، إلا أنهم يعتبرونها حق طبيعي ومن واجبه أن يفعل ذلك، لا لشيء سوى الشخصية الشرقية للرجل التي اعتادت على التعبير عن شعورها بأشياء أخرى دون النطق بها. نجد في كثير من الأسر السودانية أو غيرها فكرة الأفضيلة أو التميّز، سواء كانت الأم أو الأب، تجد الأبناء في زاويا حزبية، كل يتجه إلى من يجد فيه ملاذه وحسب ميوله، وتكثر هذه الحزبية أو التحيّز داخل الأسر التي يعاني أفرادها من الإشكالات في طبيعة العلاقة بين الوالدين في حد ذاتها، فالعلاقة بين الوالدين إذا كانت قائمة على أسس وطريقة متفق عليها في التربية؛ تتلاشى هذه الفكرة، وأيضا بطبيعة الحال في العلاقات الأسرية تلجأ الفتاة إلى الاقتراب من والدتها باعتبارها خازن الأسرار بالنسبة إليها، وكذلك الحال ينطبق على الابن ووالده، لكن نجد في مجتمعنا وواقعنا الملموس حكاية(دي بت أبوها وما بتقبل كلمة فيه) أو (الأولاد مع والدتهم عاملين زي العصابة ضدي)، وهكذا هو الحال، نجد فكرة الأفضلية والتحيز لأحد الأطراف تشعر الطرف الآخر بالنقص أحيانا أو النفور أو الابتعاد عنه وتفاديه تماما، فيحدث أن تسمع من إحداهن( أنا أبوي دا ما بمشي ليه إلا للشديد القوي) أو العكس. (السياسي) حاولت أن تجمع بعض الآراء حول هذه القضية فلنذهب إليها:

ابتدر حديثه ذلك الطالب الجامعي بأن العلاقة بينه وبين أسرته يسودها الصمت والهدوء قائلا أنا في حالي تماما علاقتي بوالدتي أكثر وأقوى من والدي نسبة لظروف عمله التي اضطرته للسفر خارجا ومتنقلا لذلك تجدني أقرب للوالدة أكثر منه. وأضاف قائلا: ماعندي مشكلة معاهو بس إحساس وفكرة والدتي التي نشأت بجانبها جعلتني الأقرب إليها. وتم حديثه: البعض يلجأ إلى الأقرب من ناحية التفكير والفهم للأشياء والزاوية التي ينظر بها للأمور بشكل عام بمعنى أن يلجأ الطرف الذي يتفق مع تياري الفكري. وفي ذات السياق أخذنا رأي الأستاذة فاطمة علي. بدأت حديثها طبعا الفتاة دائما تلجإ إلى والدتها لأنها الأقرب لها، وبحكم تواجدها في المنزل بعكس الوالد الذي يقضي جل وقته لتوفير الحياة الكريمة للأسرة، دون قصد تكون قد حدثت فجوة بينه وبين أبنائه وهذا لا يكون متعمد أو بقصد ولكن نجد بعض الأسر؛ الآباء طبيعتهم أقرب للقاسية فمن الطبيعي أن يقترب في هذه الحالة الأبناء من والدتهم، لكن يحدث العكس أحيانا فتجد البنت تتعلق بوالدها أكثر من والدتها وتوجد أيضا الأم الصارمة، قد يكون الأب أرق منها أحيانا فيحدث أن يلجأ الأبناء إليه، لكن كل هذا يعود إلى طبيعة العلاقة بين الأب والأم في الأساس. وعلى ذات النهج أيضا أخذنا رأي العم عثمان بلة، قائلا: في بيوتاتنا السودانية تكثر الفئوية أو التحيز لطرف من الأطراف سواء كان الأب أو الأم وهذا يكون في الغالب على أساس الأفكار وبمعنى أوضح ينقسم على حسب طريقة التفكير، وقال ضاحكا: أنا بتي صحبتي أكثر من والدتها وأقرب، وهذا ما يجعل والدتها تكثر من الشكاوى ضدها هي، نجده أحيانا كما أراها لكن هذه الأشياء طبيعة جدا داخل الأسر السودانية. وأضاف من خلال حديثه إلى أن الوضع والضغوط على الوالد قد تجعله قاسيا وحادا مع أبنائه، ما يجعلهم ينفرون منه. وختم حديثه: العلاقة بين الأب والأم إذا كانت سليمة وقائمة على الاتفاق والمناقشة تكون الحياة الأسرية خالية من هذه الأشياء بل بالعكس إذا وجدت يمكن أن توصل الأسرار بصورة أوضح من غير أن تحدث إشكالات وحكاية إخفاء الأسرار عن الوالد بحجة أن تحدث إشكالات. يبقى التفاهم والنقاش وروح تقبل الآراء المعارضة والمؤيدة أثناء المناقشة هي الحل الوحيد لنجاة الأسر من الضياع والوقوع في التهلكة، وحكاية أبوك مالازم يعرف حاجة دا أسلوب يخفي الحقائق ويجعل الأسر في حالة من التفرقة والعزلة والانحصار في جانب واحد علما بأن العمودين الرئيسين لكل أسرة هما الوالدان، فوجود خلل في هذه الأطراف تنجم عنه أشياء أخرى تتمثل في هذه القضية عليه تترتب الإشكالات فكرة البت صاحبة أبوها ليست بها غضاضة أو إشكال لكن إحساس التآمر ضد طرف هو ما يدخلنا في حسابات أخرى.

الصيحة


تعليق واحد