مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : حزب (الميرغني).. تفويض وراثي


> محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل يتجاوز اعضاء حزبه القيادات التاريخية منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ويفوض ابنه عضو الالفية الثالثة لادارة شؤون الحزب الذي فتح لبعض قياداته سوق المشاركة في الحزب وسوء المعاملة مع رموزه. ونميري لو كان موجوداً الآن بيننا، لقال بان انقلابه يستحق التمجيد لانه اراح البلاد من حكم احزاب طائفية عائلية تسوق عدداً مقدراً من ابناء الوطن الابرياء الشرفاء كالقطيع.
> ونميري كان في بيان انقلابه يبشر الجماهير الذين لم يصل عددهم في كل السودان القديم بدحر الرجعية التي تمثلها هذه الاحزاب.
> والآن يمكننا أن نقرأ تفويض الميرغني لابنه من خلال بيان انقلاب نميري.. وايضاً من خلال اول تصريحات له بعد الانقلاب في التلفزيون السوداني اطلقها في حوار اجراه معه بروفيسور علي شمو.
> وهنا نسأل هل كانت هناك معاهدة بين الزعيمين الازهري وعلي الميرغني بعد أن توحد حزباهما الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي في منتصف الستينيات؟. تقول بان زعامة الحزب في المستقبل تكون وراثة في اسرة الميرغني.. طبعاً لا.. لم تكن هذه الوراثة بموجب معاهدة او اتفاقية.. لكنها بالتأثير بما يملكه آل الميرغني.
> فهم يملكون العقارات والطائفة والكسب الاعلامي دون غيرهم من اسر وافراد الحزب.
> يملكون كل هذا الذي كسبوه في الفترة بين عامي 1898 و 1955م. وهذا بالطبع يمكنهم من توارث زعامة الحزب.
> الآن حكومة البشير تضيف الى كل هذا عرض المشاركة التي اذا رفضها كل اعضاء الحزب ما عدا محمد عثمان الميرغني وابناءه فهذا لا يعني أن الحزب رفض المشاركة بالاغلبية.. بل يعني أن الاغلبية لا تعبر عن جماهير هذا الحزب العائلي. ولو اجرى الأحزب عملية استفتاء حول المشاركة بنزاهة الآن، لغلبت اصوات الرافضين.. بقيادة ابوسبيب ولانحاز كل المثقفين الى الدكتور علي السيد. لكن ينبغي ألا ننسى أن بعد رحيل علي الميرغني تزعم الحزب الزعيم الازهري وبعد رحيله تزعمه السيد حسين الهندي وبعد رحيله تزعمه محمد عثمان الميرغني.
> اي ان علي الميرغني لم يطلب البيعة لابنه محمد عثمان.. وبعد ازهري كان حسين انسب من محمد عثمان.. و بعد وفاة حسين كان محمد عثمان انسب من زين العابدين الهندي شقيق حسين.
> فلماذا الآن لا يكون ابو سبيب هو الانسب للتفويض؟.. ولو كان ابو سبيب ضد المشاركة في الحكومة.. لماذا لا يكون المفوض هو الامير احمد سعد عمر؟. هذا الحزب فقد البوصلة التنظيمية وأصبحت اموره متأثرة بالمشاركة في السلطة وبرفضها من البعض الآخر.
> يمكن أن تقول الحكومة أن الحزب الذي جاء في الترتيب الثاني في ديمقراطية 1986 اصبح جزءاً منها بتيارين.
> وهكذا تستفيد الحكومة طبعاً من ناحية تعزيز الاعتراف بها في الشارع السياسي. لكن التيار الذي يقوده الميرغني يبدو عليه انه سيصبح قريباً في حجم اسرة آل الميرغني. فالمرحلة القادمة ستختلف تماماً عن هذه المرحلة، طبعاً لان تلك ستشهد تنفيذاً لتوصيات الحوار الوطني وستنتقل البلاد الى اجواء سياسية جديدة بفهم جديد. فهم قد يستدعي بعض فقرات بيان انقلاب نميري.. فلن يكون للاستقطاب بالمشاركة في السلطة جدوى.. ولن يقبل القيادات في الاحزاب الطائفية بأن تكون عضويتهم للحزب كأنها تبعية لاسرة رئيس الحزب.
> هذا سيبقى من مخلفات الماضي ولن يؤهل حزباً ليكون حاكماً. حزب رئيسه يفوض عضواً صغيراً حديثاً ويتجاوز عضو تاريخي في قامة الامير احمد سعد عمر لن يكون حزباً مستقبلاً .
غداً نلتقي بإذن الله..