حوارات ولقاءات

خبير سدود: مفاوضات سد إثيوبيا فشلت ومهددون بالغرق أو الجفاف


انتقد خبير السدود والموارد المائية السابق بالأمم المتحدة، الدكتور المهندس أحمد عبد الخالق الشناوي، المفاوضات التي تجريها مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي، مطالبا بوقفها، معتبرا أن التفاوض لن يجدي نفعا، ولن ينجح في حفظ حقوق المصريين من مياه النيل.

وفي حوار خاص مع “عربي21″، حذر الشناوي من تزايد مخاطر انهيار السد بعد ملئه بالمياه، بسبب طبيعة الأرض التي أنشئ عليها، حيث تكثر فيها الفوالق الأرضية التي ستمتلئ بالمياه، ويمكن أن تنفجر في أي لحظة. كما حذر من تأثير السد على حصة مصر من المياه، مع احتمال دخول البلاد في مرحلة “فقر مائي”.

واتهم الشناوي دولا إقليمية، وغربية، بدعم إثيوبيا ماديا في مشروعها تحت مزاعم توليد الطاقة الكهربائية، في حين أنها تسعى لاستخدام المشروع كورقة ضغط على الدولة المصرية، بحسب رأيه.

وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو تقييمك لسير المفاوضات بشأن السد الإثيوبي؟

– أرفض المفاوضات من بدايتها لنهايتها، ولا اعترف بجدواها، والفريق المصري لا يضع في اعتباره الفوالق الأرضية التي تهدد بانهيار السد، ولقد أرسلت رسائل تحذيرية، ولكن لا حياة لمن تنادي، وخبرتي تفرض علي التدخل، ونحن مهددون بالغرق أو الجفاف.

* المكتبان الفنيان الفرنسي والهولندي هل يعيقان سير المفاوضات؟

– من المؤسف أن المفاوضات بشأن السد تحولت في الفترة الأخيرة لمحاولات التوفيق بين المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي اللذين تم اعتمادهما لدراسة تأثير بناء سد النهضة على دول المصب (مصر والسودان)، وحل الخلافات بينهما، وجسر الهوة المصطنعة في كل مرة.

* هل دعوت إلى ضرب السد الإثيوبي؟

– نعم. لا يلوح في الأفق التوصل لحل مع إثيوبيا، وهناك مماطلة واضحة لحين الانتهاء من بناء السد، نضربه اليوم قبل غدا، فبعد اكتمال بنائه أي ضربة توجه له ستكون كارثية على الجميع.

* ما هي الحلول البديلة برأيك؟

– يجب تدويل القضية، فهناك اتفاقيات دولية تحكم توزيع حصص مياه النيل بين دول المنبع والمصب، ويجب الاستناد إليها، وأطالب بسحب الملف من وزارة الري، ومنحه لوزارة الخارجية، بمعاونة فريقين، قانوني وفني، من وزارة الري، وتصعيد القضية بقوة.

* لماذا هذا التخوف من بناء السد الإثيوبي؟

– هضبة إثيوبيا، عبارة عن فوالق أرضية، وكلها زلازل وبراكين، وهذه الفوالق نشطة، ولا يمكن أن تتحول إلى سدود أو بناء عليها، إنما غلقها واعتبارها محمية طبيعية.

هضبة إثيوبيا عبارة عن نافورة مياه، ينبع منها أكثر من 20 نهرا، وللتعرف على الفالق الأرضي، هو ببساطة تشققات أو كسور، عندما يمتلئ بالمياه ينتفخ فينهار. والشركة الإيطالية المصممة سبق وأن انهار سد لها بعد أسبوعين من تشييده على فالق على نهر “أومو” الذي يغذي كينيا بالمياه.

* ما هي النتائج المترتبة على انهيار السد الإثيوبي؟

– توجد ثلاث نتائج وخيمة على المنطقة ومصر في حال انهيار السد لسبب طبيعي أو فني، أولها انفصال القرن الأفريقي عن القارة، ما يعني تحول مسار النيل الأزرق والأبيض نحو المحيط الهندي، وجفاف نهر النيل.

الضرر الثاني، حدوث خسوف أرضي يغير مسار الأنهار، أما الكارثة الكبيرة هو فيضان المياه عن السد، لتتحول إلى تسونامي مروع محمل بالطمي ليغرق السودان، ومن بعد يدمر السد العالي، وإغراق جميع مصر باستثناء ثلاث محافظات، مرسى مطروح، وشمال وجنوب سيناء.

* متى نستطيع أن نقول أن المفاوضات مع إثيوبيا نجحت؟

– عندما ينجح الفريق في وقف بناء السد، على الأقل لحين التوصل إلى حل للخلاف مع إثيوبيا التي يبدو أنها تمتلك زمام الأمور، وتتعمد تعطيل المفاوضات. وأستطيع أن أؤكد لك أن سير بناء السد، أسرع بكثير من سير المفاوضات، التي تبدو كالبطة العرجاء.

* هل مُنعت من الظهور الإعلامي؟

– كان يتم استضافتي ثلاث مرات أسبوعيا على القنوات الفضائية، وكنت اعتذر أحيانا بسبب ازدحام جدولي، وفجأة توقف الجميع عن دعوتي في أي قناة فضائية، بناء على أوامر من مسؤولين.

* لماذا تعتقد بوجود دول تلعب أدوارا مشبوهة خلف بناء السد الإثيوبي؟

– لقد رفض اللورد كرومر، المعتمد البريطاني إبان الاحتلال الإنجليزي، الموافقة على طلب اليهود بتحويل جزء من النيل نحو سيناء، ومات المشروع، ثم أعيد طرحه بعد معاهدة السلام مع إسرائيل التي وقعها الرئيس الأسبق أنور السادات، وقام بشق ترعة السلام لتمر تحت قناة السويس، باتجاه سيناء، ولقد توقف المشروع تحت الضغوط الشعبية، ولم يصل إلى إسرائيل والقدس كما كان يريد السادات.

* من برأيك من يدعم إثيوبيا في بناء السد؟

– إسرائيل في المقام الأول، وأمريكا، والغرب. هناك تأييد مادي ومعنوي للمضي قدما في بناء السد؛ لأنه يضعف مصر، ويجعلها تحت رحمة إثيوبيا، وسوف تشترط علينا إسرائيل تزويدها بمياه النيل، أو إغراقنا.

* ولكن من حق إثيوبيا تعظيم الاستفادة من مياه النيل؟

السد الإثيوبي، هو أول سد من أربعة سدود تعتزم أديس أبابا بناءها، ولكن أقول لك لا يمكن أن أحرم بلدا من مياه الشرب، من أجل توفير الكهرباء لبلد آخر. هناك في القانون الدولي، ومعاهدة 1929، ما ينص على أن الدولة الأولى على النهر لا تنشئ سدا إلا بموافقة الدولة التي بعدها، خاصة إذا كانت الأخرى دولة مصب مثل مصر.

* كيف ترى موقف السودان مما يحدث؟

– بعد أن فقد السودان الجنوب، وتقلصت موارده البترولية، حصل على وعود بمده بالكهرباء من السد الإثيوبي بأسعار مخفضة ومميزة، وهي مؤيد للسد لآنه لن يتأثر.

* هل تنجح الحكومة في تحقيق برنامج السيسي باستصلاح 4 ملايين فدان؟

– هذا السؤال يوجه لوزير الري، حسام مغازي. هل توجد مياه لزراعة ألف فدان، وليس مليون فدان؟ بالقطع الإجابة: لا. يوجد مياه جوفيه ولكنها غير متجددة، ومياه بحيرة السد العالي محسوبة، وأي استهلاك منها لحساب المليون فدان فسيكون على حساب أراض أخرى في الدلتا.

باختصار هذا المشروع مستحيل تنفيذه، والاعتماد على الآبار غير واقعي. لقد بدأت تتملح حتى القاهرة بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية لحساب مياه البحر، ويستحيل استصلاح 4 ملايين فدان، وسأطلب مناظرة لتأكيد ذلك.

* ما رأيك في فكرة الريف المصري، هل يتحقق للمصريين؟

– الريف الأوروبي ضرب من الخيال، وإهدار للمال العام، في وقت البلد ليس فيها فلوس، واستصلاح أراض بتلك الطريقة مكلف جدا.

عربي 21


‫6 تعليقات

  1. قال سيحدث إتفصال فى القرن الافريقى عن افريقيا ويصب النيل الازرق والابيض فى المحيط الهندى …. معقولة بس تجرى الموية من اسفل الى اعلى ممكن فى حالة واحدة تميل الكرة الارضية لفوق من ناحية مصر ، دا ما خبير وببساطة سطحى فى التضاريس والمرتفعات ، النيل يجرى منذ مئات الآلاف من السنين بنفس المسار فهل يغيره سد والغريبة ذكر النيل الابيض ، ياشيخ ما دخله بسد النهضة ، كاذب فى كل شئ ماعدا إستفادت السودان من السودان فقد صدق فيها.

  2. كلام متناقض!
    اولا قال ان انهيار السد يغرق السودان بالطمي والوحل …
    ثم قال السودان لايتضرر بل يستفيد من الكهرباء!
    قال معاهدة1929م تنص على ان دولة المنبع ليس لها ان تقيم سدا إلا بموافقة الدولة التي بعدها خاصة اذا كانت الاخرى كمصر دواة مصب!!!!!!
    أين يقع السودان؟هل هو جزؤ من مصر؟

  3. البشير في لقاء مع إسكاي نيوز ابوظبي قال اذا انهار السد سوف يغرق السودان وهذا الخبير يؤكد ذللك بل وزير الري السوداني السابق وكل علماء الري في السودان
    حسنا ياسياده الرئيس. لو في احتمال ١٪ ينهار سد النهضه ويغرق السودان والخرطوم ويبيد كل السكان من النيل الزرق حتي عطبره كيف سيادتك توافق عليه ويقوم وزير الري السوداني بالدفاع عن السد اكثر من الوزير الحبشي؟؟؟؟
    لماذا تجاهل سعادتكم كل التقارير التي توكد ان انهيار السد وارد وشبه مؤكد خاصه وانه سد خرساني وليس ركامي خرصاني ومعدل امانه مثل أمان سد مروي الصغير تقريبا
    هل لديكم دراسه تقدير موقف اذا انهار السد
    اليست اثيوبيا هي العدو الاول للسودان كما تدرسون في معاهدكم العسكرية والامنيه ؟؟؟؟؟؟؟

  4. اذا انهار سد نهر اومو الضعيف التيار والمياه بعد أسبوعين من إنشاءه فكيف حال هذا السد
    هذا السد يبني لكي ينهار ويدمر السودان الذي فشل الغرب في تدميره بالحروب ومن ثم يقسم مابين اثيوبيا وكيانات سودانيه خاصه غرب السودان
    حيث سيموت كل العنصر العربي في ألجزيره والخرطوم والشمالية وسوف تدمر كل البنيات الأساسيه للسودان وبدون ان تخسر اثيوبيا جندي واحد واصلا السد ممول من اسرائيل والغرب ودي صفقه رابحه اثيوبيا
    تذكروا ان ثلثي سكان السودان في الخرطوم وضفاف النيلين
    وأخيرا كان الشيخ فرح ود تكتوك قد قال الخرطوم ياحرقه ياغرقه

  5. ياخوانا فكروا في الموضوع بايجابيه ومانرفض الطرح ألانه بس من مصري
    هل نسيتم ان كل يوم اثيوبيا تحتل وتقتل حول القضارف ؟؟؟
    الم يستدعي المجلس الوطني وزير الدفاع بخصوص اعتداءات اثيوبيا ؟
    نسيتم ان اثيوبيا تحتل الفشقه منذ عشرات السنين بل تتمدد
    الم تدعم اثيوبيا كل الحركات المتمرده من اجل تدمير السودان ؟
    هل الحاجه للكهرباء تبرر احتمال شبه موءكد لتدمير السودان ؟؟؟؟؟