الهندي عز الدين

زمن (التلاشي الأخلاقي)..!


ومن علامات الساعة في مجتمعاتنا خروج النساء (غير العاملات) لتوفير مصروفات البيت ورسوم المدارس والجامعات، وأحياناً مصاريف (راجل البيت).. حق السجائر و(التمباك) والمواصلات !
انهارت بصفة عامة (إمبراطورية الأب)، لم يعد مركزياً وأساسياً في توجيه دفة البيت كما كان، لم يعد هو مصدر الرزق الأول في الكثير من العائلات، وحتى عندما يكون ثرياً يغدق على زوجته وأبنائه ويجلب لهم (لبن الطير) إن رغبوا، فإن متغيرات المجتمع ومحدثات العصر تكالبت عليه، فصار (صورة) بعد أن كان (أصلاً)، وغاب عن مطبخ (صناعة القرار) الذي انفردت به (البنات) وأمهم!
تخرج الواحدة منهن للشارع، تقصد أحد معارفها أو معارف صديقتها وتعود بما لا يكفي لكل الفواتير، فتعيد الكرة مرتين وثلاث و … ، وتسقط في وحل اللا خروج حيث لا أمل في عودة آمنة، حتى بعد الزواج .. إلا من رحم ربي .
وقد عملت معاول الاقتصاد هدماً في البنيان لما تعالى من قيمنا وأعرافنا وتقاليدنا السامية .. انهارت كل الثوابت، وسادت مفردات الاستلاب الثقافي والمجتمعي، وصارت (المادة) هي الحاكم.
آباء وأعمام وإخوان محترمون لا يعرفون من أين تأتي بناتهن وأخواتهن بـ(مال التسيير) .. من يصدق هذه الميزانيات المفتوحة على الخراب، ومن يصرفها من خزائن المال السايب تحت بند (منصرفات غير مرئية)!!
لا يستطيع أحدهم أن يتجرأ ويسأل، لأنه عجز عن القيام بالواجب تحت تعذيب وقهر الاقتصاد!
أصبح بعض الرجال في مجتمعنا كـ(خيال المآتة)، بل أضعف لأن الأخير يمكنه أن يخيف أو يضلل الطير، فيبتعد من المحصول، لكن بعض الرجال أصبحوا للأسف لا يخيفون نملة، ليس بسبب عجز بدني، ولكنه العجز النفسي والروح المنكسرة الخائرة .
حالة مأساوية عصية على المعالجة تتمدد كالطوفان كل يوم على مساحة جديدة من مساحات الخير .. والطهر .. والإرث القديم .
ماذا يمكن أن يحدث لو استمر الحال على هذا المنوال؟ كيف سيكون مستقبل مجتمعاتنا، هل ستشبه حينها المجتمعات الأوربية، لا أظن ..فحتى تلك لها قيمها وثوابتها ومنطلقاتها .
الأوربيون لا يكذبون .. مثلاً، ونحن نكذب .
والأوربيون يعملون ويقدسون العمل، ونحن كسالى وغير منتجين إلا في البلاد الأجنبية!
والأوربيون لا ينهبون المال الخاص والعام إلا في دوائر المجرمين و(المافيا)، ونحن نستحل لأنفسنا المال العام ومال من ائتمنونا عليه، ولا عقاب سوى (التحلل) !!
نحتاج .. دولة ومؤسسات مجتمع مدني ومراكز ومعاهد تربوية أن نبحث في مشهد (التلاشي الأخلاقي) الذي صار شخصاً على غالب مسارح الحياة في بلادنا.
{اللهم سلمنا وأحفظ شعبنا من نوائب الدهر ومحدثات الأمور.

المجهر السياسي


‫8 تعليقات

  1. قبل ان اقرا مقال الهندى الكاتب الحصيف قرات مادة او مشروع تكافلى انجزه ايلا فى الجزيرة ولوتكاتف المجتمع غنيه وفقيره وعادت التقاليد السودانية لااكلوا من فوقهم وتحتهم وعلى الحكومة والشخصيات الاعتبارية ان تجسد قيم الخير حتى تنتفى تلك الظواهر السالبة

  2. السبب هو الفساد و لا شئ غير الفساد فالفساد عندما يعم فلن يترك شئ إلا ويخربه وبدلا من أن تندب حظنا وحظك وتلطم خدا و تكثير العويل فى عمودك ان تعرى الفاسدين المفسدين المختلسين مصاصى دماء الشعب السودانى والذين ينامون غريرى العين واجفان الشعب السودانى فى سهر من الهموم والحرمان وشدة الكرب ، لابد ان تذهب شلة الفاسدين إلى المزبلة وإلى السجون وان تنظف البلد من أثامهم وجرائهم فى حق البلد وحقنا كشعب سودانى ، ودولة لا تقيم الحد وتجرى العقاب على مختلسيها ومفسديها لا خير فيها وفى حكومتها فإما البشير يوقف هذه المهزلة وهذا العفن ويكون لكل السودانيين او ان تختار طريق المفسدين ويتحمل وزر كل الشعب السودان وخطايا كل المفسدين لان فى يده إبعادهم ولم يفعل ، الله يرحم سودانا.

  3. الهندى
    اعيب عليك التعميم فهذا قذف فى حق معظم الشعب السودانى …لا تقل في مجتمعاتنا خروج النساء (غير العاملات)
    بل قل فى بعض

    فهمت وللا اصلك هندى حسبى الله ونعم الوكيل فيك فى اى شخص قذته بالبهتان

  4. لقد رمى كل فرد برمية فيما هو حاصل , مثلا هل تستطيع الصحافة ان تقوم بدورها الى اقصى حد فى تعرية الفساد دون ان تعانى الويلات الا تداهنون وتنافقون وتتملقون المسئولين وترفعون قدرهم وتحطون من قدر اخرين .
    اسر صرفت كل ما تملك لتعليم ابنائها فلا وظيفة ولا عمل , حتى ان وجدت وظيفة فالحد الادنى للاجور 450 جنيه لا تكفى ليوم واحد,
    هل الشعب هو من اختار سياسة تحرير الاسعار والفوضى , وهل الشعب هو السبب فى السياسات الخارجية الفاشلة والعنتريات الفارغة , ما تتحدث عنه هو نتيجة لفشل ممتد لسنيين طويلة ولا يخفى عليك اسبابه فدع عنك الظل وامسك فى الفيل .

  5. يااااهندي.. علييييك الله شوف سراج النعيم بي وييين وأمشوا أعملوا ليكم قعدة وجبنة وحاجات كدا اتشغلوا بيها عننا.. دا شنو عدم الموضوع وعدم (التراتبية) الأنت فيهو دا؟!!!!!!!!!

  6. وددت لو أنك تكلمت عن الأزمة السودانية – المصرية

    لقد برطع الإعلام المصري ما شاءت له البرطعة
    أما أنت يا” هندي ” قد كتبت مرارا وتكرارا عن ” مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ”
    فلماذا هدا الصمت يوم صارت أزمة …؟!
    وقافل دي بطينة ودي بعجينة كأنك لا تسمع ولا ترى فالبتالي لم تتكلم !!

  7. اتعرف لماذا حدث هذا يا هندى ؟؟ لن نعرف السبب الا اذا اتتنا الإجابة على سؤال الأديب الطيب صالح طيب الله ثراه من اين أتى هؤلاء .. المال عندهم والسلطة عندهم والوظيفة عندهم .. ماذا بقى للآخرين غير الذلة والمسغبة .. هذا نظامكم يا هندى وهذا نتاج غرس شيخ على ودكتور نافع يا هندى .. انسيتم الجاز والإعجاز .. هذه شجرتكم التى غرستموها و كبرتموها فأينعت واثمرت فسادا ووبالا ونكالا وسما زعاف !!!!