مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : مع على عثمان والجزلي وبازرعة!!


سعدتُ جدّاً بالتكريم الذى حظي به الأستاذ عمر الجزلي، وأكبرت فى الأخ السموأل خلف الله ومؤسسة أروقة كل هذه السعة والسماحة فى تنظيم احتفالية تليق بـ(اسم فى حياتنا) يستحق الوفاء والأوسمة والأنواط.
عمر الجزلي صوت من دماء السودانيين وعزتهم وذكرياتهم، ارتبط بالتوثيق الحي لرموز الثقافة والأدب والسياسة والتاريخ، واستحق أن يكون مؤسسة راسخة فى وجداننا القومي كأحد المميزين فى تاريخنا الحديث.
كان لافتاً فى الاحتفال ان الرجل يطوف بوفاء معهود فيه على أساتذته فى الإذاعة، يلقي عليهم التحية، ولا ينسى أحداً ، يخُصّ الجميع بالذكر والاحتفاء، تتحشرج الكلمات مرة وتتقافز الدمعات مرات وهو فى حالة وفاء مشحونة بالذكريات والمواقف الجميلة يجتر من ذاكرة الإنسان لحظة صدق ووفاء رأى ان يوجهها للجميع فى يوم تكريمه .
أعجبني وفاء الجزلي لوالدته، وهزّتني كلماته الباكيات فى ليلة ميلاده الثانية فكان وفيّاً لذكراها وهي تمنحه كل هذا الألق والتدفّق فى مسامع الناس ممتلئاً بالتجارب والعبر والنجاحات.
احتفيت جدّاً بحضور الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية، ظهور سياسيين من الوزن الثقيل فى تكريم الإعلاميين أمر يُحْسب للرجل وهو طقس لم نعتد عليه كثير،اهتمام على عثمان بالتوثيق ودعمه اللامحدود لبرنامج (أسماء فى حياتنا) سلوك استثنائي لسياسي مرموق يمكن ان تشكل إضافاته فى هذا الجانب وعياً جديراً بأهمية التوثيق للحياة السودانية، كان الجزلي وفيّاً لـ(شيخ على) حيّاه مرات ومرات وبانفعال ينِمُّ عن مكانة عزيزة يشغلها الرجل فى وجدان الجزلي.
انفتاح شخصيات بثقل على عثمان على أمسيات الخرطوم وبرامج تكريم المبدعين خطوة مهمة ونموذج جيد يمكن ان ينقذ المبدعين من دوامة الإحباط ويفتح بينهم والأمل فى اهتمام متعاظم توليه الدولة ورموزها الى جهدهم ودأبهم وأسمائهم التى أهدت الوطن المعارف والأدب والجمال.
هزتني جدّاً فى التكريم الصورة الإنسانية الخالدة التى رسمها شاعر السودان الكبير حسين بازرعة فى حفل التكريم وهو يتوسط الصف الأول من الحاضرين وفاء للجزلي وصوته الذى طالما حمل اسم الرجل وغرّد به فى آفا