أم وضاح

(أدفع وغني)!!


لا أدري إن كان حظه سيئاً أو حظنا هو الأسوأ أن جعلنا وفي فترة زمنية واحدة نشاهد البرنامج الأشهر (ذا فويس) على قناة الـ(أم. بي سي) ونشاهد أو نحاول مشاهدة برنامج (نجم الموسم) على قناة (أنغام)! ودعوني أقول أولاً إن إدارة الـ(أ. أم.بي) والتي استعانت بأربعة من كبار النجوم العرب في لجنة التحكيم، لم يجعلها ذلك إطلاقاً تقلل من شأن الإعداد المبهر والمسرح الأنيق وأوجه العرض الأكثر إبهاراً، إضافة إلى عنصر مهم هو سلسلة ضهر البرنامج الفقري وهي اختيار الأصوات نفسها والتي تخضع للتقييم بميزان الذهب حتى لا يعتلي مسرح البرنامج كمتنافس صوت نشاز أو أقل من المنافسة.
والطبيعي أن يحاول منتجو البرامج المشابهة في فضائياتنا أن يتلمسوا هذه الخطى للخروج بنتيجة فيها كثير من درجات النجاح ولو بـ(الباص) فقط، في ظل منافسة ومقارنة لا تنفع فيها الأعذار طالما أن الفضائية المعنية دقت صدرها لمثل هذه البرامج. لكن على ما يبدو أن السادة في قناة (أنغام) يظنون الأمر مجرد لعب وهزار وهم يقدمون نسخة مشوهة لبرامج المسابقات الغنائية، تحت مسمى برنامج (هزلي) اسمه نجم الموسم، ليس فيه أدنى مقومات الإعداد لبرنامج تلفزيوني يأخذ الشكل الاستعراضي حيث يقدم على مسرح متواضع لا يحمل أدنى جماليات الديكور ولا لمسات الإخراج. والأدهى والأمر أن الفرقة الموسيقية المصاحبة محدودة العدد لا تحمل تناسقاً في المظهر ولا المضمون، وكأنهم يجتمعون في بروفة وليس في عمل يفترض أنه مشاهد من قبل الآلاف خارج وداخل البلاد. وكله كوم والمشتركون كوم آخر حيث يبدو أنه لم يجرِ لأحدهم حتى مجرد اختيار صوت لمعرفة إن كان يتكلم أو لا خليك من الغناء، التزاماً بالنوتة وابتعاداً عن (العُرب) وفهماً لطريقة الأداء. وكل من اعتلى المسرح حتى الآن بهدل الأغنيات ومرمط بها الأرض في أكبر (مذبحة غنائية) تجري تفاصيلها على الهواء، وربما يسأل أحدكم لماذا لم يتم تقييم وفرزنة الأصوات قبل أن تقف في مواجهة (لجنة التحكيم)، ودي براها حكاية، أقول إن الإخوة في (أنغام) فتحوها دكان وكل من دفع (2 ألف) جنيه من حقه أن يغني رغماً عن أنف المشاهد ورغماً عن أنف فطرة الطرب الجميل (مش بفلوسه)، يحق له أن يؤذي الأغنية ويؤذي أسماعنا وال 2 ألف ما جات ورث دي جاية بخلع الضرس.
أما السادة المحترمون في لجنة التحكيم فيكفي أن أقول إن الشعور الذي يتملكني عندما أشاهدهم والكاميرا تمر عليهم وكأنهم يجلسون في عزاء وليس برنامجاً غنائياً خفيفاً، ووجوههم عابسة يمارسون صمتاً محيراً بلا توجيه ولا تقييم. وكل من شارك تقدم له في نهاية الحلقة رغم بؤس مشاركته شهادة تقديرية برأيي هي محاولة (لتحليل) الاثنين الألف التي دفعوها للقناة وأصلوا البلد الأيام دي ماساكاها فوبيا (التحلل) ومحاولة غسل الضمير أول بأول، لكن المحيرني والمجنني أن لجنة التحكيم يظل أعضاؤها وطوال الحلقة يكتبون في الأوراق التي أمامهم بكتبوا في شنو ما عارفة، وأخشى أن يكون ما يفعلونه هو منح (أصواتهم للمتسابقين الذين يستحقون (أسواطاً) من شاكلة الكرباج حتى لا يفكروا في أن يغنوا ولو ضمن كورس في فرقة حسب الله.
أما التقديم فحدث ولا حرج والمذيعان اللذان يقدمان البرنامج لا يدركان أنهما في برنامج منوعات خفيف وليس ندوة في جامعة أو مدرسة يسمعان الأسماء فقط ثم يغادران المسرح، دون إضافة حقيقية للبرنامج الذي واضح أنه بلا (اسكريبت) ولا فقرات ولا يحزنون!! ولعلي قد لاحظت أن من ضمن أعضاء لجنة التحكيم الدكتور “شلقامي” رئيس جمعية حماية المستهلك الذي أرجو أن يكون قد تمت الاستعانة به ليحمي (آذان) المستهلك من هذا النشاز والهطرقة!!
الدايرة أقوله إن قناة (أنغام) ظلت وطوال الفترة الماضية تعيش على (سنام) حصاد مكتبة تلفزيون السودان، وهو جهد بذل فيه الكثير من الجهد والمال والعرق، لكنه زمن (الصفقات) الذي يجعل الصعب سهلاً والمستحيل ممكناً وها هي تنكشف في أول محاولة إنتاج لبرنامج يحمل بصمتها الخاصة لتبدو بهذا التواضع والفشل الكبير!!
{ كلمة عزيزة
خرج علينا أحد فطاحلة (المؤتمر الوطني) مهدداً بأنهم سيحمون منتسبي حزب المؤتمر الوطني الذين تطالهم تهم الفساد، وهذا الحديث (أشتم) فيه رائحة تهديد ووعيد ليس هذا زمانها أو أوانها، وكنت أتمنى لو يقول إنهم سيقفون في الصف الأمامي لمحاربة المفسدين حتى لو كانوا نافذين في الحزب الحاكم، لكن مشكلة الحزب الحاكم أن فيه بعض من يرقص ويحاول يغطي دقنه!!
{ كلمة أعز
أجمل تعليق وصلني من أحد القراء الكرام على حديث مساعد رئيس الجمهورية “الحسن الميرغني” قال فيه الناس ديل ما بشبهونا ويبدو أنهم نزلوا من ماكينة الزمن في المكان الخطأ.