يوسف عبد المنان

رسائل ورسائل


{ إلى الفريق “بكري حسن صالح” النائب الأول للرئيس: لماذا لا تتغير الطريقة النمطية في الاحتفال بالاستقلال كل عام ونجعل من الأول من يناير يوماً لاختيار أفضل الوزراء الاتحاديين أداءً وتكريمه بما يستحق.. واختيار أفضل الولاة.. وأنظف مدينة في البلاد.. وتكريم العمال والموظفين.. واختيار الموظفة المثالية والصحيفة الأكثر تأثيراً على الرأي العام؟ ونجعل بذلك بداية العام بمثابة تحفيز للعام القادم بدلاً عن الخطب التي لا معنى لها والأناشيد التي يحفظها الكبار ويهملها الصغار.. والحديث عن حدث بات ماسخاً ومكرراً.
{ إلى الأستاذ “التوم هجو” القيادي السابق في الحزب الاتحادي الديمقراطي: لماذا لا تأخذ العبرة والدرس من القيادي الاتحادي الراحل في جنوب دارفور “أبو منصور” الذي انضم في عهد “الحاج عطا المنان” للمؤتمر الوطني أو تم ضمه.. وظل فاعلاً فيه وقريباً من الوالي.. لكن حينما قرر “الميرغني” عقد مؤتمر للحزب الاتحادي في القاهرة وجهت إليه الدعوة وحمل إليه رسول “الميرغني” تذاكر السفر لباب منزله، غادر إلى القاهرة وعاد اتحادياً، فسأله “الحاج عطا المنان”: لماذا تركتنا؟ فقال وهو يضحك” (إذا كان هناك طفل سافرت أمه ولم يجد والده إلا خالته لتقوم برعايته لسنوات وفجأة عادت أمه هل يبقى مع خالته أم يعود لأمه؟).. الآن وقد تفرق شمل الجبهة الثورية وأصبحت حركات مسلحة متعددة وأنت لم تحمل بندقية يوماً في حياتك ولم تقتل حتى عصفورة في حديقة، فلماذا لا تعود للحزب الاتحادي مثل عودة “أبو منصور” و”محمد المعتصم حاكم”؟!
{ إلى البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية: هل نقل السفير “فتح الرحمن علي محمد” من طرابلس إلى رئاسة الوزارة يعني تلقائياً سحب السودان لاعترافه بالحكومة القائمة في طرابلس التي لا تجد سنداً ولا اعترافاً دولياً؟! وما هي فلسفة التغييرات العديدة في مواقع السفراء في فترة قصيرة واستدعاء “معاوية عثمان خالد” من واشنطن لتولي منصب الناطق الرسمي باسم الوزارة قبل أن تنقضي مدته هناك؟!
{ إلى د. “عوض حسن النور” وزير العدل: كنت أميناً مع نفسك وأنت تعترف بلسانك بسهركم الليل وعدم النوم.. وكيف تنام سيدي الوزير وهناك مظلومون يذرفون الدموع منذ سنوات في قرية (بترأ) وهناك مسجونون وراء القضبان لأنهم نفذوا مشروعات حكومية وعجزت الدولة عن الوفاء بالتزاماتها وتمن وضعهم في السجن؟ كيف تنام وقضايا الفساد (المعلقة) لم تذهب للمحاكم حتى تستريح ولم تشطب بعد؟ كيف تنام والشرطة شعارها (ما بنوم)؟!
{ إلى “إشراقة سيد محمود” الوزيرة السابقة والنائبة البرلمانية الحالية: هل إحالة المتهمين بالضلوع في فساد بوزارة العمل تحرمهم من حقوقهم في الترقي الوظيفي.. وهم حتى الآن أبرياء لم تصدر إدانة بحقهم والقضية أمام القضاء؟؟ من حق هؤلاء المتهمين الحصول على حقوقهم كاملة، إلا إذا كانت السيدة الوزيرة تعتقد أن أي متهم يجب إدانته وحرمانه من حقوقه حتى تصدر براءته.
{ إلى “محمد طاهر أيلا” والي الجزيرة: من يقود الإصلاح عليه تحمل تبعات فعلته.. ومن يجزل العطاء ويسهر في خدمة الناس تنتاشه سهام المتربصين والطامعين والحاقدين.. قديماً كان الراحل “يس عمر الإمام” يسدي نصائحه للطلاب من يريد أن لا تمس أسرته ويقدح في ذمته ويهتم بما ليس فيه فليبتعد عن السياسة ودروبها.. إنها ضريبة النجاح.. من قبلك اتهم الكثيرون كذباً واختلاقاً.
{ إلى الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام: إذا كانت وزارتك هي من اتخذ قرار سحب تصريح الـ(B.B.C) على الـ(FM) فأنت من يحق له إعادتها الآن.. أما إن كانت جهات عليا من اتخذ القرار، فاسعَ لعودة هذه الإذاعة العملاقة لتساهم في الوعي العام بدلاً عن ما نسمعه الآن من غثاء.
{ إلى السفير “عبد الله الأزرق”: توافقت رؤية كتابك “داعش إدارة التوحش” مع رؤية الحكومة السودانية من الحركات الإسلامية في المنطقة.. ولكن الكتاب الذي ذاع صيته لم يأت بجديد في سياق قراءة الجذور الفكرية للحركات الإسلامية الإقصائية المتطرفة.. لكنه يقدم إجابات حول موقف الحكومة منها.