أزمة الغاز وأزمة الضمائر!!

كما نفاجأ كل عيد أو كل شهر رمضان أو أية مناسبة سودانية، نفاجأ الآن بأن مصفاة الجيلي التي توفر كميات كبيرة من الغاز قد دخلت موسمها السنوي للنظافة والصيانة.. والمفاجأة عبارة عن تريقة يقودها السودانيون باعتبار أن شهر رمضان محدد قبل فترة وكذلك عيدي الفطر والأضحى.. وحتى عيد الاستقلال الذي تبقت منه عدة أسابيع معروف لكل سوداني مسؤول في الدولة أن يوم السبت أو الأحد أو أي يوم من أيام الأسبوع في 1/1 هو عيد الاستقلال وينبغي أن تكون الترتيبات والاستعدادات قد تمت قبل فترة حتى لا يأتي العيد ونحن لم نضع خطة للاحتفال أو تعليق الأعلام أو بث البرامج الوثائقية التي تحلي عظمة ذلك اليوم، ولكن هذا هو السودان. الآن وقبل عشرات السنين من إنتاج النفط والغاز معروف أن مصفاة الجيلي تغلق بسبب الصيانة وكل شخص يفترض أن يهيئ نفسه لفترة شح الغاز، بدلاً عن هذه الصورة السيئة التي نشاهدها لانعدام الغاز بسبب الصيانة، ولا أعتقد أن هنالك مشكلة استيراد فاقمت المشكلة، وحتى نزع أنابيب الغاز من الوكلاء بعد الملء والتوجيه بتوزيعها عبر الميادين غير مجدٍ ولن يحل المشكلة، لأن ما نراه الآن من عمليات الضرب والاعتداء على البعض بدخول هذا أو ذاك في الصف ولم يكن موجوداً صورة سيئة. وحتى عملية التوزيع تحدث فيها سرقات للأنابيب وقد حدثت عمليات سطو على أنابيب المواطنين بادعاء البعض أنهم من جهات مسؤولة عن عملية تنظيم الصفوف، وفي النهاية اتضح أن هناك ضعاف ضمير حاولوا استغلال الموقف واستولوا على أنابيب الغلابة من الرجال كبار السن أو النساء، ولم يتحرك المسؤولون الحقيقيون بوقف أولئك اللصوص.
إن أزمة الغاز أو أية أزمة أخرى تستغل استغلالاً سيئاً، وقد نشط المستغلون ورفعوا الأسعار من ثلاثين جنيهاً أو أزيد بقليل إلى مائة جنيه، وما فارقة معاهم، يستغلون هذا وذاك على مرأى ومسمع السلطات ولا تتدخل، والاستغلال لم يكن من ضعاف النفوس أولئك فحسب بل هناك استغلال آخر أحياناً داخل المستودعات، فالأسطوانة ذات الزنة المحددة لم تعد نفسها أحياناً تكون النصف أو الربع، لأن الغاز داخل الأسطوانة غير مرئي وحتى إذا حملتها لن تستطيع تحديد الكمية الموجودة بداخلها، لذلك يفترض أن توزن الأنابيب وهي فارغة ثم توزن بعد الملء، فإذا تطابقت في الحالتين، يكون الوزن حقيقياً أما إذا حدث اختلاف فهنا تكون العملية فيها سرقة وعدم ضمير كما يحدث أيضاً في محطات البنزين عندما يطلب صاحب العربة خمسة جالونات أو عشرة وعندما يراجع عداد العربة يجد أن هناك تلاعباً قد حدث من قبل عامل المحطة، فالضمائر انعدمت والغش أصبح على قفا من يشيل.
أزمة الغاز ستنتهي.. لكن من يحل أزمة الضمائر الخربة؟!

Exit mobile version