تحقيقات وتقارير

السودانية (زينب ازرق)..قصة خريجة في السابعة والسبعين


زينب محمد محمود – الشهيرة بـ (زينب ازرق) – نموذج نادر في العزيمة والاصرار ، لم تستسلم لنوائب الدهر ، ووهن العظم ـ فبالرغم من تقدم عمرها قررت مواصلة الدراسة بعد ( 51 ) عاما 4من التوقف ، وتحصلت على الشهادة الجامعية ـ وعمرها يزحف نحو الخامسة والسبعين ، كأول امرأة في هذه السن ترتدي روب التخرج مع احفادها ، زينب ذات الاصول النوبية من منطقة كلابشة جنوبي مصر نهلت حب العلم من والدها الذي تخرج على يده عشرات الشخصيات ذات الشأن في سلك الخدمة المدنية في السودان ، ومن بينهم وزراء – (الرأي العام ) وثقت رحلة زينب منذ نشأتها حتى لحظة تخرجها في منتصف شهر نوفمبر ، من جامعة الرباط الوطني .
(1)
ولدت زينب في العام 1940م ، بالخرطوم من (أب وام من قبيلة الكنز النوبية ) التحقت بخلوة والدها محمد محمود – وفي نهاية الاربعينات التحقت بالمدرسة الاولية الحكومية (الكتاب ) مدرسة زينب الشيخ الحكومية (لاحقاً) ولكنها قطعت دراستها من الصف الثالث الأولي و سافرت إلى مسقط رأسها (كلابشة ) في محافظة أسوان وكان ذلك في العام 1952م ، وبقيت خارج المدرسة حتى العام 1991م والتحقت بالمدرسة المصرية فصول (إلحاق ) محو الأمية ودرست (3) سنوات وجلست للشهادة الابتدائية المصرية ـ واحرزت المركز الاول وكان عمرها آنذاك (51) سنة ، وبعده واصلت في المرحلة المتوسطة وكان ذلك بعد دمج المنهج السوداني والمصري واحرزت في الشهادة المصرية مجموع (194) وللسودانية (170) ، وتم قبلوها بمدرسة عواطف عبد العال بالعزوزاب ولكنها 5لظروف مرضية لم تتمكن من مواصلة الدراسة ، وتوقفت حتى العام 2006م ، وعادت الى مقاعد الدراسة بمعهد شروني الديني بالخرطوم ، وجلست لامتحانات الشهادة السودانية 2007م ، ولكنها رسبت في اللغة الانجليزية والرياضيات ، ولكن لم تلن عزيمتها ، وقررت الاعادة في السنة التالية ـ ورسبت ايضا في اللغة الانجليزية والرياضيات ، بيد ان الاصرار والحلم لم يتركا اليأس يتسرب الى زينب ، وجلست للمرة الثالثة ، واحرزت نسبة (60%) ونجحت في كل المواد .
(2)
تقدمت زينب الى مكتب القبول برغبتها للدراسة في جامعة افريقيا العالمية ، وجامعة الرباط الوطني ، وتم قبولها في الاخيرة دبلوم اصول الدين والدراسات الاسلامية ، بيد ان ظروف مرضها ايضا حالت دون التحاقها بمدرجات الكلية في السنة الاولى ، ولكنها عادت في السنة التالية 2011م ، وتروي زينب عن رحلتها الجامعية بقولها (فضلت التقديم لجامعة افريقيا والرباط الوطني لان دوامهما صباحي للدبلومات) والحمد لله تم قبولي بالرباط الوطني ، وقالت بعد ضحكة انها كانت تجاور فتيات في سن حفيداتها في مدرج الكلية ، ولم اكن اشعر بخجل او بالفارق ، بيد انني كنت سعيدة جدا لانني اخيرا حققت الحلم الذي كان يراودني منذ صغري ، وتمضي بقولها ان 3 من احفادها تخرجوا قبلها من الجامعة وكنت اراجع لهم الدروس واساعدهم في الاستذكار ، وهدفي من العلم ليس لوظيفة او مكانة اجتماعية بل لمساعدة احفادي ، والمحافظة على ارث العائلة التي كانت مشهورة بحب العلم وكانوا يطلقون على منزلنا في (كلابشة ) – (بيت العلم ) وباللغة النوبية (سوركتنجي) وابي درس بالازهر وكان صاحب خلوة (الكُتاب ) – في شارع الإسبتالية (بيت المشلي) جنوب كلوزيوم وتخرج على يديه – د.عبدالحميد صالح عبدالقادر وزير الصحة قبل مايو نجل صالح عبدالقادر أحد قادة ثورة 24 – عبدالماجد أبو حسبو وزير الثقافة – صغيرون الزين صغيرون وزير الري السابق – د.أحمد حسب الرسول – د.جعفر بن عوف د.حسن عطية وحسن سليمان -عبدالحميد يوسف اللواء عبدالحميد خير السيد الحاكم العسكري في المديرية الشمالية يوسف حسن مروي وإخوانه أشهر التجار ( بالخرطوم ) و(2) من الاقباط وهما الشقيقان (وهيب اسحق و مكرم اسحق) وهما درسا (الخط العربي – والحساب و النحو والصرف – والسيرة – والادب ) فقط .
(3)
واشقائي كانوا يهتمون بالعلم ويشجعونني بمواصلة الدراسة بعد زواجي وحينه كنت متوقفة عن الدراسة ويقولون لي انه من الخسارة ان تظلين خارج المدرسة وابن اخي الاستاذ كنز الدولة الاستاذ بجامعة الرباط الوطني ، من اكثر الشخصيات التي وقفت بجانبي في مواصلة الدراسة ، فضلا عن ابنتي التي تقيم في القاهرة مع زوجها وحضرت الى السودان لحضور تكريمي بمناسبة التخرج في الجامعة .

الخرطوم : نبيل صالح – صهيب عثمان
الراي العام


‫3 تعليقات

  1. اصبح الواحد يخجل من فتح الموقع بوجود اخرين
    عاوزين شرطة النظام تقبضنا ولا شنو انتو

  2. لم نرى أعلانا بمثل ما ذكرت …….. حوالينا ولا علينا …ههههههه