مصطفى الآغا

دبي… مدينة روحها رياضية


< طقسها حار ورطب وصيفها يلفح الوجوه مثلها مثل بقية مدن الخليج، لكنها متفردة كحورية تتبختر بجمالها والفارق بينها وبين الحوريات أنها حقيقة نلمسها بينما الحوريات خرافات نسمعها. وما بين الخرافة والحقيقة تنمو دبي كل يوم وتكبر حتى فاضت بملايينها الخمسة وربما أكثر، وهي المدينة التي يأتيها الناس من كل بقاع الدنيا على رغم أن صيفها حار ونار وشتاءها قصير قليل. والسبب أنها منحت لكل شخص في هذا الكوكب سبباً ليزورها أو يقيم فيها. فيوم (الجمعة) قضيت الوقت كله في أحد أبرز معالمها الجديدة وهو الجي بي آر مثلي مثل مئات الآلاف غيري مع عائلتي وأولادي وعائلتين لصديقين. وكان العدد كبيراً وكل فرد من الأسر الثلاث بعقلية مختلفة عن الآخر وهوايات بعضها غريب واهتمامات تتناسب وأعمارهم التي تراوح بين الخامسة والـ65 ... والغريب أن كل واحد فيهم وجد ضالته في دبي وفي الجي بي آر تحديداً.. فمن يهوى الهدوء والرسوم كان هناك معرض على الشاطئ لآخر الأعمال الفنية ضمن أجواء مريحة وموسيقا كلاسيكية، ومن أحب الرياضة كان هناك السباحة والطيران الشراعي والهبوط المظلي والجت سكي والتنس الشاطئي والترامبولين وكرة القدم الشاطئية وقيادة الدراجات الهوائية والتزلج على الجليد ومضامير التارتان المخصصة للجري والمشي، ما يُجبرك على أن تمارس الرياضة حتى لو كنت من كارهيها، فالأجواء المحيطة بك تجعلك تمشي وتمشي وتمشي ولن تكل أو تمل، خصوصاً في طقس كانون الأول (ديسمبر) الرائع. ومن أحبّ الفنون سيجد مهرجاناً للأفلام السينمائية في الهواء الطلق، ومن أراد الأكل فحدث ولا حرج ومن كل مطابخ الدنيا، ومن أراد مشاهدة الأفلام فكل جديد في هوليوود بين يديك وفي أفخم قاعات السينما، ومن أراد التسوق في الوجهة الأولى في العالم، ومن أراد أن يسهر فدبي مدينة لا تنام. وقد يقول قائل وما علاقة الرياضة بدبي والجواب سهل ممتنع... فدبي مدينة متنوعة، مرحة، منطلقة، متفائلة، متطورة، مزدهرة، وكلها صفات إيجابية تجعل روحك رياضية وتجعلك أكثر مرونة وأكثر سلاسة في التعاطي مع الحياة، وهو جوهر الروح الرياضية التي نطالب بها ليس في الملاعب أو الصالات بل في شتى مجالات الحياة. هذه هي دبي... مدينة لها روح ونبض ومشاعر.