مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : انقلاب الاتحادي الأصل مـــــن سيمثلون الأصل؟


> ثلاث أوراق تختلط الآن في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل .. تقود بعض قياداته الى خطوة تغيير يمكن ان تهيئ أصحابها الى تسجيل حزب جديد اضطراراً.
> الحزب الجديد لن يجد تسمية فيها بريق الاسم القديم فكلها مدونة في كشوفات مسجل الأحزاب.
> وطبعاً للاسم الأثر الكبير في العمل التنظيمي .. واذا كان اسم الميرغني له نفس الأثر بحكم لمعانه فإن تيار الانقلاب التنظيمي يضم تاج السر محمد الميرغني.
> ويمكن ان تنضم اليه الآن مجموعة جلاء اسماعيل الازهري واسم والدها له نفس الأثر التنظيمي .. وهذا بحسب بيان الانقلاب التنظيمي الذي تحدث عن ضرورة توحيد الاتحاديين.
> فهي كلها فروع حزب الحركة الوطنية الأول. والحزب الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني قد انسلخت منه عدة مجموعات، ولو انسلخت مجموعة تاج السر الميرغني والامين العام للطريقة الختمية الشيخ حسن ابو سبيب فأن الأمر عادي.
> ونعلم ان محمد عثمان الميرغني لن يجد ما يستند إليه لاستمرار نجله في السلطة غير الحزب الحاكم المؤتمر الوطني.
> اما حيرانه فإن سندهم له سيصطدم بالمادة «5» في دستور الحزب.. وهم ليسوا الا جزءاً من مجموعة صغيرة في قواعد الحزب.
> نعم حينما انسلخت مجموعات الشريف الهندي ومحمد اسماعيل الازهري وميرغني عبد الرحمن والحاج سليمان ظل الميرغني محتفظاً بدعم الاغلبية .
> لأنه كان بعيداً عن الحكومة لكنه الآن يشتري تنصيب ابنه في الحكومة بهذه الأغلبية.. مما يعني انه شعر بحاجته الى الحكومة اكثر من حاجتها هي الى حزبه.
> ثلاث اوراق يغلي بها الآن الاتحادي الديمقراطي الاصل هي: المشاركة في السلطة والمؤتمر العام والتمسك باستمرار الحزب معارضاً.
> لكن الأولوية في هذه اللحظة طبعاً للمؤتمر العام.. فالسقف الزمني لانعقاده الذي وضعه مجلس الاحزاب هو الواحد والثلاثون من ديسمبرالجاري.
> والمتوقع هو أن ينعقد المؤتمر دون رضاء الميرغني وابنه طبعاً، لكن هل يجد مجلس الأحزاب الفرصة للاعتراف به؟؟
> تيار تاج السر الميرغني وابو سبيب سيضطر اذن لتسجيل حزب جديد، لأن السلطات لن تسمح بمزاولة عمل سياسي علناً لكيان غير مسجل.
> وقد اضطر من قبل لتسجيل منبر السلام العادل الذي كان حلفاً سياسياً وطنياً على مستوى الافراد سواء أكانوا منتمين الى احزاب او مستقلين.. لكن كان تسجيله كحزب وبالاً سياسياً على الحزب الحاكم.
> وربما لاعتبارات لم يتجرأ الحزب الحاكم على ان يعيد منبر السلام إلى سيرته الاولى بعد ان رآه يقتفي في العمل التنظيمي بعد ان صار حزباً آثار احزاب اردوغان ومرسي وعباس مدني.
> والآن اذا اراد الميرغني ان تذهب مجموعة تاج السر الميرغني وأبو سبيب الى تسجيل حزب ويستمر ابنه محمد الحسن في السلطة «ضيفاً مقيماً في القصر الجمهوري».. فإن هذا سيكون عليه مستقبلاً وبالاً سياسياً.
> لأن الحزب الجديد المنشق سيجذب أغلبية القواعد ببريق شعارات المعارضة.
> فالأفضل الآن أن يطبق دستور الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل وبالتحديد المادة «5» منه.
> وذلك حتى نشعر بأن السودان قد حدث فيه تحول ديمقراطي بالفعل.. وان مجلس الاحزاب في ظل هذا التحول الديمقراطي يلزم الاحزاب بالالتزام بدساتيرها لتحقيق الانضباط التنظيمي تجنباً لأعمال العنف التي قد تنجم عن الفوضى في العمل السياسي.
> والآن الحزب الاتحادي الإصل إما مصيرين وإما أن يكون حزباً حقيقياً تحترم كل قياداته برغم خلافاتها دستوره وتنصاع له واما ان يستمر في انقساماته على طريقة التكاثر الثنائي البسيط ويمنح لخصومه الآخرين الغنيمة السياسية، وهو بانقساماته يفتح المجال لكسبها التنظيمي وغير التنظيمي.
غداً نلتقي بإذن الله .