سعد الدين إبراهيم

يكتبون!


في الأيام الأخيرة، ويوم (الجمعة) بالذات، لا أطالع سوى صحيفة واحده فقط.. هي الأنيقة (المجهر السياسي).. واقرأها من أول حرف حتى آخر حرف.. لفتت نظري الآراء ذات (العين اللاقطة) في صفحة الرأي “محمد حامد جمعة” لفتت نظره دموع حارس مرمى فريق جنوب السودان أثناء عزف سلامهم الجمهوري.. طرح أسئلة عديدة عن أسباب البكاء.. لكن حقيقة يجب أن يبكي كل المواطنين حين عزف سلامهم الجمهوري أو نشيدهم الوطني.. لاحظت مرة في المسرح القومي وقد درجت الإدارة على تقديم النشيد الوطني أو السلام الجمهوري قبل بداية كل مسرحية.. ووقف الجميع إلا صبي فزجرته حتى يقف وبعد عناد وزجر من أفراد أسرته وقف متثاقلاً.. أحزنني هذا السلوك.. وبكيت فأنا أيضاً أبكي حين أسمع النشيد الوطني، بل مرات كثيرة أبكي أثناء المارشات العسكرية ربما لأنها تعيد لنا أجواء الانقلابات العسكرية، وبكيت من جوة قلبي ربيع عمري السعيد.. الأخ “نجل الدين آدم”.. تباكي على يوم (الجمعة).. وأيام الرحلات وتجمع الأسر والأصدقاء كل شهر تقريباً للخروج في رحلة.. ولاحظ اختفاء هذه الظاهرة التي وثقت لها الأغاني السودانية خاصة “الكاشف” في (حلاة الجمعة يوما وحلو شمبات مقيلها).. ازدحام (الجمعة)، وربما الحالة الاقتصادية، ولو أن تكاليف الرحلات تكون بالمشاركة (شيرنق) وقد يساهم بعض الميسورين بشراء الخروف مثلاً أو يتبرع آخر بتوفير الحافلة التي تنقل (ناس الرحلة).. وحقيقة في ذاكرتنا كجيل نحتفظ للرحلات بمساحة كبيرة سواء أكانت رحلات مدرسية أو أسرية أو أولاد الحلة.. لو عرفتم تأثير الرحلة على أفراد الأسرة أو الحي أو زملاء الدراسة لطالبتم بجعلها فرضاً على الناس.. وأيام زمان كانت أيام.
الأستاذ “صلاح حبيب” تحدث عن أزمة الغاز وطرح سؤالاً مهماً في آخر زاويته مؤداه.. أزمة الغاز ستنتهي لكن من يحل أزمة الضمائر الخربة؟ ويا الله حضرني.
الأستاذة “أم وضاح” تحدثت عن مسابقة قناة “أنغام” الغنائية بعنوان نجم الموسم وعن القناة ذاتها.. ملاحظات “أم وضاح” يجب أن توضع في الاعتبار خاصة والمسابقة ستقام فعاليات ختامها بالقاهرة.. تحدثت عن بؤس الديكور والمسرح.. حقيقة كانت فرصة أمام القناة حتى تتخذ من المادة الشعبية والتراثية ديكوراً فائق الروعة (البروش_الأطباق_الآلات الشعبية _الفندك _الجبنة) وغيرها، كما يمكنهم الاعتماد على التشكيليين الشباب لعمل خلفية مبهرة.. الأوركسترا كما قالت قليلة العدد ما ضرهم لو استعانوا بفرقة الخرطوم جنوب الباهرة عسى أن يلحقوا ما ينفى من المنافسة.. استمتعت إلى أصوات متفرقة لم يلفت نظري أياً منها.. كما أن أحد المقدمين نسب أغنية “حرمت الحب والريدة” للشاعر “إسحق الحلنقي” وهي من كلمات وألحان “الطاهر إبراهيم”.. كما أن المغني الذي غنى واحدة من إلياذات الغناء السوداني بلغ سن الرشد في منتصف الأغنية إذ عند الكوبليه الثاني غلظ صوته وذلك من علامات البلوغ.. انتبهت إلى حكاية الرسوم المادية وهي بدعة جديدة، حتى لو كانت ضرورة فكان يجب أن تكون في تكاليف السفر إلى القاهرة.. ولو كانت المسابقة جادة لتسابقت الشركات على رعايتها.
أعجبني جداً تعبير أن قناة (أنغام) تأكل من سنام أرشيف التلفزيون القومي مع انتهاك شنيع لحقوق الملكية الفكرية والمادية ومرات الأدبية.. والله لي من ديل!