الهندي عز الدين

صح النوم .. يا حكومة


{في ارتفاع جنوني وغير مسبوق، بلغ سعر الدولار في السوق الموازية أمس (11.5) جنيهاً .. أحد عشر جنيهاً وخمسين قرشاً !!
{قبل أسبوعين كان سعره (10.8) جنيهات .
{العام الماضي وفي مثل هذا الشهر، كان سعر الدولار في السوق الموازية يتراوح ما بين (8.5) إلى (8.7) ثمانية جنيهات وسبعين قرشاً، أي أن الزيادة تبلغ حوالي (2) جنيه خلال عام واحد، بنسبة ارتفاع (23.5%) !!
{في أي دولة من دول العالم، غير السودان يحدث هذا، بما في ذلك دول تشهد حروباً مستعرة في قلب عواصمها وثورات طاحنة وغياب لسلطة شرعية في معظم أقاليم الدولة كما هو الحال في “ليبيا” و”سوريا” و”اليمن” و”العراق” ؟!
{الارتفاعات في سعر صرف النقد الأجنبي في غالب بلاد الدنيا تحسب (بالملاليم) و(السنتات)، أما عندنا فالقفز يكون بالجنيه .. كاملاً غير منقوص!
{الأدهى والأمر أنه وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي المرعب، تمضي الأمور في حكومتنا وكأن شيئاً لم يكن .
{لم نسمع بأن مجلس الوزراء دعا لاجتماع طارئ لمناقشة هذا الأمر الجلل، ولم نقرأ أن القطاع الاقتصادي بالحزب أو الدولة يعقد اجتماعات مكثفة لاتخاذ ترتيبات مناسبة لإعادة (الجنيه السوداني) إلى وضعه الطبيعي، وفق ما زعم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي أن سعر الدولار (الحقيقي) مقابل الجنيه هو (7) جنيهات لا غير!!
{وفي الوقت الذي يؤكد فيه الوزير هذا الزعم، تؤكد القائمة الرسمية لأسعار العملات الصادرة عن بنك السودان (أمس) أن سعر بيع الدولار مقابل الجنيه يبلغ (6.1) جنيه، و ليس (7) كما ورد في حديث السيد وزير المالية .
{وبالمقابل تجاوز الريال السعودي سقف الـ(3) جنيهات، بينما سعره الرسمي متوقف في حدود (1.6) جنيه.
{وبالتأكيد فإن المقياس الأساسي هو السوق الموازية وليس قوائم البنك المركزي، لأن المستوردين عندما يلجأون للبنوك لإكمال معاملاتهم لا يجدون دولاراً .. ولا يورو ..ولا ريالاً .. ولا درهماً، وتطالبهم البنوك بتوفير النقد الأجنبي اللازم لاستكمال إجراءات توريد السلع من الخارج من (مواردهم الذاتية)، وهي بمعنى آخر السوق السوداء أو الموازية وتشمل عائدات (حصيلة الصادر)!
{إذن هذه الأسعار التي يعلن عنها بنك السودان والبنوك التجارية مجرد أوهام، لا علاقة لها بالواقع، على الأقل بالنسبة للسواد الأعظم من جمهور المستوردين والمسافرين للخارج لأغراض مختلفة .
{في الكثير من دول العالم .. المتقدم والمتأخر، يعلن الرئيس أو الملك حل الحكومة وتعيين حكومة جديدة أو تعديل جزئي يشمل وزراء القطاع الاقتصادي بسبب مشكلات أو أزمات، أقل أثراً من ارتفاع النقد الأجنبي مقابل العملة الوطنية بنسبة (24%).
{عندنا .. لا حياة لمن تنادي !!
{هل هو أمر اعتيادي .. لا يستحق أي اهتمام أو متابعة ولا أدنى قلق؟!
كيف لا يكون مقلقاً وبلادنا تستورد بالدولار ما يعادل (ضعف) جملة صادراتها!!
{ينبغي أن تستيقظ هذه الحكومة من ثباتها العميق، وتخرج من تحت (بطانيتها) الشتوية حتى وإن لم يكن مأمولاً ولا متوقعاً أن تثير عليها (المعارضة) الضعيفة الشارع، فالحكومات المسؤولة تعمل من أجل رفاهية شعبها، غض النظر عن درجة إحساسها بالسيطرة الكاملة والاستقرار الآمن على سدة الحكم، فلا توجد ضمانات موثقة في هذه الفانية، وكل ما في الكون معقود عند الله الخالق الوهاب .. المانع المعطي بين حرفي (الكاف) و(النون)، ولا دائم إلا وجه ذي الجلال والإكرام.
{إن هذا الانهيار المخيف لعملتنا الوطنية يستدعي إعلان (حالة طوارئ اقتصادية) عاجلاً غير آجل، ويستوجب فرض إجراءات وتدابير إدارية واقتصادية سريعة لمعالجة الضرر الجسيم الواقع على الدولة، وأهمها وقف كل عمليات الاستيراد غير الضرورية، بما في ذلك حاجات الدولة التي لا تدخل في دائرة الضرورة القصوى، خاصة في ما يتعلق بأعمال البناء والتأثيث، واستقبال وضيافة المؤتمرات والوفود والرحلات الخارجية .
{المفروض في دولة بهذا الوضع الاقتصادي المزري أن تتوقف كل إجراءات الاستيراد، باستثناء الأدوية والمواد الطبية ولبن ومستلزمات الأطفال، ومدخلات الزراعة والإنتاج الحيواني ومدخلات الصناعة الأساسية .
كل ما عدا ذلك، يكون محدوداً وباستثناءات.
{لا يمكن أن تسمح الدولة باستيراد (الجزر) و(البنجر) من السعودية والبرتقال من جنوب أفريقيا، وكل شيء مهم وغير مهم من الصين، وبمواصفات متدنية، في وقت يبلغ فيه سعر الدولار (11.5) جنيهاً !!
{استيقظوا .. وأعفوا هؤلاء العاجزين، أعيدوهم إلى بيوتهم، بمن فيهم لجنة الاقتصاد في مؤتمر الحوار الوطني التي أجمع أعضاؤها على أن مشكلة الاقتصاد الحالية سببها الحرب!!
{ياتو حرب ؟! الحرب الآن .. أم الحرب في العام 1997م، عندما كان الشعب يحتسب آلاف الشهداء في جنوب السودان في حرب لا هوادة فيها، ورغم ذلك أمسك وزير المالية القوي حينها المرحوم “عبد الوهاب عثمان” ولثلاث سنوات تالية بسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، فلم يزد قرشاً واحداً .
{بالتأكيد ..السبب الأساسي ليس الحرب التي تلاشت الآن إلى جيوب محدودة وفرفرات مذبوح .. بل السبب هو الفوضى العارمة في المصروفات، والاستيراد بدون ضوابط، وترسية العطاءات بأرقام فلكية لشركات مقاولات فاقدة للأهلية، والاستمرار في بناء وتشييد الأبراج والمخططات السكنية ليسكنها البوم والشياطين ..السبب يا سادتي عدم ترتيب أولويات صرف الدولة .
{صح النوم .. يا حكومة.


‫25 تعليقات

    1. وينك يا سفير النوايا الحسنة ؟
      مالك ما لم تشرع قلمك للإصلاح بين السودان والجارة الجخاخة مصر ؟

  1. سبات عميق .. وليس ثبات عميق .. صح النوم يالهندي .. كمان قادي عربي !!

  2. والله كلامك سليم مائة بالمائة لكن بنرجع لكلمة ذكرتها في مقالك الا وهي (لا حياة لمن تنادي) وحسبنا الله ونعم الوكيل.

  3. كلامك 100% ياهندي عمرك شفتا وزير المالية ولا وزير الاقتصاد قال نحن عندنا خطه اقتصادية مدروسة لمدة 5 سنوات لكبح جماح ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنية ولا ارتفاع في مستوى الاسعار كل وزير يجيبوه يقعد ساى ولا يحل مشكلة وبعد دا يشيلوه ويودوها وزارة تانية بالله كيف البلد تتقدم لا حسيب ولا رقيب

  4. انت يادوووووووب صحيت….؟؟؟؟
    لما حكومتك دي مسكت البلد بانقلاب 89 الدولار كان يساوي 12 جنيه ونص…وصلاح الدين كرار قال
    اذا نحن ماجينا الدولار ده كان وصل 20 جنيه ..؟؟؟؟
    والدولار الان 11,500 جنيه …شفت جماعتك وصلونا وين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. يفلح وزير المالية في رفع الدعم عن كل ما هو ضروري… ويفشل امام الدولار المتصاعد دوما… اية سياسة اقتصادية هذه التى ينتهجها المدعو خبير زمانه في الاقتصاد

  6. لمن البلد والمسئولين منها كلهم يبقو تجار وتجار العملة كلهم ناس مسئوليين في الدولة او واقفين ورا تجار العملة يبقي كيف البلد تمشي قدام .نصف المحلات في السوق محلات اثاثات منزلية واسبيرات سيارات ومش عارف ايه .مفروض الحكومة ماتدى رخصة لاي مستورد مالم تعرف الزول دة بستورد شنو معندنا ادوية ماعندنا قمح ماعندنا غاز ماعندنا اي حاجة والحكومة تتفرج

  7. السبات النوم بالسين لا بالثاء كما ذكر أخونا سوداني وقال تعالى ( وجعلنا نومكم سباتا) 9 سورة النبأ

  8. مشيت مرة الخطوط السعودية بالخرطوم لتعديل حجر وطلبوا من فرق سعر بالدولار وحسبو لي السعر بما يعادل سعر بنك السودان لمن دفعت المبلغ للكاشير بالسوداني نهرني حتى رجعوا لي قال لي الدفع بالدولار …. ليه ما ليه ..قال كان ما عجبك طق راسك بالحيطة … أديتو بالريال رجعن لي قال دولار بس …قلت ليهو ما عندي دولار قال خلاص دي مشكلتك … إضطريت أشتري بالسوق الأسوق بعد تلتلة شديدة وبالسعر الموازي ولمن جيت راجع دفعت القروش كتب لي الايصال بالسوداني وبسعر بنك السودان … أها رايكم شنو …

    بعدين الآن تجار العملة على قفى من يشيل عندك أي مبلغ بحولوا ليك وقروشهم أكثر من قروش البنك … طيب دولارك دا ينزل كيف ؟!!!!!

  9. الزول دا بعد خليتيوهو تاني جايبنو ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    1. شكلك من المستفيدين من تدنى سعر الجنية وإلا ماذا فى كلامه والله لو طبق اليوم لنزل سعر الدولار ولكن ربنا سبحانه وتعالى قالها فى كتابه (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) 52(وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ( 53 ) ) .

  10. مسئولي المالية وعلى رأسهم وزير المالية يديرون الوزارة بالاعلام يعني بكرة بيجوا يطلعوا دعاية جات وديعه للبنك المركزي من السعودية او قطر لاجل كبح جماح الدولار الهائج في السوق الموازي لكن تلك سياسة فاشلة فاشلة فاشلة وكمان شيل حس وبالاضافة الى ذلك شعوب تلك الدول يتذمرون ويقولون نحن اولى بها من غيرنا .

  11. سالتك بالله يالهندي انت عندك كم الف دولار مخبيها!!! خلي ضميرك صاحي ولو لدقيقة وجاوب!!!!!!

  12. لن ينصلح الحال مالم يقتلع جزور تجار العملة نهائياً حيث اصبح 90 في المائة من حولات المغتربين تذهب لهم وحتي يحول المغترب ماله عن طريق البنوك السودانية لابد من رفع صرف سعر التحويلة لأن الفرق شاسع بيهم والسوق الاسود وانا كمغترب احول الريال مقابل ثلاثة جنيهات فكيف سوف احول الريال بالبنك وهو يعادل جنيه وستون قرش يعني فرق اليل لانهار لذلك لابد من سياسة موزونة اولاً محاربة تجارالعملة ثم إيجاد طريقة لجزب المغتربين وماعدا ذلك حتماً سوف يتجاوز الدولار هذا الرقم وانا شخصياً اتوقع مع نهاية هذا العام سوف يصل الي 13 جنيه

  13. {لا يمكن أن تسمح الدولة باستيراد (الجزر) و(البنجر) من السعودية والبرتقال من جنوب أفريقيا، وكل شيء مهم وغير مهم من الصين، وبمواصفات متدنية، في وقت يبلغ فيه سعر الدولار

    يا صحفى الغفلة واخر الزمن السلع التى ذكرتها ليست هى سبب ارتفاع الدورلار اقتصاد حكومتك هو المهبب وبعدين ممكن تقول استيراد البترول والقمح مش الجزر والبنجر وبرتقال جنوب افريقيا دى بياكلوها ناس هى لله

  14. {لم نسمع بأن مجلس الوزراء دعا لاجتماع طارئ لمناقشة هذا الأمر الجلل، ولم نقرأ أن القطاع الاقتصادي بالحزب أو الدولة يعقد اجتماعات مكثفة لاتخاذ ترتيبات مناسبة لإعادة (الجنيه السوداني) إلى وضعه الطبيعي،

    الجنيه لا يستعيد قوته بالاجتماعات والتحكم في سعره
    إنما يعود بكثرة الإنتاج وزيادة الصادرات وقلة الواردات ياصحفي الغفلة

  15. الدولار كان كم يا هندي لما حكومتك وألياء نعمتك استلموا السلطة ؟؟؟؟

    اسع كم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وبشة أصلاً عمل الانقلاب لي شنو؟؟

    الاختشووو مــــــــــاتو !!!!!!!!!